رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يعيد نجوم المنتخب الأوليمبى العصر الذهبى للكرة المصرية؟

المنتخب الأوليمبى
المنتخب الأوليمبى

بطولة خيالية قدمها المنتخب الأوليمبى، وأداء استثنائى لم نعتد عليه فى المحافل الدولية خلال السنوات الأخيرة، سواء مع المنتخبات الوطنية بمختلف أعمارها، أو حتى الأندية.
لا يشك أحد فى امتلاكنا «جيلًا ذهبيًا» مليئًا بالمواهب، ولاعبين ذوى قدرات فوق الرائعة، تؤهلهم للعب فى كبرى دوريات العالم، وتجعلنا نحلم بمستقبل أفضل.
لكن التجارب تقول بأن كثيرين سبقوهم فى مثل تلك البدايات، ولقوا نفس الإشادات التى نكررها اليوم ولم يستمروا، مثل منتخب الشباب فى بطولة كأس العالم ٢٠٠٩ التى نظمتها مصر، وعرفنا فيها شهاب الدين أحمد، ومحمد طلعت، ومصطفى عفروتو، وأحمد فتحى «بوجى»، وتوقع الكل تألقهم وحملهم مستقبل الكرة المصرية على عاتقهم، لكن لم يحدث ذلك.
لذا نحاول فى السطور التالية الإجابة عن التساؤل الأهم: ماذا يحتاج نجوم المنتخب الأوليمبى لكى يتجنبوا مصائر من سبقوهم ولتنتفع بهم الكرة المصرية فيما هو قادم من منافسات؟

نتيجة بحث الصور عن رمضان صبحى


المايسترو رمضان صبحى.. تجنب عروض «أندية منتصف الجدول».. والبقاء مع الأهلى أفضل من تكرار نكسة ستوك سيتى الإنجليزى مرة أخرى


أضاع رمضان صبحى، نجم منتخبنا الأوليمبى، عامين من عمره دون أى فائدة، بسبب قرار خاطئ بالاحتراف فى الدورى الإنجليزى. لم يدرك نجم الأهلى الشاب احتياجاته كلاعب لا يزال فى عامه العشرين، ولم يدرس هو أو وكيله إلى أين هو ذاهب وماذا ينتظره وكيف سيتعامل.
لم يستمع «صبحى» لنصيحة المدرب الهولندى مارتن يول، المدير الفنى الأسبق للنادى الأهلى: «ما زلت تحتاج للعب أكثر.. لا تذهب إلى الدورى الإنجليزى الآن».
عرف المخضرم «يول» أن اللاعب فى هذه السن الصغيرة، وحتى الـ٢٤، يحتاج إلى مزيد من دقائق اللعب، والمشاركة الدائمة، والتعرض لكل المواقف داخل الملعب، من أجل التطور، والوقوع فى الأخطاء وتصويبها، ليبدأ مرحلة النضح والانفجار ما بعد الـ٢٤، ويقدم قمة عطائه وأقصى ما لديه.
من مصلحة أى لاعب فى تلك المرحلة العمرية أن يلعب لأى نادٍ، لا يهم كبيرًا أو صغيرًا، المهم أن يشارك كثيرًا خيرًا من البقاء بديلًا فى مكان أفضل، ويمكن القياس على ذلك فى مئات وآلاف التجارب، ولعل أهمها بالنسبة لنا كمصريين الفارق بين تجربتى محمد صلاح مع دكة تشيلسى، وملعب فيورنتينا، وكيف أحدثت الأخيرة فارقًا هائلًا فى مشوار وتاريخ نجمنا الدولى.
الآن لم تعد لدى رمضان صبحى فرصة لمقامرة جديدة، وعليه أن يدرك أن الإصرار على الاحتراف فى نادٍ المشاركة به غير مضمونة، وبقرار غير مدروس من كل النواحى جميع، سيكون خسارة كبيرة لنا وله، وتضييع وقت، وبعدها ستكون فرصة التطور قد انتهت، وربما يضيع من مرحلة النضج وجنى الثمار أبرز توقيتاتها.
يحتاج «رمضان» إلى أن يصم آذانه عن العروض الإسبانية والإيطالية الضعيفة، وأن يدرك أن رمضان صبحى اللاعب الحريف لا يناسب أندية النصف الثانى من جدول الترتيب فى أى دورى أوروبى.
ربما لا يُدرك رمضان صبحى أن سبب فشل تجربته مع ستوك سيتى هو أنه اختار ما لا يناسبه، فهو لاعب يحب امتلاك الكرة، وتبرز قدراته مع فريق يستحوذ طوال الوقت. «رمضان» لاعب يُجيد فك أى تكتل دفاعى، مراوغ رائع مهما ضاقت المساحات، وصاحب حلول لا يتوقعها أحد، لكن ذلك مشروط بفريق يمتلك الكرة.
فى ستوك سيتى كان الفريق يدافع أمام أغلب الخصوم ويترك الكرة ويعود للخلف، ويكون «رمضان» أو غيره من المهاجمين مجبرين على أداء أدوار دفاعية طوال الوقت، مع الاعتماد على الهجوم المرتد. ربما يناسب هذا الأسلوب لاعبًا مثل «تريزيجيه»، صاحب الرصيد الأكبر فى السرعة والتحول والقوة البدنية، بينما اللاعب الحريف مثل رمضان صبحى لا تناسبه مثل تلك الأساليب.
وفى التوقيت الحالى ستكون كل العروض المقدمة لـ«رمضان» فى نفس منطقة الأندية التى لا تهاجم كثيرًا، وتحاول البقاء فى البطولة أو الارتقاء لمنتصف الجدول كأقصى طموح.
مع رينيه فايلر، تفجرت قدرات «صبحى»، أصبح يسجل بسهولة ويكرر ذلك فى كل مباراة، ومع المنتخب الأوليمبى سجل ٣ أهداف فى البطولة، وتطور أمام المرمى بشكل رائع للغاية.. أتعرفون لماذا؟
لأنه لما بات أقرب إلى المرمى، لم يعد يهدر كثيرًا من الجهد بالخلف، لا يهبط كثيرًا لطلب الكرة، دائمًا ما يبدأ عمله الحقيقى فى الثلث الأخير من الملعب، أما إذا أهلكته فى الثلث الأخير فإنك تخسر الكثير.
تعرفون لماذا يوفر يورجن كلوب جهد محمد صلاح ولا يرهقه دفاعيًا، بينما يدافع «فيرمينيو» الذى من المفترض أن يكون الأقرب لمرمى الخصوم كمهاجم صريح؟ تعرفون لماذا بدل جوارديولا مركز ميسى وجعل إيتو وديفيد فيا يلعبون بدلًا منه على الأطراف ويدافعون؟
لأنك عندما تمتلك أمهر لاعب فعليك استغلاله جيدًا وتوفير جهده للمهمة الأصعب، بالتسجيل وخلق الفرص، بينما ستخسر كثيرًا إذا أرهقته فى الأجزاء الأخيرة من الملعب.
هذا ما يجب أن يعيه «صبحى» ومن حوله فى هذا التوقيت، الابتعاد عن العروض التى لا تناسبه حتى لو كلفك ذلك البقاء مع الأهلى لعام أو اثنين آخرين، من أجل أن تجد ما يناسبك وتستغل موهبتك وتوظفها فى المكان السليم.


نتيجة بحث الصور عن مصطفى محمد
القناص مصطفى محمد.. الابتعاد عن إغراءات الخليج ومظاليم أوروبا.. والتركيز فى قيادة هجوم «كتيبة البدرى»خلال الفترة المقبلة

ثانى النجوم المتألقين واللامعين فى بطولة أمم إفريقيا تحت ٢٣ سنة، هو مهاجم الزمالك الشاب مصطفى محمد، الذى وصفه كثيرون بأنه «عمرو زكى جديد».
سيقع «مصطفى» من أول يوم بعد البطولة فى «فخ» الإغراءات المادية، مع أول عرض خليجى، وربما عروض الصفين الثانى والثالث فى دوريات أوروبا، مثل روسيا وبلجيكا، وسيجد نفسه فى صدام مع إدارة الزمالك.
علمتنا التجارب أن كثيرين كانوا فى موقف مهاجم الزمالك الشاب، ولما بدأوا الصدام مع إداراتهم من أجل السماح لهم بالرحيل، والضغط من أجل رفع قيمة الراتب، يخسرون كل شىء فى النهاية، لأنهم تسرعوا.
سيكون «مصطفى»، خلال الأيام المقبلة، فى حاجة كبيرة لمن ينصحه بعدم التفكير فى أى شىء الآن غير التركيز فى التدريبات والمباريات، والسعى للاستفادة من أخطائه، وتدعيم نقاط قوته، والتطوير من قدراته.
يحتاج لأن يلعب وينشغل بتفاصيل الملعب أكثر، وبكيف يطور من طريقة استقبال الكرة، والأماكن التى يجب أن يستقبلها فيها، وكيف يتصرف حينما يكون المدافع ملتصقًا به على الخطوط وبالمنتصف وأمام قوس منطقة الجزاء، وماذا لو كانا مدافعين، وما الحلول فى المواقف الأصعب والأكثر تعقيدًا.
كل هذه الأسئلة والتفاصيل الفنية هى ما يجب أن تشغل بال مهاجم الزمالك، وليس رفع قيمة عقده مع الفريق، والتهديد بالعروض، أو الرحيل فى هذا التوقيت.
سيكون «مصطفى» المتضرر الأكبر إذا راوغ أو استخدم ورقة الاحتراف الآن، أما إذا استمر وعمل فى صمت سيجنى الكثير مستقبلًا، لأن مرحلة جنى الثمار لم تأت بعد، ولا يزال اللاعب فى مرحلة التعب والتطور والاستعداد للمستقبل.
حينما جلس محمد أبوتريكة بجوار محمود الخطيب وقع على العقود دون النظر للمقابل المادى، وظل سنوات ليست بقليلة وهو لاعب «فئة ثالثة» من الناحية المادية، رغم أنه الأكثر نفعًا وفعالية فى الفريق منذ اليوم الأول. ولما حاصرته عروض الهلال السعودى وغيره من أندية الخليج، لم يبخل بالتجديد للأهلى، لكنه نال فى الأخير أقصى مما تمنى.
لو كنت مكان مصطفى محمد الآن، ستكون لدى ٣ أهداف واضحة ومحددة هى كل حياتى، فى خلال ٦ أشهر مقبلة، أولها العمل والاستمرار والتعب وبذل الجهد من أجل الاستمرار، فوارد أن تتألق لكن الاستمرارية أصعب.
الهدف الثانى حجز مكان أساسى فى المنتخب الأول الذى يعانى غياب مهاجم صريح فعال، واستغلال رغبة حسام البدرى فى تجديد الدماء وتحسين النتائج، وهذا يحتاج للتألق مع الزمالك فى مباريات الدورى المقبلة، والتألق يحتاج للابتعاد عن المشاكل، والابتعاد عن المشاكل يحتاج لعدم الرد على اتصالات التجار والسمساسرة الذين لا يعتنون سوى بالعمولة.
الهدف الثالث والأبرز هو الوصول إلى طوكيو بأفضل حالة فنية وبدنية من أجل التألق وتقديم بطولة «استثنائية»، ووقتها فقط سنقول لمصطفى محمد بدّل أهداف واستراتيجيتك بما يناسب مرحلتك الجديدة، اطلب من الزمالك ما شئت من المال، أو انظر إلى العروض الجادة التى ستأتيتك حقًا وقتها بعدما يشاهدك العالم أجمع ويعرف قدراتك الحقيقية.


نتيجة بحث الصور عن عبدالرحمن مجدى

الحريف عبدالرحمن مجدى.. الحذر من سيناريو صلاح محسن.. واستمرار التطور فى «قلعة الدراويش» على طريقة حسنى عبدربه

لعن الله الأضواء والأموال التى حرمت شوقى غريب من أهم الأوراق الهجومية فى هذا الجيل.. صلاح محسن ذلك اللاعب الشاب الذى رفض الاحتراف الأوروبى وذهب إلى الأهلى فى صفقة خيالية قُدرت بـ٤٠ مليون جنيه وأحدثت انقلابًا فى سوق التعاقدات المصرية، تبعها كثير من الأزمات، على رأسها أزمة عبدالله السعيد الشهيرة مع الأهلى. عندما دخل صلاح محسن فى الجزء الأخير من المباراة النهائية أمام كوت ديفوار شعرنا بتراجع كبير، وكانت طريقته لاستقبال الكرة تعبر عن تراجع يجعلك تقول دون تأنيب ضمير إن هذا الرجل نسى كرة القدم.
توهان «محسن»، وعدم قدرته على التسلم، وحيرته فى التصرف إذا نجح فى تسلم الكرة عوامل تدفعك لتردد المثل الشعبى «حاله يصعب على الكافر»، حسرة على موهبة فريدة ضاعت بفعل الطمع والجشع والسماسرة وغياب مَن يرشده للصواب.
صلاح محسن هو مهاجم عصرى لديه مقومات تجعله أهم مهاجم فى مصر وإفريقيا، فأدواره غير مقتصرة على التسجيل فحسب، بل تمتد بعيدًا عن المرمى فهو يراوغ وصاحب سرعات رهيبة، وذكى فى اختيار الأماكن، وبمقدوره فعل أشياء كثيرة، لكن فجأة تحول إلى اللا شىء.. لماذا؟ لأنه وقع أسيرًا لدكة بدلاء الأهلى، وخرج من قائمة المباريات، لم يعد يتعرض لمواقف كرة القدم، لياقته البدنية والذهنية ضاعت، وثقته بنفسه اهتزت، وحالته المعنوية تراجعت، فقط لأنه اختار القرار الخاطئ، أو ربما اختار القرار الصواب فى الوقت الخاطئ، وهو ما ينطبق على رمضان صبحى فى اختياره لتجربة ستوك سيتى.
لا يراودنى شك فى أنه لو استمر صلاح محسن العامين الماضيين فى إنبى، يشارك فى كل مباراة ٩٠ دقيقة، يتطور فى كل يوم، يتعرض لمواقف جديدة، يتعلم منها ويخطأ، لكان حاليًا المهاجم الأول فى المنتخب الأول، وليس بديلًا متواضعًا يأتى رقم ٣ بعد مصطفى محمد وأحمد ياسر ريان، وربما رابعًا بعد طاهر محمد طاهر لو كان موجودًا. تجربة صلاح محسن المريرة، الذى لو كنت مكانه لرحلت عن الأهلى الآن بحثًا عن اللعب أساسيًا فى أى فريق آخر إذا لم تكن مشاركتى مضمونة فى وجود أزارو ومروان محسن، هى دليل استرشادى لنجم جديد يسطع حاليًا فى سماء الكرة المصرية هو عبدالرحمن مجدى.
قدم «مجدى» بطولة قمة الروعة، وبات الجميع يتحدث عما إذا كانت قدراته تتلاءم مع الأهلى أم الزمالك، كأنه لا يمكنه أن يكون لاعبًا مهمًا فى منتخب مصر سوى من خلالهما، رغم أن حسنى عبدربه كان أفضل من مثلّ «الدراويش» مع المنتخب وحقق ما لا يحققه نجوم كثيرون فى الأهلى والزمالك.
نعم سيكون «مجدى» مطلوبًا من الآن فى القطبين، لكنه سيكون مخطئًا إذا تعجل الخطوة وهو لا يضمن المشاركة، فهو لا يزال صغيرًا يحتاج للعب أكثر والتطور مثلما قلنا، وعندما يقرر الوصول إلى القمة فعليه أن يكون جاهزًا لها، مثلما اختار محمد بركات وعماد النحاس وإسلام الشاطر وسيد معوض وأحمد فتحى، نجوم الإسماعيلى، التوقيت المناسب لتلك الخطوة.
لم يقامروا فى صغرهم، عاشوا مرحلة التطور فى المكان المناسب الذى يسمح لهم بذلك بعيدًا عن الضغوط والأضواء، ولما سنحت الفرصة كانوا جاهزين تمامًا لها، وهو ما يجب أن يدركه اللاعب الشاب من الآن وأن يحذر الوقوع فى الفخ.