رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

كارتيرون الزمالك أفضل من كارتيرون الأهلي لهذه الأسباب

الكابتن

تعجل الفرنسي باتريس كارتيرون المدير الفني لفريق الزمالك حين قال في قناة نادي الزمالك  " إنه نجح في تعويض ما لم يحققه مع فريقه الأسبق الأهلي ".

ربما يقصد أنه تمكن بقيادته للزمالك من الثأر من الترجي الرياضي التونسي، وأقصاه في دور الـ8 في بطولة دوري أبطال إفريقيا، وقبلها استطاع كارتيرون أن يقود الزمالك إلى الفوز بكأس السوبر الإفريقية على حساب الترجي، لكنه لم يفز بالبطولة الإفريقية التي فقدها على يد الترجي في عام 2018 عندما تغلب الترجي على الأهلي بثلاثية نظيفة في مباراة العودة في النهائي على الملعب الأولمبي برادس، ليعوض الترجي هزيمته أمام الأهلي بنتيجة 1 – 3 في مباراة الذهاب على استاد برج العرب.

ويعتقد كارتيرون أنه خسر اللقب قبل بداية لقاء الإياب لأسباب أخرى لا علاقة لها بالفنيات في الملعب، مثل حادثة حافلة الفريق، وتعرض اللاعبين لإصابات بالغة، وقد وصف الظروف المحيطة بالمواجهة بشكل عام بأنها كانت تنذر بكارثة كادت تحدث.

ويعتقد كارتيرون أن بفوزه على الترجي في كأس السوبر الإفريقية، وإقصاءه في دور ربع النهائي في دوري أبطال إفريقيا أثبت أن بإمكانه مواجهة الترجي، والإنتصار عليه.

والترجي هو حامل لقب آخر بطولتين.

ولكن يبدو أن كارتيرون نسى مباراة قادها أمام الترجي في بطولة 2018 عندما كان مديرا فنيا للأهلي، وبالمناسبة هي كانت الأولى لكارتيرون أمام الترجي، وهي كانت في الجولة الخامسة ضمن المجموعة الأولى، وتغلب الأهلي حينها على الترجي بهدف نظيف على الملعب الأولمبي برادس.

وينبغي الوضع في الاعتبار أن الترجي الذي واجه الزمالك في 2020 يختلف عن الترجي الذي واجه الأهلي في 2018، فالترجي الذي قابل الزمالك خرج منه 5 لاعبين مهمين للغاية، وهم أيمن بن محمد، وغيلان الشعلالي، وأنيس البدري، وسعد بقير، والجزائري يوسف البلايلي، والكاميروني فرانك كوم، أي نصف الفريق الأساسي، ولا يرتقي مستوى اللاعبين الجدد الذي تعاقد معهم الترجي إلى مستوى الراحلين.

والشئ الأخر استطاع كارتيرون بقيادته للزمالك أن ينتقم من الأهلي أيضا الذي لم يمنحه الفرصة كاملة في رأيه، وانتزع منه كأس السوبر المصرية، وجعل الزمالك يعوض خسارة كأس السوبر الماضية أمام الأهلي بنتيجة 2 – 3.

على أي حال هناك تشابه في الظروف التي تولى فيها كارتيرون تدريب الأهلي في 2018، والظروف التي تولى فيها تدريب الزمالك في 2019.

فهو مع الزمالك تولى تدريب الفريق عقب الهزيمة بـ3 أهداف دون رد أمام فريق تي بي مازيمبي على ملعب مازيمبي في الجولة الأولى ضمن المجموعة الأولى، وتولى تدريب الأهلي بعد الخسارة أمام فريق كمبالا سيتي الأوغندي بهدفين دون مقابل على لوجوجو ستاديوم في الجولة الثانية ضمن المجموعة الأولي.

ونجح كارتيرون مع الفريقين، جعل الزمالك يحل وصيفا في المجموعة الأولى مازيمبي، وبريميرو دي أوجوستو الأنجولي، وزيسكو يونايتد الزامبي برصيد 9 نقاط، ولم ينتصر سوى في لقائين، وتعادل في 3 لقاءات، وتلقى هزيمة يتيمة.

بينما مع الأهلي كان الموقف أصعب، فهو تسلم الفريق، وفي رصيده نقطة يتيمة من جولتين وبالرغم من ذلك تمكن الفريق من تصدر المجموعة الأولى الترجي، وكمبالا سيتي، وتاونشيب رولز البتسواني بـ13 نقطة، وهو أكثر فريق في دور المجموعات بشكل عام حصد نقاط من 4 انتصارات، وتعادل وحيد، وهزيمة وحيدة.

وبعد تجاوز دور المجموعات تخطى في دور الـ8 فريق حوريا الغيني حيث استطاع أن يخرج متعادلا سلبيا من استاد 28 سبتمبر في مباراة الذهاب، وفاز برباعية نظيفة في مباراة العودة على استاد السلام.

وفي دور قبل النهائي تجاوز فريق وفاق رياضي سطيف الجزائري حيث تغلب الأهلي بهدفين دون رد في لقاء الذهاب، وخسر بنتيجة 1 – 2 في لقاء الإياب على ملعب 8 ماي 1948.

وعلى المستوى المحلي رحل كارتيرون عن الأهلي محتلا المركز التاسع بعد أن جمع 10 نقاط من 3 انتصارات جاءت متتالية من الأسبوع الثاني حتى الرابع على فرق المصري البورسعيدي، ووادي دجلة، وحرس الحدود على الترتيب، وتعادل إيجابي وحيد مع فريق الإسماعيلي بهدف لمثله في الأسبوع الأول، وتلقى هزيمة قاسية أمام فريق الإتحاد السكندري 3 – 4 في الأسبوع العاشر.

على الجانب الآخر تسلم كارتيرون الزمالك من الصربي ميلوتين سريدوفيتش، وهو في المركز الرابع بعد أن حصد 10 نقاط من 3 انتصارات على فريق الإتحاد، ومصر للمقاصة، والمقاولون العرب، وتعادل يتيم إيجابي بهدف لكل فريق مع نادي مصر في الأسبوع الثالث، وتلقى هزيمة واحدة بنتيجة 1 – 2 أمام فريق إنبي في الأسبوع السادس.

وحاليا لا زال الزمالك في المركز الرابع برصيد 28 نقطة حصل عليها من 9 انتصارات، و4 تعادلات، و3 هزائم.

وبعيدا عن الهزيمة الاعتبارية لعدم لعب الزمالك مباراة الأسبوع الرابع أمام الأهلي جمع الزمالك مع كارتيرون 21 نقطة من 6 انتصارات على فرق بيراميدز، وأسوان، وطنطا، والجونة، وحرس الحدود، والإسماعيلي، وتعادل 3 مرات مع فرق سموحة، والإنتاج الحربي، ووادي دجلة، وتلقى هزيمة وحيدة أمام طلائع الجيش 2 – 3 في الأسبوع الثامن.

وفي كأس مصر قاد كارتيرون الأهلي، وتخطى الأهلي بصعوبة فريق الترسانة الذي يلعب في الدرجة الثانية في دور الـ32، وكان الأهلي قريبا فعلا من الإقصاء، فالترسانة تقدم عليه مرتين قبل أن ينهي أحمد الشيخ لاعب الأهلي المباراة بالهدف الثالث الذي سجله في الدقيقة 89.

كما قاد الأهلي في بطولة كأس زايد للأندية الأبطال، وتجاوز في دور الـ32 فريق النجمة اللبناني بالرغم من التعادل دون أهداف على ستاد برج العرب في لقاء الذهاب إلا أن الأهلي فاز بنتيجة 4 – 1 على ملعب المدينة الرياضية في لقاء الإياب.

وأطاح به في دور الـ16 فريق الوصل الإماراتي بعد التعادل الإيجابي في مباراتي الذهاب، والعودة بهدفين لمثلهما، وبهدف لكل فريق على استاد زعبيل بنادي الوصل على الترتيب.

بشكل عام كارتيرون مع الزمالك أفضل من الأهلي ربما السبب يرجع إلى جودة اللاعبين الحاليين في الزمالك عن نظرائهم في الأهلي قبل عامين، فالأهلي لم ينتبه إلى حاجته الفريق إلى التدعيم إلا بعد خسارة لقب دوري أبطال إفريقيا، ورحيل كارتيرون.