رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

اختيار الرب.. لماذا سينجح حسام البدري؟

حسام البدري
حسام البدري

وزير الرياضة لا يطيقه.

محمد فضل، قاتل من أجل ابعاده.

جمهور الأهلي يكرهه.

وجمهور الزمالك كذلك.

لا أحد في مصر كان يرغب بوجوده مديرًا فنيًا للمنتخب، عندما تكون العاطفة هي مقياس ومعيار الاختيار.

صباح اليوم وبعدما اتفق ايهاب جلال على كافة التفاصيل لتدريب المنتخب، فجأة ظهرت أزمة المصري وتعقد الأمر فخرج من الحسابات.

حسن شحاتة تم استبعاده لظروف شخصية يعلمها هو.

حسام حسن العصبية وتاريخ المشكلات أطاح به.

ولما تعقد الأمر أمام المسئولين صباح اليوم، طلب محمد فضل الاستعانة بمدير فني أجنبي، فقط لأنه لا يرغب في رؤية البدري بهذا المنصب.

لكن رغمًا عنا جميعًا، كان الحل هو الاستعانة بحسام البدري على رأس الجهاز الفني.

فجأة أيضًا، باتت غالبية التعليقات بعد قرار الاختيار تصب في محور واحد:«رغم اختلافي معاه، لكني أراه الاختيار الأنسب».

وجدنا أنفسنا جميعًا ونحن نتجرد من مشاعر الحب والكراهية نعترف بأن البدري بين المرشحين الخمسة هو الاختيار الأفضل.

ولم يكن اعتراضنا في العموم مبني على نقد لأسلوبه التكتيكي أو الفني، بقدر ما هو رفض لمواقفه مع نجوم نحبهم، أو غيرها من الأسباب التي تعرفونها.

قليلون في مصر من يرون حسام البدري لا يصلح من النواحي الفنية، أو ينظرون إليه بنظرة الفاشل، لكن الأغلبية سوف تجتمع على كراهية كثير من مواقفه.

نتفق جميعًا على أن البدري صاحب شخصية قوية، قادر علي ترويض الكبار، ووضع منظومة لا يستطيع أي نجم اختراقها مهما كبر اسمه.

نتفق جميعًا كونه صاحب فلسفة تكتيكية تجمع بين الاتزان الدفاعي، والقدرة على الاستحواذ والضغط أمام أي خصم مهما بلغت قوته.

نتفق جميعًا أنه بنى جيلًا قويًا للأهلي في فترة صعبة للغاية، ونجح في أن يسد الفجوات التي تركها نجوم الجيل الذهبي تريكة، وبركات وفلافيو وغيرهم، وعرف كيف يتسيد إفريقيا ويمتع الجميع بوليد سليمان وجدو والسعيد، فنجا الأهلي من فجوة استبدال الأجيال حينها، والتي يعاني منها مؤخرًا.

نتفق جميعًا أنه جاء في الولاية الأخيرة بينما كان الفريق يعاني أشد معاناة وبدأ مرحلة التجديد بإدخال أزارو وأجاي ومعلول وبدأت النتائج تتحسن وحقق أرقام قياسية، ولعب كرة قدم مثالية بدوري أبطال إفريقيا رغم الخسارة من الوداد في النهائي، لكن الأهلي لم يعرف خيرًا بعده إلى الآن.

نتفق جميعًا أنه رجل يجيد البناء وقت الأزمات، ويعرف كي يطور لاعبيه، عد لمؤمن زكريا، وأجاي، وشكل معلول الدفاعي، وأدوار أزارو وأرقامه معه وبعده، واسترجع كيف كان ربيعة فاعلًا معه، وغيرها من الأمثلة.

واذا لم نكن متفقين في كل ذلك كما زعمت، فعلى الأقل سنتفق حتمًا على أن اختياره لم يكن اختياري أنا شخصيًا، أو اختيارك أنت، أو اختيار وزير الرياضة، أو اختيار اتحاد الكرة، او اختيار محمد فضل، بل كان اختيار الرب، وعندما تتدخل السماء فلابد أنها تحمل لنا الخير، واسألو ماردونا عن يد الله.