رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى عيد ميلاده بوفون حلم لورينزو الذى تحول إلى حقيقة

جيانلويجي بوفون
جيانلويجي بوفون

«1»

 

دخل العم لورينزو إلى رواق المنزل متكئًا على عصاه حتى وصل إلى البيت الذي يقطن في أحد شوارع مدينة «كارارا» الإيطالية، وسط بهجة وسعادة من أفراد عائلة أدريانو الذي على أعتاب رأس سنة جديدة مليئة بالإنجازات والنجاح.

 

كانت السعادة تملأ أحدث أعضاء العائلة الجديد الصغير جانلويجي، حيث رأى أخيرًا أحد أعرق حراس إيطاليا عبر التاريخ والذي كانت أقصى طموحاته أن يشاهده في التليفزيون فقط.

 

«2»

 

5/4/3/2/1.. بداية سنة جديدة، العم يهنئ الجميع وبدأ في توزيع الهدايا على الجميع وإذ به ينادي الصغير تعالى يا «جيجي»، لقد جلبت لك الأفضل على الإطلاق، هذه قفازات عمك وجدك ومن سبقوني، يجب أن تحافظ عليها وعلى اسم هذه العائلة.

 

أدريانو: عمي يجب أن أتكلم معك على انفراد لدقيقة لتوضيح بعض الشىء والذي أعتقد أنه لن يرضيك قليلًا.

 

العم: تكلم سريعًا يا أدريانو لقد أقلقتني كثيرًا ويجب أن أذهب إلى المنزل لملاقاة بعض الأصدقاء القدامى.

 

أدريانو: أنا في غاية الإحراج يا عمي، جانلويجي يتدرب حاليًا كلاعب خط وسط في فريق بارما للناشئين ولا يوجد ميول لديه تجاه مركز حراسة المرمى.

 

العم: لقد صدمتني كثيرًا بهذه المعلومة، كيف لك أن تفعل ذلك، من سيحمل اسم العائلة بعد رحيلي لقد اقترب عمري من الفناء ولم أر فردًا من عائلة بوفون يسكن حراسة المرمى، هذا مخز للغاية، سأرحل حاليًا ونتترك للموضوع في وقت لاحق.

 

«3»

 

دخل الأب على جيجي الصغير في غرفته وهو يشاهد مباراة كانت  لمنتخب الكاميرون في كأس العالم الذي أقيم في إيطاليا عام 1990، فبدأ حديث مطول معه حول إقناعة العدول عن قراره باللعب في وسط الملعب وتحويله إلى مركز حراسة المرمى كما فعل أسلافه.

 

لم يكن الابن واعيًا للكلام في وقتها، ولكن كل تركيزه كان في المباراة ومع حارس مرمى منتخب الكاميرون وقتها توماس نكونو الذي يقدم مستويات وقف ذهن جانلويجي عن فهمها وكأنها رسالة جاءت في وقتها.

 

 

 

«4»

 

دخل جيجي تدريباته اليومية مع ناشئين بارما كالعادة والاستعداد للمباراة المقبلة، وبعدها بلحظات فؤجئ بدخول « نيفيو سكالا»، المدير الفني للفريق الأول للنادي، إلى أرضية الملعب، طالبًا التحدث معه قليلًا.

 

الأحلام والأمنيات توالت داخل زهن جانلويجي باللعب للفريق الأول أخيرًا، وجاءت الصدمة حيث طلب سكالا من جيجي أن يكون حارس مرمى للفريق الأول، بعد الإصابات التي ضرب الفريق لمدة أسبوعين حتى رجوع الأساسين من الإصابة.

 

دارت الأفكار حول جانلوجي وبدأ يتساءل، هل هي رسالة من عند الرب؟، كيف أبدي إعجابي بحارس الكاميرون وفي الأسبوع الذي تلاه أصبح حارس مرمى فريقي.

 

«5»

 

19 نوفمبر 1995، المباراة الأولى لبوفون كحارس أساسي لنادي بارما في دوري الدرجة الأولى الإيطالي.

 

دخلت العائلة متأخرة إلى مدرجات النادي، الجميع يبحث عن جيجي وأين هو، لا أحد يراه في وسط الملعب وإذ به والده يخبرهم هل هذا جيجي الذي يسكن المرمى، أم أنها مجرد خرافات؟.

 

الجميع وقف مندهشا للحظات، إلا لورينزو بوفون الذي ملأت السعادة وجه وكأنه يقول أخيرًا تحقق الحلم، هذا هو الذي سيحمل لواء إيطاليا مستقبلًا.

 

 

"الكابتن" يعيد نشر قصة مصغرة عن الحارس الأسطوري لمنتخب إيطاليا ونادي ويوفنتوس جيانلويجي بوفون في عيد ميلاده الـ42 إذ ولد في 28 يناير لعام 1978.