رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

من المسؤول عن تسريب عقود لاعبي الزمالك في الجبلاية؟

أشرف بن شرقي آخر
أشرف بن شرقي آخر من تسرب قيمة عقده في الزمالك

كانت صدمة كبيرة تلك التي خلفها تسريب عقد اللاعب المغربي أشرف بن شرقي مع الزمالك، بسبب تقاضيه 25 مليون جنيه في الموسم الواحد، وهو رقم أعلى من كل الرواتب التي تلقاها في الدوريات المغربي، والسعودي، والفرنسي.

 

ربما مبلغ كبير جدًا الذي تقاضاه بن شرقي مع الزمالك مقارنة بالرواتب في مصر وإفريقيا عمومًا وبحجم المنافسات التي تخوضها أندية القارة، لكن في النهاية نحن نحيا في عالم احتراف، أو على أقل تقدير ندعي ذلك، ودائمًا ما يتحكم السوق في الأسعار ووجهة اللاعبين.

 

ولأننا ارتضينا أو نحاول إيهام أنفسنا بأننا نعيش في عالم احترافي، أو نحاول الانتقال إليه فبات أمرًا عاديًا أن يحصل أحمد فتحي على 50 مليون جنيه في ثلاثة مواسم وسيكون عمره في آخر موسم 38 عامًا، أي أن شيخ كبير يحتاج من يكون عكازًا له في الحياة سيتقاضى ما يزيد عن 15 مليون جنيه في الموسم الواحد، وهو لا يستطيع الركض.

 

مفيش فايدة

لم يعد للحديث عن قيمة اللاعبين ورواتبهم المبالغ فيها في مصر قيمة أو جدوى، وأصبح الأمر مملًا لدرجة تثير التقزز، فلا مجال لغير الادعاء فحسب، بين إدارات فاشلة تدعي الاحترافية، ولاعبين انتهازيين يدعون الانتماء لأنديتهم بينما هم لا يتعلقون بشيء عدا المال.

 

لكن مع خبر تسريب عقد بن شرقي، استوقفني أمر آخر ربما يكون أكثر وقاحة من المبالغة في تقدير الأندية لبعض أنصاف اللاعبين، وهو تكرار عملية التسريب مع لاعبي الزمالك بالتحديد مرات عديدة.

 

لماذا بن شرقي وليس على معلول؟

ولماذا تم تسريب عقود محمد عواد وخالد بوطيب، وفرجاني ساسي، ومحمد أوناجم، وآخرين داخل القلعة البيضاء دون بقية لاعبي الدوري المصري؟!.

 

من المستحيل أن يكون هناك طرفًا داخل نادي الزمالك متورطًا في تسريب تلك العقود لأن النادي هو المتضرر من الأمر.

 

كما أنه إذا كان الزمالك مصدر التسريب فكان بمقدور رئيس النادي المستشار مرتضى منصور إيقاف الأمر منذ فترات طويلة ومعاقبة الجاني.

 

لكن العجيب أن تكرار الواقعة كان دائمًا منسوبًا لمصدر داخل اتحاد الكرة في عهد اللجنة الخماسية وما قبلها، وهو ما يعني أن هناك طرفا ما يمنح تلك القعود لطرف آخر من مصلحته أن يؤثر على وضع مجلس إدارة الزمالك أمام جماهيره والرأي العام.

 

ولأننا كنا بين المواقع التي وقع بين أيديها أحد العقود المسربة أو بعضها فتيقنت بعدما بحثت خلفها كثيرًا من أن مصدرها هو هاني العتال، نائب رئيس الزمالك الذي تربطه عداوة شديدة مع مرتضى منصور، ولا يخفى على أحد تفاصيل المعركة بينهما.

 

وهنا وجدتني أريد توجيه بعض التساؤلات إلى المهندس هاني العتال بهذا الشأن.

 

ما سر خلافك مع رئيس الزمالك؟

ألم ينجح الرجل ومجلسه في إعادة الفريق للبطولات وتحقيق طفرة كبيرة داخل النادي، ألا تعترف بلغة الأرقام أن زمالك مرتضى منصور عاد للألقاب وبات ندًا قريبًا من الأهلي أو يقف على نفس المسافة مع مرتضى منصور؟!.

 

إذا لم تكن هذه نقطة الخلاف، وأنك تصطدم معه أخلاقيًا وترفض ممارساته كما تروج وتردد في دوائرك، فهل من الأخلاق أن تعتمد التسريب والخيانة منهجًا في معركتك.

 

هل رشوة موظف ما للإضرار بجهة ما عبر تسريب بعض العقود، عمل يندرج تحت الأخلاق التي يتحلى بها مسؤول واعٍ يدعي الفضيلة، ويتسلح بالأخلاق في مواجهة خصومه؟!.

 

أما السؤال الأكثر أهمية فهو للمهندس وليد العطار، المدير التنفيذي لاتحاد الكرة وليس للعتال :«لماذا لم نجد منكم أي تحرك تجاه الطرف المسرب المتورط في جريمة كبرى إلى الآن.. لماذا الصمت الدائم الطويل أمام كل هذه التسريبات المنسوبة دائمًا إلى مصدر داخل الجبلاية؟».

 

إذا كان الصمت لأنكم تؤمنون وتعرفون مثلي بأن مسربها هو داخل الجبلاية فأنتم لا تستحقون الأمانة التي هي في أعناقكم، واذا كنتم لا تعرفون هوية تلك المصادر فهذه جريمة أكبر تستدعي وقفة عاجلة من أجل منظومة سوية ليس المال والرشوة هو حاكمها الأول والأخير.