رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإعلام البديل.. عندما يتحول قادة الرأى إلى مشجعين (ملف)

الكابتن

تحول قادة الرأي في الرياضة المصرية، وخاصة كرة القدم، إلى دعاة التعصب خلال العقدين الأخيرين، دون أي سبب حقيقي لتلك الظاهرة الغريبة، بداية من الصحفيين والإعلاميين، ومسئولي الأندية، مرورا باللاعبين وهو ما انعكس بدوره على الجماهير التي باتت قنابل موقوتة في كل زمان ومكان، لدرجة أنه أصبح من المستحيل أن نرى ملاعب كرة القدم ممتلئة بالجماهير كما كان يحدث في السابق، خوفاً من حدوث كارثة محققة.

 

وربما تلعب لغة المصالح والانتماءات الدور الأساسي في تحول قادة الرأي إلى مشجعين، يكون لهم تأثير كبير في الجماهير العريضة لخلق نوع من التعصب، الذي ظهر بشكل ملفت للنظر مع تطور وسائل الإعلام وظهور مواقع التواصل الاجتماعي، التي فتحت الباب على مصراعيه أمام كل صغير وكبير لبث سمومه، ومحاولة التحريض وخلق نوع من الفتنة بين جماهير الأندية وخاصة الأهلي والزمالك.

 

1-الرسالة الإعلامية

تغيرت الرسالة الإعلامية بشكل غريب خلال السنوات الأخيرة، عما كان في السابق، تلك الرسالة التي يعرف قيمتها من يعمل بها سواء كان صحفيا أو إعلاميا، ويراعي في عمله معايير المهنية والحياد دون التحيز لنادٍ بعينه أو محاولة إثارة الفتنة والتعصب، عكس ما يحدث الآن ، حيث دعاة الرأي هم أول المحرضين على التعصب بين جماهير الأندية، سواء في مقالاتهم أو على حساباتهم الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وتحول معظم الصحفيين والإعلاميين إلى مشجعين، تاركين خلفهم معايير المهنة التي يمتهنوها، بحثاً عن مصالح شخصية أو مادية، وفي كثير من الأحيان تعبيراً عن انتماءاتهم الشخصية، وهو ما خلق نوعا من الفوضى، حتى أصبح التشجيع هو محاولة للنيل من الغير قد يصل في بعض الأحيان للتهكم ومعاداة المنافس، وهو ما يتنافى مع الغرض من الرياضة على مستوى العالم وهي نبذ التعصب وتنمية الروح الرياضية.

 

2- تحريض المسئولين

فتحت مواقع التواصل الاجتماعي، الطريق أمام مسئولي الأندية لتوصيل الرسالة الإعلامية التي يرغبون فيها، بعيداً عن المعايير والضوابط، وهو الفارق بين الإعلام الرسمي ممثلا في الصحف والقنوات الفضائية التي تجاهد للحفاظ علي معايير المهنية بقد الإمكان، والإعلام البديل الذي يسمح بكل شيء، حتي وإن كان تحريضًا صادرًا عن مسئولين في الأندية.


وباتت تصريحات إدارة الأندية والمسئولين عن الكرة تحديدا، هي تحريض واضح لخلق حالة من الجدل، وإثارة الجماهير لتبني موقف معين تجاه المنافس أو حتى للتأثير على مسئولي القرار في اتحاد الكرة في قضية معينة، حتى بات الحكام هم الأكثر عرضة للتخويف بسبب الهجوم عليهم من قبل مسئولي الأندية دون أسباب حقيقية.

 

3- إيماءات اللاعبين

ما زالت إيماءات اللاعبين داخل المستطيل الأخضر هي المحرك الأساسي للجماهير في المدرجات وأمام شاشات التليفزيون، وهو ما يخلق حالة من العداء بين جماهير الأندية المختلفة، برغم أن الأمر هو مجرد محاولة يائسة من لاعب للتعبير عن انتمائه لفريقه أو محاولة لإثارة جماهير الفريق المنافس، دون أن يراعي أنه لاعب وعليه احترام ذلك وتجنب إثارة الجماهير بأي طريقة.

ولعل أبرز الأمثلة على محاولات اللاعبين لإثارة الجماهير هو ما قام به محمود عبدالرازق شيكابالا تجاه جماهير النادي الأهلي في مباراة السوبر التي أقيمت في الإمارات، دون احترام للبلد التي استضافت الحدث، ونفس التصرفات صدرت عن محمود عبد المنعم كهربا بعد انتقاله من الزمالك للأهلي، وهو ما يعكس مدى إصرار اللاعبين على إثارة التعصب بين الجماهير دون داع.