رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

في عيد ميلاده الـ60.. الصبي الذهبي الذي فاز بكأس العالم وصنع تاريخ نابولي

الكابتن

سجل 5 أهداف في نهائيات كأس العالم المكسيك 1986 حصل بها على الحذاء الفضي، كما صنع مثلها، وكان أكثر من صنع أهداف، أي تسبب في 10 أهداف من أصل 14 هدفا أحرزها المنتخب الأرجنتيني في البطولة ككل، واختير بالإجماع أفضل لاعب في البطولة، وفي نظر الأغلبية محليين، ونقاد رياضيين، ومحلليين، وجماهير في العالم هو من فاز للمنتخب الأرجنتيني بلقب كأس العالم 1986، ولم يحدث أن نسبب الفوز ببطولة كبيرة هي الأهم على مستوى العالم إلى لاعب بمفرده سواه بالإضافة إلى إنه صاحب أجمل هدف في تاريخ المونديال هو الهدف الثاني الذي أحرزه في شباك المنتخب الإنجليزي في دور الـ8 إنه الصبي الذهبي الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا الذي يصنفه الكثيرون في العالم إنه صاحب أكبر موهبة فذة في تاريخ كرة القدم، فهو يتميز بقدرة مذهلة على المراوغة والرؤية، والتحكم الدقيق في الكرة، والتمرير والإبداع كما إنه يتقن تنفيذ الركلات الثابتة، وقال عنه المعلق الرياضي ميمي الشربيني في كأس العالم 1986 إنه أعاد اكتشاف كرة القدم.

وفي المونديال التالي إيطاليا 1990 تمكن من قيادة الأرجنتيني للوصول لثاني مرة على التوالي إلى المباراة النهائية، ولكن خسرها هذه المرة أمام المنتخب الألماني الذي ثأر لهزيمته في المباراة النهائية في كأس العالم 1986.  

ومثلما تسبب مارادونا في تتويج المنتخب الأرجنتيني بالمونديال لعب نفس الدور مع المنتخب الأرجنتيني للشباب، وساهم بشكل كبير في إحرازه لقب كأس العالم للشباب اليابان 1979، وسجل 6 أهداف جعلته ثاني هدافي البطولة، ولكنه نال الحذاء الذهبي.

على أي حال انضم مارادونا إلى المنتخب الأرجنتيني لأول مرة في فبراير 1977 أي وعمره 16 عاما فقط، وبالرغم من قناعة الأرجنتيني سيزار لويس مينوتي المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني بموهبته الفريدة استبعده لصغر سنه من القائمة النهائية المشاركة في نهائيات كأس العالم التي نظمتها الأرجنتين نفسها في عام 1978، وبعدها شارك في 4 مونديلات متتالية بدأها في إسبانيا 1982، ولم يقدم المردود المميزـ ولا في نهائيات كأس العالم أمريكا 1994 التي لم يلعب فيها سوى مبارتين، واستبعد تماما بسبب اثبات تعاطيه للمنشطات.

شارك مارادونا بشكل عام مع المنتخب الأرجنتيني في 91 لقاء وأحرز 34 هدفا في 17 عاما.

ولد مارادونا في لانوس مقاطعة بونيس آيرس، ونشا في فيلا فيورتيو في الضواحي الجنوبية لبونيس آيرس، وله 6 اشقاء، ولدان و4 بنات.

اكتشفت موهبة مارادونا التي لا مثيل لها منذ أن كان عمره 10 سنوات في نادي استريلا روخا حين عمره 12 عاما كان يسلي المتفرجين بسحره بكرة القدم بين شوطي المباريات في الدرجة الأولى، وانتقل إلى نادي أرجنتيوس في عام 1974، وفي أكتوبر 1976 صعد إلى الفريق الأول، ولعب معه في 4 مواسم ونصف الموسم 166 مباراة مسجلا 116 هدفا.

وفي فبراير 1981 التحق بنادي بوكا جونيورز، وشارك معه في موسم و5 أشهر في 40 لقاء محرزا 28 هدفا، وتوج معه في نفس العام بلقب وحيد الدوري الأرجنتيني الأول.

وفي يوليو 1982 باعه إلى نادي برشلونة الإسباني مقابل مادي قياسي 7.6 ملايين يورو، ولعب معه في موسمين 58 مباراة، وسجل 38 هدفا، وفي عام 1983 حصد 3 ألقاب، وهي كأس ملك إسبانيا، وكأس الدوري الإسباني، وكأس السوبر الإسباني.

ومارادونا هو اللاعب الوحيد الذي صفقت له جماهير فريق ريال مدريد  الغريم التقليدي عقب تسجيله هدفا أسطوريا لا ينسى في مرمى فريقها في الكلاسيكو.

وفي يوليو 1984 اتخذ خطوة مفاجئة،وانتقل إلى نادي نابولي الإيطالي، وهو من صنع تاريخ هذا النادي، فقبل مجيئه لم يكن رصيد نابولي من الألقاب سوى لقبين، وهما في بطولة كأس إيطاليا في موسمي 1961 – 1962، و1975 – 1976، ولكن مع مارادونا حقق نابولي 5 ألقاب لأول مرة في تاريخه، وهي لقبان في بطولة الدوري الإيطالي في موسمي 1986 – 1987، و1989 – 1990، ولقب في بطولة كأس إيطاليا في موسم 1986 – 1987، وكأس السوبر الإيطالي في عام ،1990 ولقب في بطولة كأس الإتحاد الأوروبي في موسم 1988 – 1989.

وشارك مع نابولي في 7 مواسم في 259 لقاتء محرزا 115 هدفا، وظل الهداف التاريخي لنابولي حتى تجاوزه السلوفاكي ماريك هامسيك في عام  2017.

وحصل مارادونا في موسم 1987 – 1988 على الحذاء الذهبي برصيد 15 هدفا، وفي نفس الموسم حصل على لقب هداف كأس إيطاليا بـ8 أهداف.

وكان مارادونا قد أوقف 15 شهرا بداية من شهر مارس 1991 بسبب اثبات تعاطيه للمخدارات، وادمانه تحديدا للكوكايين.

وفي سبتمبر 1992 انضم إلى نادي اشبيلية الإسباني، وقضى معه موسما واحدا، ولعب معه 29 مباراة، وسجل 8 أهداف، وبعدها عاد إلى الأرجنتين من بوابة نادي نيولز أولد بويز، ولم يشارك معه في 6 أشهر سوى في 5 لقاءات دون أن يحرز أي هدف.

وفي أكتوبر 1995 عاد إلى ناديه الأسبق بوكا جونورز، وشارك معه في عامين في 71 لقاء، وأحرز 35 هدفا.

وفي 30 أكتوبر 1997 أعلن مارادونا اعتزاله.

في عام 2000 فاز بجائزة الفيفا لأفضل لاعب في القرن العشرين، وحصل في الإستطلاع على نسبة 53.6 % من الأصوات مقابل 18.53 % فقط للجوهرة السمراء البرازيلي بيليه، وهي فارق كبير وغير متوقع، ولكنه دليل على أن الجماهير تفضل دائما اللاعب الحريف جدا الذي يتمكن من انتزاع منها الآهات، ويبهرها بمهاراته.

بدأ مارادونا ممارسة التدريب في يناير 1994، وتولى تدريب فريق تيكستل ماندو الأرجنتيني ثم راسينج كلوب الأرجنتيني بعدها في نوفمبر 2008 قاد المنتخب الأرجنتيني ثم اتجه إلى العمل في المنطقة العربية مع فريقي الوصل والفجيرة الإماراتيين، وعاد إلى العمل في الأرجنتين من جديد مع فريق دورادوس سينالوا، وحاليا هو مديرا فنيا للفريق الأرجنتيني خيمناسيا لا بلاتا منذ سبتمبر 2019.

لم ينجح مارادونا في التدريب بقدر موهبته العبقرية لاعبا.

كان بإمكان مارادونا أن يحقق أكثر من ذلك 10 مرات، فهو موهبة ابهرت واذهلت العالم، ولكنه للأسف تفنن في افساد حياته، وتشويه صورته، والإساءة إلى نفسه.