رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

8 مشاهد تروى تفاصيل أخطر جمعية عمومية فى تاريخ الجبلاية

الجبلاية
الجبلاية

ربما يرى البعض أن ما حدث، أمس الأحد، بأحد فنادق مدينة نصر، هو مجرد اجتماع جمعية عمومية لاتحاد الكرة، الهدف منه اعتماد لائحة جديدة تكون بمثابة "دستور" لسنوات قادمة داخل الجبلاية، لكن الحقيقة التى لا يعلمها الكثيرون أنها كانت اختبار قوة، صراع مصالح -إن جاز القول عليها، تشابكت خلالها المصالح واختلفت الرؤى، وتضافرت الجهود بين أطراف قد تبدو متنافرة، تحت شعار واحد هو حتمية تمرير اللائحة بأى ثمن.


"الكابتن" يرصد المشاهد الثمانية التى جسدت أخطر جمعية عمومية فى تاريخ اتحاد الكرة، وما دار من تحالفات وصراعات فى التقرير التالى:

1- جلسة الإنقاذ

بدأت الرواية عندما شعر عمرو الجناينى رئيس اللجنة الخماسية المعينة لإدارة شئون اتحاد الكرة بتحركات مريبة من جانب بعض أعضاء المجلس السابق، بهدف تحريض أعضاء الجمعية العمومية على رفض اللائحة الجديدة والعودة لنقطة الصفر.

وعلى الفور لم يجد الجناينى سوى اللجوء للدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، وهشام حطب رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية، الذى حضر بنفسه إلى مقر الحبلاية للاجتماع مع اللجنة الخماسية وإيجاد حل لهذه الورطة، فى حين اكتفى الوزير بتفويض أحمد الشيخ المستشار القانونى للوزارة لتمثيله فى هذه الجلسة التى عرفت بجلسة الإنقاذ.

وتم الاتفاق خلال هذه الجلسة على ثلاثة أمور كانت موفقة للغاية، أولها تكليف المدير المالى بتجهيز شيك بقيمة ٥٠ ألف جنيه لكل ناد من الـ٩٦ ناديًا الذين تم توجيه الدعوة لهم، والثانى هو إلغاء فكرة التصويت على اللائحة ككل، واستبداله بتصويت المواد من الأولى وحتى الأخيرة، أما الثالث فتمثل فى تخيير أعضاء الجمعية العمومية فى الموافقة أو التعديل أو إعادة الصياغة أو الحذف لأى مادة، حتى يضيعوا على الجميع فرصة رفض اللائحة.


2- مداولات حتى مطلع الفجر

سار أعضاء اللجنة الخماسية على نهج السابقين، بعمل جلسة مطولة مع أعضاء الجمعية العمومية، للاتفاق على بعض الأمور والاستماع لمطالب رؤساء الأندية، فى محاولة لزيادة مساحة الود، وكسب ثقة أعضاء الجمعية العمومية، قبل ساعات من الاجتماع الحاسم.

ونجحت تلك الجلسات التى استمرت حتى ساعات مبكرة من فجر أمس فى إذابة جبل الخلافات بين اللجنة الخماسية وأعضاء الجمعية العمومية، وسهلت المهمة بشكل كبير، بعدما تحول الأمر من رفض اللائحة إلى تعديل بعض البنود.


3- الحرس القديم داخل القاعة

ما زال الحرس القديم ممثلا فى أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق، يتحكمون فى الجمعية العمومية لاتحاد الكرة بشكل كبير، لدرجة أنهم كانوا فى منازلهم يتابعون كل صغيرة وكبيرة داخل القاعة التى استضافت عمومية الجبلاية، لدرجة أنهم كانوا يغيرون بعض المواد ويرفضون أخرى وكانهم أصحاب القرار.

وفتح الثلاثى أحمد شوبير وأحمد مجاهد وهانى أبوريدة خطوط اتصال مع رجالهم من أعضاء الجمعية العمومية طوال الاجتماع فى مشهد لا يحدث فى أى بلد سوى فى مصر.

 

4- هدية اللجنة الخماسية

تمثلت هدية اللجنة الخماسية لأعضاء الجمعية العمومية فى الموافقة على تعديل المادة ١٢ من اللائحة، بالموافقة على زيادة عدد أعضاء الجمعية العمومية  إلى ١٣٤ ناديًا بدلًا من ١٠٤ التى حددتها اللائحة كحد أقصى.

وكانت هذه الموافقة بمثابة عربون المحبة، من اللجنة الخماسية، لتمرير العديد من المواد الأخرى برغم الاتجاه الذى كانت تتبناه اللجنة الأوليمبية ووزارة الرياضة بشأن تقليص عدد أعضاء الجمعية العمومية قدر الإمكان وذلك منذ رحيل مجلس هانى أبوريدة.

ورغم أن مناقشة هذه المادة تحديد استغرقت ٦٠ دقيقة كاملة إلا أنها كانت قبلة الحياة لأعضاء الجمعية العمومية الذين وجدوا فيها مصلحتهم الشخصية، حتى توقف الأمر عند ١٣٤ ناديا برغم أنه كانت هناك محاولات من أجل زيادة العدد إلى ١٥٠ ناديًا.


5- المعركة الساخنة

كانت المادة 37 المتعلقة بمجلس الإدارة وشروط الترشح هى المعركة الأشرس التى شهدت تدخلات خارجية من جانب كل الأعضاء السابقين، الطامعين فى العودة من جديد لمقر الجبلاية، وكان الهدف واضحا بصرف النظر عن الوسيلة، ممثلا فى إلغاء فكرة تطبيق بند الـ٨ سنوات بأثر رجعى، لدرجة أنه تم التصويت عليه مرتين للتأكد من حساب عدد الأصوات التى جاءت، فى النهاية 31 ناديًا وافق عليه وبشكل تصاعدى فى المناصب وفقًا للائحة، مقابل 29 ناديًا كانوا يريدون إلغاء البند من الأساس.

 

6- وقوف فضل

على عكس عادته ظهر محمد فضل عضو اللجنة الخماسية لاتحاد الكرة واقفا فى معظم أوقات الاجتماع، سواء واقفا على المنصة احتراما لبعض أعضاء الجمعية العمومية الأكبر سنا منه، أو متجولا فى القاعة بين أعضاء الجمعية العمومية، وهو ما أوجد حالة من الألفة بينه وبين الحاضرين.

وتناقش فضل مع أعضاء الجمعية العمومية حول بعض المواد وهو واقف ويتحرك، دون أن يجلس على مقعده فى المنصة كما فعل الثلاثى عمرو الجناينى وجمال محمد على وسحر عبدالحق، فى غياب أحمد عبدالله؛ بسبب إصابته بفيروس كورونا المستجد.


7- موقف الأهلي

ظهر موقف الأهلى فى النقطة التى تهمه فى المقام الأول، عندما سجل طارق قنديل عضو مجلس إدارة الأهلى، اعتراضه بشدة على مقترح زيادة نسبة اتحاد الكرة من رابطة أندية الدورى الممتاز والخاصة بالتسويق وحقوق الرعاية إلى 20٪ بدلا من 15٪ وتوزيع نصفها على أندية القسمين الثانى والثالث التى ستكون خارج عضوية الجبلاية وتحتاج للدعم.


8- حضور مراكز القوة

شهد اجتماع الجمعية العمومية، حضور عدد كبير من رؤساء الأندية الذين، لم توجه لهم الدعوة، بعدما خرجوا من عضوية الجمعية العمومية نتيجة تقليص العدد من ٢٢٢ ناديًا إلى ٩٦ ناديا فقط، بهدف الضغط والتوجيه، كونهم يمثلون مراكز قوة.

ونجحت مساعى هؤلاء فى العودة لعضوية الجميعة العمومية بعد زيادة العدد إلى ١٣٤ ناديا، حتى تكللت جهودهم بضمان التواجد فى الجمعيات العمومية القادمة.