رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأسد العجوز.. هل فقد كولر أنيابه الهجومية مع الأهلى؟

كولر
كولر

30 دقيقة من الانتهاك المتواصل للمناطق الدفاعية، أخطاء فردية بالجملة، وترابط منعدم بين وسط الملعب والدفاع وتمريرات مقطوعة من الجميع، وإمام عاشور تلتقطه عدسات الكاميرات في الثواني الأخيرة مترجيًا الحكم لإطلاق صافرة النهاية وإيقاف الهجوم الضاري والاختراق المستمر.

هكذا كانت الدقائق الأخيرة من مباراة نادي الأهلي ضد سيراميكا كليوباترا بنصف نهائي كأس السوبر المصري، التي انتهت بفوز الأحمر وضربه موعدًا جديدًا مع غريمه التقليدي "الزمالك" في المباراة النهائية للبطولة.

نسخة "أهلي" كولر امتازت منذ انطلاقتها بالأداء الهجومي الشرس وتبعه إغلاق للدفاعات وتأمين المساحات خلف انطلاقات الخط الهجومي، فلماذا أصبح الأهلي مفككًا؟ وهل فقد كولر أنيابه الهجومية؟ هذا ما نجيب عنه في السطور الآتية.

قد يكون ما زال الوقت مبكرًا لانتقاد أداء الأهلي، فحتى الآن الفريق لم يلعب سوى 4 مباريات أنهى 3 منها بالانتصار وخسر واحدة وسجل 8 أهداف وسكن شباكه هدفان حتى الآن، ولكن أداء الأحمر أمام سيراميكا كليوباترا يدق ناقوس الخطر أمام كولر.

على الرغم من اختلاف الطابع التكتيكي لكولر عن مواطنه رينيه فايلر، الذي سبقه في تدريب القلعة الحمراء، إذ أن الأول من أنصار المدرسة المتوازنة التي تسير على طريقين معًا الأول هو التأمين الدفاعي من الخطوط الأولى، والثاني غلق المساحات وتراجع اللاعبين لتقديم الأدوار الدفاعية والتي قد تتغير في المباريات الكبرى بترك الكرة وفرصة اتخاذ الفعل للخصم ولعب دور "رد الفعل" واستغلال أخطائه، بينما اعتمد فايلر مع الأهلي على الضغط الشرس في مناطق متقدمة أمام جميع الخصوم وحرمانهم من أي فرصة للخروج بالكرة وإجبارهم على الوقوع في الاخطاء للتسجيل وعدم ترك أي فرصة للوصول للمرمى، إلا أن طريقة كولر والتي أثبتت فعاليتها مع الأهلي في أكثر من موقف لم تقنع الجميع مثلما حدث مع فايلر، فالأخير طريقته مشابهة لما يحبه الجماهير، فريق شرس يضغط ويخنق الخصوم حتى الفوز.

أما مع كولر فالأهلي يضغط من خطوطه المتوسطة، أي بداية من وسط الملعب ويقاتل لاسترداد الكرة بكثافة، وفي حالته الهجومية يشكل كثافة عددية بمنطقة جزاء الخصم لزيادة فرصة التسجيل.

يمكن اختصار الأزمة الأولى بالأهلي في رحيل محمد عبدالمنعم، والذي كان أحد أهم أسلحة كولر في الخروج بالكرة والتدرج من الدفاع للوسط، إما باللعب على الكرات الطولية بالجانب العكسي للملعب، أو التسليم والتسلم بتمريرات قصيرة مع مروان عطية الذي يعود لتقديم أدوار الدعم من وسط الملعب للمدافعين ونقل الفريق هجوميًا.

بخروج محمد عبدالمنعم واعتماد السويسري على ثنائية رامي ربيعة وياسر إبراهيم في عمق الدفاع وكلاهما متشابهان في طريقة اللعب ولا يجيدان الخروج بالكرة من الخلف مثل عبدالمنعم، بجانب إصابة علي معلول وغيابه والذي كان سلاحًا هجوميًا فعالًا للأحمر وأيضًا أحد الحلول بتواجده بعرض الملعب وفتح زاوية تمرير للمدافعين.

الطريق للخروج من أزمة تحضير اللعب للأهلي هو إصدار تعليمات تكتيكية لإمام عاشور بالعودة إلى الخط الخلفي وتسلم الكرة من قلبي الدفاع والبدء في توزيع اللعب، أو الاستمرار في تقديمه أدوار وسط الملعب والجناح والاستغناء عن أكرم توفيق من وسط الملعب والدفع بمحمد مجدي أفشة ليقدم أدوار نقل الفريق من الدفاع للهجوم ومساندة مروان عطية في وسط الملعب.

عمق ملعب الأهلي بات منتهكًا دفاعيًا وهي الأزمة الثانية التي يعاني منها الأحمر منذ المباريات الأخيرة في الموسم الماضي ومرورًا ببداية الموسم الجاري، إذ كانت واحدة من أهم مميزات الأهلي مع كولر هي سرعة استرداد الكرة في وسط الملعب بتقديم أدوار الضغط من ثلاثي الوسط على حامل الكرة من الخصم بجانب الأدوار الدفاعية للجناحين في إغلاق المساحات والدعم الدفاعي للظهيرين، وهو ما لم يظهر في مواجهة سيراميكا على وجه الخصوص التي أخطأ خلالها لاعبو الأحمر في عدد لا محدود من التمريرات خاصة بمنطقة الوسط التي سببت هجمات عديدة على المرمى.

الأهلي حاليًا يفتقر للترابط بين ثلاثي وسط الملعب واتساع المساحات بينهم في الملعب وهو ما يجعل عملية اختراق عمق الأحمر أمرًا سهلًا خاصة في مواجهة فرق تلعب بشكل عمودي من وسط الملعب للهجوم مباشرة، مثلما حدث في مباراة الزمالك بالسوبر الإفريقي، بالإضافة إلى تأخر عملية استرداد الكرة في حالة افتقادها لتصبح أي هجمة للخصم من عمق الأهلي سهلة الوصول للمرمى.

مارسيل كولر ما زال هو نفس الشخص الذي قدم للأهلي منذ عامين، ولكن استمرار الأزمات بينه وبين إدارة الأحمر متمثلة في لجان التخطيط بمختلف تشكيلاتها بشأن الصفقات الجديدة يدفع ثمنه الفريق والجماهير فقط، فعلى الرغم من ضعف المستوى الهجومي لإمام عاشور ما زال يشارك لأن البديل الذي طلبه كولر لم ينضم للفريق وتعاقدت الإدارة مع بديل محلي على غير رضا المدرب السويسري ليجلس بديلًا ويعاقب كولر إدارة الأهلي والجماهير والفريق بأداء مهتز وفريق مخترق ومهترئ الدفاعات.

دوري ابطال اوروبا

365Scores.comمزود من

الدوري السعودي

365Scores.comمزود من

الدوري الانجليزي

365Scores.comمزود من

الدوري الاسباني

365Scores.comمزود من