رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثقوب بعرين الأسد.. تفكيك دفاعات منتخب الكاميرون «تحليل»

منتخب الكاميرون
منتخب الكاميرون

 

يستعد المنتخب المصري لمواجهة نظيره الكاميروني، غدًا، ضمن لقاءات الدور نصف النهائي لبطولة كأس أمم إفريقيا، على الملعب الأوليمبي في مدينة ياوندي، بتمام التاسعة مساءً.

المنتخب الكاميروني أشرس المنتخبات هجوميًا في البطولة حتى الآن، بلا منازع، 11 هدفًا في 5 مباريات حتى الآن، سجلها فينسنت أبوبكار، وكارل توكو إكامبي، فيما اهتزت شباكهم بأربعة أهداف فقط حتى الآن.

من بين المنتخبات الأربعة الموجودة في البطولة حتى الآن، المنتخب السنغالي هو الأقوى دفاعيًا تشاركًا مع المنتخب المصري إذ تلقت شباك كل منهما هدفين فقط حتى الآن، بينما اهتزت شباك منتخب بوركينا فاسو 4 مرات وهو نفس عدد الأهداف التي سكنت شباك الكاميرون.

«الكابتن» قرر النظر إلى ما خلف هذه الأرقام، ومراجعة طريقة لعب ودفاع المنتخب الكاميروني، والأخطاء التي وقعوا فيها منذ بداية البطولة.

المنتخب الكاميروني يلعب منذ بداية البطولة، بخطة الـ«4-4-2» بشكلها المسطح، بوجود الجناحين على جانبي لاعبي الوسط، وأمامهما الثنائي الهجومي القوي، فينسنت أبوبكار، وكارل توكو إكامبي.

الجبهة اليمنى، هي الأقوى للمنتخب الكاميروني، إذ يجيد الظهير الأيمن كولينز فاي، إرسال الكرات العرضية الدقيقة داخل منطقة الجزاء، بالإضافة إلى وجود مومي نجامالو، في مركز الجناح الأيمن، وتقديمه لأدوار نقل الفريق من حالته الدفاعية للهجومية، وكذلك إيجاد المساحة لفاي لإرسال الكرات العرضية، وكذلك دخوله لتقديم دعم هجومي في منطقة الجزاء بالتسديد أو الضربات الرأسية.

وكذلك يتقدم وسط ملعب المنتخب الكاميروني لمحاصرة الخصم في منطقة جزائه، والتأكد من حصول الفريق على الكرة الثانية حال ارتدادها من دفاع الخصم.

ولكن ماذا عن الدفاع؟ هل يقدمون كرة قدم مثالية ولا يخطئون؟ لديهم أخطاء بكل تأكيد عزيزي القارئ، ولا يقدمون كرة مثالية، لكن ما ذكرناه سابقًا كان مقدمة لأسلوب لعبهم، ويترتب عليه بعض الأخطاء.

سوء تمركز دفاعي

رباعي المنتخب الكاميروني، رغم تواجدهم في أغلب الأوقات على الأقل بثلاثة لاعبين أمام منطقة الجزاء، أحد الظهيرين الذي يتواجد لتغطية تقدم زميله على الجانب الآخر، وقلبي الدفاع، إلا أن المباريات الماضية لهم في البطولة أظهرت وجود العديد من الأخطاء.

في الصورة التالية، وهي من مباراة جزر القُمر في دور الـ16، بإحدى هجمات منتخب جزر القمر في المباراة، تظهر الفراغات في المساحات بين المدافعين، ويظهرها بشكل أوضح، تحرك لاعب جزر القمر بين قلبي الدفاع، وتركيز جميع اللاعبين على الكرة.

كما يظهر أعلى يمين الصورة 2 من لاعبي جزر القمر بدون أي مراقبة سواء من الظهير الأيسر، الذي وضع كل تركيزه في اللعبة على الكرة وحاملها، وتخلو اللقطة من أي دعم دفاعي من لاعب الجناح، أو وسط الملعب.


وبمتابعة اللعبة بعد ارتداد التسديدة من الحارس، كان أقرب اللاعبين للكرة الثانية هو مهاجم جزر القمر، وهو صاحب الفرصة الأفضل للتسجيل.




ولكن الكرة ارتدت إلى الظهير القادم من الجانب الأيمن، ليسدد الكرة بأريحية تامة، ولكن بعيدًا عن قرار اللاعب في تلك الفرصة، نرى 2 من لاعبي جزر القمر على الزاوية البعيدة للمرمى بدون أي مراقبة تذكر، ولديهم فرصة كبيرة للتسجيل.


وفي نفس المباراة وبلقطة أخرى، استمر دفاع منتخب الكاميرون على أخطاء التمركز، ولكن في هذه اللقطة بانكماش دفاعي، وكذلك قلة تركيز من ثنائي الدفاع للمهاجم المتحرك بينهما،  وينتظر تمريرة زميله للانفراد بالحارس.



وبالفعل وصلت له الكرة بين خلف قلبي الدفاع، وكان في موقف أتاح له تهديد المرمى والتسجيل.



تمركز الركلات الثابتة



رغم امتلاكهم القامات الطويلة، إلا أن لاعبي المنتخب الكاميروني لا يجيدون التمركز في الركلات الثابتة المحتسبة ضدهم، وأظهرت مباراة بوركينا فاسو، في افتتاح منافسات البطولة هذا الخطأ بشكل جلي.

ففي إحدى الركلات الثابتة، والموضحة بصورة أدناه، رغم وجود تكافؤ عددي بين لاعبي المنتخبين الكاميروني والبوركينابي، إلا أنه لم يظهر في الركلة أي لاعب من منتخب الكاميرون ملتزم بمراقبة فردية صحيحة مع أحد مهاجمي الخصم، كما يتواجد واحد من لاعبي الخصم داخل منطقة الستة ياردات خلف اللاعب المنوط بمراقبته، بالإضافة إلى وجود 3 لاعبين لبوركينا بدون مراقبة.

كما يظهر بنفس اللعبة 2 من لاعبي منتخب الكاميرون يقفان بجوار بعضهما دون أن يراقب أي منهما لاعب للخصم.



والصورة التالية تظهر خطأ تمركز لاعبي الكاميرون بشكل أوضح، لالتقاطها من زاوية عليا للملعب.



وبركلة ركنية من نفس المباراة، يظهر 2 من لاعبي منتخب بوركينا فاسو خلف لاعبي الكاميرون بدون مراقبة، وواحد على حدود منطقة الجزاء في وضع يسمح له بالتسديد على المرمى، أو تمرير الكرة مرة أخرى وإعادة الاستحواذ للفريق المهاجم.

كما يتواجد 2 من لاعبي منتخب بوركينا داخل المنطقة، أحدهما يحجب الرؤية عن المدافع الذي يقف خلفه، والآخر ينتظر الكرة وهو أمام زميله، بجانب اللاعب المتمركز على الزاوية القريبة، وزميله المتواجد بين مدافعي الكاميرون.


التغطية العكسية


من أهم واجبات الظهير الدفاعية هو التغطية العكسية للمهاجم القادم من خلفه، ففي حالة لعب الكرة من الجانب الأيسر، يتوجب على الظهير الأيمن التركيز في المساحة الموجودة خلفه، وحرمان الخصم من استغلالها للتسجيل، والعكس صحيح.

ولكن التغطية العكسية لظهيري منتخب الكاميرون لم تقدم حتى الآن كما يجب، فأظهرت الخطورة على المرمى في أكثر من مباراة.

بالعودة إلى مباراة جزر القمر، تظهر لقطة لإحدى هجمات جزر القمر، تبلور عيب التمركز الدفاعي للمنتخب الكاميروني، بشكل واضح، بالإضافة إلى الخطأ الذي نحن بصدده وهو التغطية العكسية.

فأثناء محاولة لاعب جزر القمر إرسال الكرة العرضية، يتواجد أحد لاعبي منتخبه على أقصى منطقة الجزاء، خلف لاعبي الكاميرون الخمسة المتواجدين داخل المنطقة، وهو وحيدًا، وترسل له الكرة.



وهنا، بعدما حاول المهاجم لعب الكرة برأسه ارتدت لزميله القادم من الخلف، ليتجلى خطأ آخر وهو سوء الدعم الدفاعي من وسط الملعب، فضلًا عن استمرار خطأ التمركز الدفاعي من قلبي الدفاع.




مباراة بوركينا فاسو، والافتتاحية في البطولة، شهدت أكبر خطأ للتغطية العكسية من دفاع الكاميرون في إحدى الكرات العرضية، تواجد المهاجم خلف الظهير الأيمن بدون أي مراقبة أو حتى مضايقة من لاعب وسط الملعب الذي كان قريبًا منه وسدد المهاجم الكرة في الشباك.



هدف إثيوبيا كشف عورات الكاميرون


وفي مباراة إثيوبيا، تلقى المنتخب الكاميروني هدفًا واحدًا كان مليئًا بالأخطاء البدائية، من بداية الهجمة الإثيوبية وحتى تسجيل الكرة في الشباك.



هجمة الهدف بدأت بتمريرة لاعب وسط إثيوبيا لزميله المتقدم خلف الظهير الأيسر للكاميرون، والذي يظهر في الصورة كأنه يتنزه في الملعب، لينطلق بالكرة ويبدأ في تهديد المرمى.





بالتالي أجبر المدافع على الخروج إلى حدود منطقة الجزاء، فيما يسمى بعملية الترحيل لتغطية ماتسبب فيه تقاعس الظهير عن تقديم أدواره الدفاعية، فيما يظهر المدافع الثاني، الذي وجب عليه التواجد داخل المنطقة لقطع الكرة في حال نجاح المهاجم في إرسال العرضية، لكنه في هذه اللقطة يتواجد على حدود منطقة الجزاء، ينتظر أن يقطع زميله الكرة.



أما الخطأ الثالث في لقطة الهدف، وهو سوء التغطية العكسية من الظهير الأيمن كولينز فاي، والذي غفل عن المهاجم القادم من خلفه، واستطاع الانتقال بسرعة ليكون هو الأقرب للكرة ويسجلها في المرمى.


 


وفي اللقطة الأخيرة، قبل تسجيل اللاعب للكرة في الشباك، تظهر نتيجة كافة الأخطاء التي تم شرحها، بوجود المهاجم داخل منطقة الجزاء بين 3 من مدافعي الكاميرون، وفي حالة انفراد بالحارس لأن الجميع لم يقدم واجبه بشكل صحيح.