رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

ميداليات مصر الأوليمبية "3" إبراهيم مصطفى فاز بذهبية المصارعة 1928 وتوفي في دورة مكسيكو 1968

شعار دورة أمستردام
شعار دورة أمستردام عام 1928

كان إبراهيم مصطفى أول لاعب مصارع مصري يحقق ميدالية أوليمبية عندما فاز بذهبية دورة أمستردام عام 1928 وساهم كمدرب فى فوز مصر بأربع ميداليات أوليمبية أخرى ومثلما تألق في الدورات الأوليمبية لاعبا ومدربا فارق الحياة في دورة مكسيكو عام 1968.

إبراهيم مصطفى مواليد 20 أبريل 1904 في حى الفراهدة الشعبي بمحافظة الإسكندرية لأسرة بسيطة ماديا لذلك لم يستطع والده إلحاقه بالمدرسة وعمل صغيرا في ورشة للنجارة، حيث بدأت قصته مع المصارعة عندما سمع أصوات صادرة من نادي الجامك الخاص بالجالية الأرمنية بالإسكندرية وكانت بسبب مباراة في المصارعة والتي لفتت نظره ولم يكن قد تجاوز الثانية عشرة من عمره فقرر ممارسة المصارعة وشجعه صاحب الورشة واكتشفه المدرب الإيطالي ألدو بيانكي عندما شاهده في النادي التابع للجالية الأرمينية وبعد ذلك انضم للنادي الأوليمبي ليحظى برعاية عباس حليم رئيس النادي ليحقق شهرة واسعة ويتفوق على الجاليات الأجنبية في المباريات التي تقام بمصر كما تفوق في بطولة القطر المصري ضمن منافسات الوزن الخفيف الثقيل ليبدأ مشواره الأوليمبي عام 1924 في أولمبياد باريس وحصل على المركز الرابع وعاد البطل  ليستمر تفوقه في بطولة القطر المصري ويزداد تميزه ليكون على موعد مع المجد في أمستردام.

سافرت البعثة المصرية للمشاركة في دورة أمستردام الأوليمبية عام  1928 وهي تضم عددا كبيرا من اللاعبين مقارنة بالدورات السابقة وتكونت بعثة المصارعة من أربعة لاعبين هم إبراهيم مصطفى وعلي كامل وإبراهيم كامل وإبراهيم صبيح وشهدت هذه الدورة تألق إبراهيم مصطفى الذي قام بحمل العلم المصري في حفل الافتتاح وحقق أول ميدالية ذهبية أوليمبية للمصارعة بعد فوزه في النهائي على  ريجر بطل ألمانيا وبعدها تمت دعوته من بلاد مختلفة للمشاركة في البطولات الدولية.

وشهدت هذه الدورة أيضاً تحقيق السيد نصير صاحب أول ذهبية مصرية في تاريخ الأوليمبياد في رفع الأثقال ومن الغريب أن السيد نصير هو صاحب أول ميدالية ذهبية مصرية في الأوليمبياد حيث كانت منافساته  قبل إنطلاق مباريات إبراهيم مصطفى لكن حفل تتويج إبراهيم كان قبل  السيد نصير ليكون إبراهيم مصطفى هو أول مصري يقلد بالذهب في الأوليمبياد بينما السيد نصير هو أول لاعب يحققه.

ورغم حظوظه الكبيرة في الحصول على ميدالية في دورة لوس أنجلوس 1932 لكن مصر لم تشارك في هذه الدورة وكان أمله التعويض في دورة برلين 1936 ولكن الحظ لم يحالفه بعدما حرمته الإصابة من المشاركة كما تسبب قيام الحرب العالمية الثانية في الغاء دورتى 1940و1944 لتنتهي مسيرة البطل  كلاعب ويبدأ مسيرة جديدة كمدرب للمنتخب الوطني.

 في دورة لندن 1948 كان إبراهيم مصطفى مدربا لمنتخب مصر وحقق المصارع محمود حسن ميدالية فضية في وزن الديك وحصل إبراهيم عرابي على برونزية وفي دورة هسلنكي 1952 حقق المصارع عبد العال راشد تحت قيادة المدرب إبراهيم مصطفى  الميدالية البرونزية في منافسات الوزن الخفيف للمصارعة الرومانية وكانت الميدالية الوحيدة لمصر في هذه الدورة ولم تشارك مصر في أوليمبياد 1956 بسبب العدوان الثلاثي وشهدت عودة مصر في أوليمبياد روما 1960 فوزعيد عثمان بالميدالية الفضية تحت قياده مدربه إبراهيم مصطفى .

في دورة مكسيكو 1968 وبعد ليلة تاريخية في تدريب أبطال المصارعة أصيب إبراهيم مصطفى بأزمة قلبية فارق على إثرها الحياة وإهتزت القرية الأوليمبية والدورة بكل مافيها من أبطال ومسؤلين وجماهير لوقاة البطل المصري الذي تم تشييع جنازته في ساحة القرية الأوليمبية وإقامة الصلاة على روحه الطاهرة وتم لف جثمانه بعلم مصر ليعود الى وطنه يوم 9 أكتوبر 1968.

تقديرا وتخليدا لاسمه وإنجازاته قام اتحاد المصارعة بتنظيم بطولة دولية تحمل اسمه تقام سنويا في مصر ويتم إدراجها ضمن البطولات الدولية للاتحاد الدولي للمصارعة