رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

هدية الرب.. لماذا سيفوز الأهلى على صن داونز؟

الأهلى
الأهلى


كما تمناها كل أهلاوى، جاءت قرعة دورى الأبطال أمام صن داونز بطل جنوب إفريقيا، الذى كان سببًا فى خروج بطل مصر الموسم الماضى بشكل مهين بعد فوز تاريخى بخمسة أهداف دون رد فى الذهاب. المفارقة أن الأهلاوية الذين تمنوا مقابلة صن داونز لم يكن لأنه الفريق الأضعف ضمن الاختيارات المتاحة- بل لم تكن الحالة الفنية للفريق الجنوب إفريقى فى مخيلتهم بالأساس- وإنما الرغبة فى الثأر وحدها كانت مسيطرة على العواطف، لكن هل يستطيع الأهلى تقديم صورة ونتيجة أفضل أمام صن داونز؟

فى حقيقة الأمر فإن «أهلى فايلر»، يختلف تمامًا عن «أهلى مارتن لاسارتى»، الذى تعرض لفضيحة، وما قدمه الفريق مؤخرًا، بعيدًا عن النتائج، يؤكد أننا أمام كتيبة مغايرة تمامًا وقادرة على تلبية طموحات الأهلى، وتحقيق النتيجة المرجوة.

يتميز «أهلى فايلر» عن «لاسارتى» وعن جميع مدربى الأهلى فى السنوات الأخيرة بأنه الفريق الأكثر ثباتًا واستقرارًا من الناحية الفنية والخططية أيضًا.

مع «لاسارتى» كان الفريق يفوز بفعل مهارات فردية، لكنه لم يكن صاحب فلسفة ثابتة وشكل خططى محدد، كان يلعب بطرق لعب متعددة لم يصل فى أيها لأفضل صيغة، بل أساء استخدامها فى توقيتات خاطئة وأمام الخصوم أيضًا.

نتذكر حينما خسر الأهلى بخماسية أمام صن داونز، لجأ مارتن لاسارتى حينها إلى طريقة لعب تختلف تمامًا مع أسلوبه فى الفترة التى سبقت تلك المباراة.

استعان بطريقة ٤-٣-٣ حينها، بدلًا من ٤-٢-٣-١ المعتادة، والفوارق بينهما كبيرة، والتحول من واحدة للأخرى يتم بشكل تدريجى، وتتبدل معها أدوار اللاعبين بشكل مختلف تمامًا خاصة مع فريق مثل الأهلى لم يسبق له انتهاجها.
كانت مقامرة «لاسارتى» بمثابة انتحار، بل وزاد الأمر سوءًا اعتماده على لاعبين فى غير مراكزهم، لأن الطريقة لا تناسبهم بالأساس.

لجأ الأهلى حينها لأحمد فتحى مع كريم نيدفيد كصانعى لعب أمام عمرو السولية، ولم يكن أحمد فتحى ذلك اللاعب المبتكر ولا المدافع الجيد بالوسط، بل ودفعه جهله بأدواره فى تلك الطريقة لعدم تقديم العون لمحمد هانى فى الجهة اليمنى، فكانت كوارث بالجملة بمواجهة اللاعب الصاعد.

خسر الأهلى بفعل حماقة «لاسارتى» كل شىء، باتت الأطراف متاحة، والعمق فاقدًا للصواب، أصبحنا أمام أشباح يرتدون قمصان الأهلى، لأنك ببساطة تريد من لاعبين القيام بمهام لا يعرفونها من قبل.

مع مانويل جوزيه كان الأهلى يلعب بثلاثى فى الوسط بالمباريات الصعبة خارج الديار، لكن ذلك كان يحدث دون تغيير فى طريقة اللعب ذاتها، كل اللاعبين كان يحتفظون بنفس الأدوار، فقط كان يسحب أحد المهاجمين لصالح زيادة وكثافة فى الوسط.

أما «لاسارتى» فأقدم على استبدال كل شىء فى الوقت الخطأ، لذلك خسر الأهلى لأنه السيئ، وليس لأن صن داونز الفريق المرعب.

فى هذه المرة الأهلى صاحب منهجية ثابتة، فريق يلعب بنفس الطريقة وإن كانت لديه مرونة لاستبدال بعض التفاصيل التى لا تؤثر على الفلسفة نفسها.

فلسفة الهجوم الشامل، الاستحواذ الكامل فى أى ملعب وأمام أى خصم، فالأهلى رغم تباين نتائجه فى دور مجموعات إفريقيا، لكنه خلال الـ٦ مواجهات نجح فى فرض أسلوبه وسيطرته على الجميع بالداخل والخارج. 

الأهلى حتى عندما خسر من النجم الساحلى التونسى كان الأكثر استحواذًا بنسبة وصلت لـ٦٠٪ فى قلب سوسة وبـ١٠ لاعبين، وفى مقبرة أم درمان جعل الهلال غائبًا تمامًا، وحتى فى غياب ١٠ لاعبين أمام بلاتنيوم كان الأكثر استحواذًا.

يزيدنا ثقة فى نسخة الأهلى ٢٠٢٠ صلابته الدفاعية، حيث لم يتعرض الأهلى أمام النجم والهلال بالتحديد خارج الديار لأى فرصة تهديف، والهدفان المسجلان جاءا من أرباع فرص، ومن خطئين ساذجين، وعدا ذلك لم يتعرض مرمى الأهلى لأى خطورة.

ببساطة شديدة الأهلى الذى يؤمن بالكرة الشاملة، بات يدافع بامتلاك الكرة، بات فريقًا مغايرًا تمامًا عن نسخة لاسارتى العشوائية.

لذلك لن ترى صن داونز الذى اعتقده البعض الفريق المرعب، وسيكون «فايلر» بأسلوبه قادرًا على الوصول لصيغة تظهر قدرات الفريق الجنوب إفريقى الحقيقية، نحن هنا لا نقلل من صن داونز، بل نؤكد أن الأهلى كان ضعيفًا بدرجة تجعله معرضًا لخسارة كبيرة أمام أى فريق منظم.

أيضًا أثبت «فايلر» قوته فى قراءة المواجهات الصعبة، حدث ذلك فى السوبر المصرى رغم قصر مدة توليه الأهلى، وكذلك أمام النجم والهلال السودانى فى الإياب بالتحديد.

«فايلر» مدرب يذاكر الخصوم جيدًا، ويُجيد ابتكار الحلول الجديدة التى تناسب التعامل مع الخصم، لذلك سيكون شكل الأهلى هذه المرة أفضل كثيرًا.

كما أن غرور الجانب الآخر وما صدر عن حارسه أونيانجا، وسبقه تعالى المدير الفنى موسيمانى الذى حاول تصويب خطئه مؤخرًا بالتفخيم فى الأهلى، كل هذه الأمور ستجعلهم مضغوطين أكثر، لأنهم يدخلون المباراة حسابيًا وهم الفريق الفائز، وهذا يجعل المعركة المعنوية فى صالحنا.

كل هذه العوامل والمؤشرات لا تعنى أبدًا أن صن داونز فريق ضعيف أو سهل، لكنها تجعل فرص الأهلى أكبر فى العبور إلى الدور التالى، أما عن شكل بطل جنوب إفريقيا حاليًا فسنتعرض إليه فى الأيام المقبلة بالتفصيل، وسنشرح كيف يقدم الأهلى أفضل أداء أمامه.