رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

المئوية الصامتة.. 100 سنة كورة وصفر مونديالى كبير (7-8)

الكابتن

ما زالت فضيحة صفر المونديال التى حصل عليها الملف المصرى لتنظيم بطولة كأس العالم 2010 عالقة بأذهان المصريين، لأنه عكس الحجم الحقيقى للكوادر الإدارية الرياضية فى مصر التى صورت للعالم أجمع وقتها أن مصر ستفوز بتنظيم بطولة كأس العالم لأول مرة فى إفريقيا والتى حسمتها جنوب إفريقيا وقتها بعد التفوق على المغرب، فى حين لم يحصد الملف المصرى أى صوت.

1-   شهادة ميلاد

سارت الأمور بعد فضيحة صفر المونديال على عكس ما يحدث فى كل دول العالم، فبدلًا من محاسبة المسئولين عن الملف المصرى وتوجيه تهمة إهدار المال العام لهم، وتضليل الرأى العام، أو على الأقل إبعادهم عن الحياة الرياضية، تحول هؤلاء إلى نجوم فوق العادة، وباتوا هم الكوادر الرياضية الأبرز فى مصر.


وجاء فى مقدمة هؤلاء هانى أبوريدة وأحمد شوبير وهانى مصطفى وغيرهم من المسئولين عن ملف مصر فى تنظيم كأس العالم وقتها، الذى لم يحصل على أى صوت بسبب عدم التطرق للعديد من الأمور الأساسية مثل أزمة المرور والمواصلات فى مصر وكيفية إنهاء الملاعب التى لم يتم إنشاؤها فى ذلك الوقت.

2-   إهدار 43 مليون جنيه

كان على الدين هلال رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة وقتها بطل القصة، التى شهدت إهدار 43 مليون جنيه، لم تستفد مصر منها بشىء، بعدما كان الحشد داخليا فقط، لدرجة أن المسئولين عن الملف المصرى أقنعوا الرأى العام المصرى بأن مصر ستفوز بتنظيم مونديال 2010 لا محالة.


وكانت المفاجأة الكبرى بأن حسمت جنوب إفريقيا التصويت لصالحها بنتيجة 14 صوتا مقابل 10 أصوت للمغرب، وحصل الملف المصرى على صفر، وقت أن كان كونجرس فيفا مكون من 24 عضوا فقط، وهو ما تسبب فى حرج كبير لمصر وقتها على مستوى إفريقيا والعالم، مما يعكس مدى العشوائية التى تسيطر على المجال الرياضى فى مصر منذ زمن بعيد .

3-   أزمة الملاعب

بعد إعلان نتيجة التصويت وفوز جنوب افريقيا بشرف تنظيم مونديال 2010، تم إغلاق الملف تمامًا ولم يفكر أى مسئول رياضى أو غير رياضى فى تنفيذ البرنامج الذى تم وضعه باعتبار أنها بنية تحتية فى مصر، خاصة أن المجلس القومى للرياضة وقتها برئاسة على الدين هلال كان قد حصل على موافقات رسمية من الدولة بإنشاء تلك الملاعب وتخصيص الميزانية المطلوبة لذلك.


وبعد عدة سنوات فطنت الدولة المصرية والقوات المسلحة لأهمية إنشاء استادات على أعلى مستوى فى جميع المحافظات، وما تبعه من بنية تحتية عظيمة سهلت على مصر استضافة معظم البطولات القارية والدولية بعد ذلك بداية من أمم إفريقيا 2006 ومن بعدها مونديال الشباب 2009 ثم أمم افريقيا 2019 وغيرها من البطولات الأخرى .


وكان هذا الإسهام الكبير له الدور البارز فى زيادة عدد الاستادات فى مصر عن 15 ملعبا تنطبق عليها الشروط الدولية، مما قد يكون سببا فى المنافسة على استضافة مونديال 2030، ليس بفضل الكوادر الرياضية داخل اتحاد الكرة أو وزارة الشباب والرياضة او حتى داخل الاأدية التى تعجز عن إنشاء ملاعب خاصة بها وإنما بفضل الدولة .