رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحليل.. كيف يصنع كولر مجد الأهلى لعبور الملكى؟

كولر
كولر

بحثًا عن إنجازٍ تاريخى، يسعى فريق كرة القدم بنادى الأهلى للانتصار على ريال مدريد الإسبانى، فى المباراة التى ستجمعهما ضمن منافسات دور نصف نهائى كأس العالم للأندية، فى التاسعة من مساء اليوم، بالعاصمة المغربية الرباط.

فى «مدريد» لا يعيش كارلو أنشيلوتى أفضل فتراته، فى ظل وجود عدد كبير من الإصابات التى لحقت بالفريق الإسبانى وأبعدته عن صدارة «الليجا» بفارق 8 نقاط لصالح منافسه التقليدى برشلونة، لكن تحفزه للفوز بلقب مونديال الأندية، وإضافة بطولة مهمة لرصيده مع «المرينجى»، بدا واضحًا فى تصريحاته عقب الهزيمة من مايوركا فى الدورى.

وفى الوقت الذى يقلل فيه البعض من أهمية المباراة وجودة البطولة ككل، لأهداف مغرضة وكمحاولة للتقليل من إنجاز الأهلى، كان مدرب الريال واضحًا فى حديثه، وكذلك فعلت صحافة إسبانيا، التى تحدثت باحترام وتقدير كبيرين عن الأهلى، وكيف أنه متحمس للانتصار وتحقيق إنجاز كبير.

كذلك كانت تصريحات البرازيلى رودريجو فى السياق ذاته، حين قال إنه لا يستطيع الانتظار أطول من ذلك، ويحلم بالفوز على الأهلى ومن بعدها التتويج بالبطولة لكى يعانق هذه الكأس الغالية.

تلك التصريحات الحماسية تؤكد أن المباراة ستكون جادة لأبعد درجة، وصعبة إلى مرحلة التعقيد، وأن «الملكى» سيُخرج 100% مما لديه وربما أكثر، فى مقابل منافس لديه طموحات كبيرة، ومدرب واعٍ لديه سجل رائع فى المنافسات الكبرى مع منتخبات أوروبا.

لذا ستكون مباراة خططية من الطراز الرفيع، فـ«كارلو أنشيلوتى» هو «ملك النهائيات» و«رجل المحطات الصعبة»، وليس بحاجة لأن يكون الفريق فى حالة جيدة لكى ينتصر ويعبر. فعل ذلك أمام مانشستر سيتى فى نصف نهائى دورى أبطال أوروبا الموسم الماضى، وسبقها فى مقابلة باريس سان جيرمان، وفى كلتا المباراتين انتصر وهو الطرف الأضعف والأقل حظًا.

يراهن «أنشيلوتى» دائمًا على منهج متحفظ، لا يقامر كثيرًا، وتقدمه يكون بحذر، فهو يعمل أولًا على إغلاق المساحات أمام المنافس وحرمانه من الفرص، ثم يعول على بعض الأفكار الخططية للتسجيل، وكذلك الجوانب الفردية للاعبيه.

فى غياب كريم بنزيما لا يمتلك ريال مدريد مهاجمًا صريحًا، لكنه يملك كتيبة رائعة فى وسط الملعب، يستطيع من خلالها صناعة الفارق وخلق مشكلات كبيرة جدًا للأهلى.

سيلجأ «أنشيلوتى» للمهاجم الوهمى، معتمدًا على البرازيلى رودريجو، وربما فى بعض الأوقات ماركو أسينسيو، وسيراهن على عدة عوامل، أولها لا مركزية ثلاثى المقدمة: فينيسيوس جونيور ورودريجو وأسينسيو، الذين يجيدون اللعب فى عمق الملعب والاختراق والتفوق فى المواقف الفردية، حتى دون كثافة عددية وتقدم لاعبى الوسط، فهم قادرون على المراوغة والاختراق والتسديد من مسافات بعيدة، وهذه حلول جبارة قادرة على صنع الفارق فى أى وقت.

كذلك يمكنه تحقيق الكثافة العددية فى الثلث الأخير من الملعب، إذا أراد التقدم والتحكم الكامل، عبر الدفع بـ«كامافينجا» فى الظهير الأيسر، ليتقدم ويشغل مركز الجناح، ويدع فينيسيوس جونيور يقتحم العمق دائمًا، ضمن تشكيل رباعى هجومى يزداد إلى 6 لاعبين بتقدم محورى الوسط.

كذلك يمثل فالفيردى خطرًا دائمًا، فهو لاعب مقاتل فى الوسط، ويجعل مهمة أى خصم فى التحكم صعبة للغاية، علاوة على امتلاكه الحل الفردى المتمثل فى التسديد البعيد، والتقدم فى التوقيتات المثالية لتحقيق الزيادة.

فى المقابل، سيكون «كولر» حائرًا بين أمرين، بعد استقراره على الثابت الوحيد وهو طريقة «4/3/3».

جوانب الحيرة عند «كولر» ستتمركز بشكل رئيسى فى طبيعة المهاجم الذى سيبدأ به، وسيحدد بشكل كبير ما يحتاجه المدرب من المباراة، وكيف ينظر إلى خصمه.

إذا لجأ السويسرى للاعتماد على بيرسى تاو كمهاجم وهمى، فهو يريد من خلاله تحقيق التوازن فى الوسط، حينما يعود للدائرة ويمنح الأهلى الكثافة، والفكرة هنا هى حرمان ريال مدريد من التحكم الكامل فى «الرتم» وامتلاك الكرة طوال الوقت، وكذلك إجبار لاعبيه فى الوسط على عدم التقدم.

يجيد «تاو» التحكم فى الكرة وأداء أدوار الصناعة، كما أن دوره الخططى سيخلف مساحات خلف ظهر «مدريد»، الذى سيتقدم من أجل مطاردته.

هنا يبرز دور الجناحين، ويحتاج معه «كولر» للاعب الأسرع والأقدر على اللعب فى المساحات خلف ظهر الخصم، لذا سيكون حسين الشحات الاختيار الأبرز والأهم على الأطراف، وسيتوقف حال الأهلى هجوميًا على مدى تركيزه وجودته فى المباراة واستغلاله أى فرصة تتاح.

هناك سيناريو ثانٍ يعكس أن «كولر» غير متخوف، بل طامع فى المباراة، ستجد فيه محمد شريف هو المهاجم الصريح، وهنا ستكون الرغبة واضحة فى مباغتة مدريد واللعب فى عمق دفاعه، لاستغلال تحركات وسرعات «شريف»، واستقبال الكرات البينية والطولية.

ومع ثقة مارسيل كولر فى ثلاثى الوسط: حمدى فتحى وعمرو السولية وأليو ديانج كبيرة، ووجود جناحين ملتزمين دفاعيًا مثل «الشحات» و«طاهر»، قد تكون فكرة الدفع بـ«شريف» أكثر جدوى ونفعًا للفريق.

لماذا قلنا طاهر محمد طاهر على حساب أحمد عبدالقادر؟

فى هذه المباراة أنت مطالب بحرمان فينيسيوس جونيور وأسينسيو من موقف لاعب على لاعب فى مواجهة على معلول ومحمد هانى.

دعم الجناحين لقلبى الدفاع مهم للغاية فى مباراة الليلة، لذا الحاجة أكبر لـ«الشحات» و«طاهر» بسبب التزامهما الدفاعى، وقدرتهما على صناعة الخطورة عبر التحولات والانطلاق فى المساحات.

أكبر خطر قد يواجهه الأهلى هو ظهور أى مساحة لـ«فينيسيوس» فى مقابلة محمد هانى، لذا قد نجد تقدم عمرو السولية أو حمدى فتحى بحذر كبير، لكى يميل واحد منهما لمساندة «هانى» طوال الوقت، ومنع البرازيلى من الميزة التى يمتلكها.

كذلك «ديانج» مطالب بعدم منح «فالفيردى» أى فرصة للتسديد، فهو صاحب قدم مدفعية قادرة على صناعة إزعاج كبير لـ«محمد الشناوى»، الذى لا يعيش فترة جيدة فى الآونة الأخيرة، والتعويل على يقظته رهان غير مضمون.

الجانب البدنى فى مباراة الليلة سيكون عاملًا مهمًا للغاية فى تحديد الفائز، وكلما طال عمر المباراة سيكون فى صالح الأهلى، الذى شهد مستواه ارتفاعًا بدنيًا ملحوظًا، خاصة أن لديه أوراقًا بديلة جيدة، مثل مروان عطية وخالد عبدالفتاح، و«تاو» أو «شريف»، بالإضافة إلى أحمد عبدالقادر.