رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

مارك فيش يتحدث لـ "الكابتن" عن مباراة مصر وجنوب إفريقيا.. وذكرياته مع مواجهات "الفراعنة" في أمم إفريقيا

مارك فيش نجم منتخب
مارك فيش نجم منتخب جنوب إفريقيا السابق

مارك فيش.. هو أحد أبرز لاعبي منتخب جنوب إفريقيا، في عصره الذهبي. وكان من ضمن النجوم الذين ساهموا في فوز جنوب إفريقيا بأول لقب لكأس الأمم الإفريقية عام 1996، والتي استضافتها بلاده.

خاض المدافع السابق لمنتخب "بافانا بافانا"، 62 مباراة دولية، مع منتخب بلاده، سجل خلالها هدفين. 

ولعب مارك فيش، لأندية جومو كوزموس، وأورلاندو بيراتس في جنوب إفريقيا، ثم لاتسيو الإيطالي، ثم خاض بعدها تجربة احترافية في إنجلترا، مع أندية بولتون واندررز، تشارلتون أثلتيك، وإيبسويش تاون، قبل أن ينهى مسيرته مع كرة القدم، مع ناديه الأصلي جومو كوزموس.





وأصبح فيش، مدربًا مساعدًا بالجهاز الفني لمنتخب جنوب إفريقيا، المشارك حاليًا في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019، والتي تستضيفها مصر حاليًا.



"الكابتن" التقى مارك فيش، بأحد فنادق القاهرة، خلال تواجده مع بعثة منتخب بلاده، حيث تحدث عن المواجهة المقبلة التي ستجمع منتخبا "الفراعنة" و "بافانا بافانا"، في دور الـ 16 لأمم إفريقيا. كما تحدث عن ذكرياته مع بطولة أمم إفريقيا 1996، وكذلك المواجهات السابقة التي واجه فيها منتخب مصر، في النسخ السابقة للبطولة.



وإليكم نص الحوار..

كيف تري المباراة القادمة والتي ستجمع مصر وجنوب إفريقيا في الدور ثمن النهائي لبطولة كأس الأمم الإفريقية 2019؟

في البداية، نحن سعداء بتأهل منتخب جنوب إفريقيا إلى دور الـ 16. 

مواجهة منتخب مصر ستكون قوية، خاصة عندما تواجه فريق الدولة المنظمة. مصر حصدت الفوز في مبارياتها الثلاثة في المجموعة على كل من زيمبابوي والكونغو الديمقراطية وأوغندا. بينما تواجدت جنوب إفريقيا، في مجموعة قوية، حيث حققت الفوز على ناميبيا، بينما خسرت أمام كل من المغرب التي تعد أحد المرشحين للفوز باللقب وكوت ديفوار، التي تمتلك لاعبين مميزين.

المنتخب الجنوب إفريقي، بدأ مستواه يتحسن تدريجيًا، ولكنه مطالب بأن يظهر قدراته وألا يفقد تركيزه عندما يواجه نظيره المصري، الذي سيلعب وسط مساندة جماهيرية تقدر بـ 75 ألف متفرج.

المنتخب المصري لم يتمكن من الفوز على جنوب إفريقيا في أى مواجهة رسمية منذ عام 1998، فهل سيكون ذلك أمرًا محفزًا للفريق قبل مباراة السبت؟

بالفعل الأرقام والإحصائيات تتحدث عن عدم خسارة "بافانا بافانا" أمام "الفراعنة" منذ 21 عامًا..

فالتاريخ مازال حاضرًا، والإحصائيات لا تزال تُسجل، ونحن نعترف بتفوقنا على منتخب "الفراعنة"، ولكن دعنا نقر بأن كل هذه الإحصائيات قابلة أن تتحطم وبذلك تتغير المقاييس كافة. فجنوب إفريقيا لم تُهزم أمام كوت ديفوار من قبل، ولكن تلقينا الخسارة أمامها في النسخة الحالية.

فتفوقنا على منتخب مصر تاريخيًا لا يعني أننا سنفوز "حتماً" عليه، فحينما تنطلق المباراة، سيتحدد كل شيء.

كنت لاعبًا سابقًا مع منتخب جنوب إفريقيا، وحققت معه لقب أمم إفريقيا عام 1996.. فما هي ذكرياتك مع تلك البطولة؟

كنت محظوظًا للغاية بحمل كأس أمم إفريقيا مع منتخب "بافانا بافانا".. كان أمرًا رائعًا، عندما تجد الملعب ممتليء عن آخره بالجماهير الجنوب إفريقية، وعندما تجد أمة بأكملها، تقف خلف الفريق الوطني وتسانده.

تتويج الفريق بكأس الأمم الإفريقية 1996، جاء في الوقت الذي شهدت فيه البلاد، تغييرات سياسية، بإجراء أول انتخابات ديمقراطية وذلك عام 1994، ثم تلاه فوز جنوب إفريقيا بكأس العالم للرجبي عام 1995. فوزنا باللقب، لم يكن مجرد انتصار رياضي فحسب، بل جاء ليوحد أمتنا بأكملها.

وخلال تلك مشوارنا نحو اللقب، حققنا نتائج رائعة، وتمكنا من الفوز على الكاميرون في الافتتاح، ثم غانا في الدور نصف النهائي، قبل أن تتغلب على المنتخب التونسي، في المباراة النهائية.



لقد واجهت مصر، مرتين من قبل، الأولى كانت عام 1996، في دور المجموعات، والثانية، في المباراة النهائية لنسخة عام 1998 ببوركينا فاسو. فما هي ذكرياتك مع تلك المباراتين؟

أجاب ضاحكًا: أنها ليست ذكريات جيدة بالنسبة لي.. في عام 1996، خسرنا أمام مصر بهدف دون رد. كان منتخب "بافانا بافانا" قد حصد 6 نقاط، في مرحلة المجموعات، وتأهل إلى الدور ربع النهائي.

واجهنا منتخب مصر، في لقاء الجولة الثالثة. في تلك المباراة، أجري المدرب تغييرين في صفوف الفريق، خاصة بعد ضمان التأهل إلى دور الثمانية. بينما كان المنتخب المصري، يحتاج إلى الفوز لضمان الصعود، بعد خسارة مباراة الكاميرون.



وفي عام 1998، خسرنا بهدفين نظيفين، في المباراة النهائية للبطولة، وكانت المرة الأخيرة التي أواجه فيها منتخب مصر.

التقينا المنتخب المصري، الذي كان يعد أقوى فريق في البطولة في ذلك الوقت. 

الجماهير في جنوب إفريقيا، لم تصدق أن يصل الفريق إلى المباراة النهائية ثم يخسر اللقب.

أتذكر أننا تلقينا الهدف الأول في الدقائق الأولى من عمر المباراة، حينها أدركت أننا لن نستطيع التسجيل في شباك المنتخب المصري، الذي كان يمتلك دفاعاً قويًا ومنظمًا جدا.

لذلك، فأنا لا أمتلك ذكريات جيدة مع المنتخب المصري، لكن أتمني أن تتغير الأمور هذه المرة.



هل تتذكر أبرز نجوم المنتخب المصري، الذين واجهتهم خلال مباراتي عام 1996 و 1998؟

بالفعل لا أتذكر الأسماء ولكنني أتذكر وجوه اللاعبين جيدًا.

أتذكر جيدًا منتخب مصر في نسخة عام 1998، حيث كان فريقًا قويًا للغاية، وتمكن من الفوز علينا في نهائي البطولة. منتخب مصر، يمتاز دومًا بقوة دفاعه، كما يمتلك لاعبين على مستوي عالٍ سواء فى خطي الوسط والهجوم.



بمناسبة الحديث عن ذكريات كأس الأمم الإفريقية عامي 1996 و1998، فلابد الحديث عن زميلك السابق بالفريق، الراحل فيلمون ماسينجا، والذي توفي في يناير الماضي. فماذا تقول عنه؟

كنت أتحدث صباحًا مع أندريس أندريسي، مدرب حراس مرمي المنتخب، وحارس "بافانا بافانا" في كأس أمم إفريقيا 1996، عن ذكرياتنا في تلك البطولة، وعن اللاعبين الذين ساهموا معنا في صنع هذا الإنجاز التاريخي.

كان ماسينجا، أحد النجوم الذين شاركوا معنا في التتويج بأمم إفريقيا 1996، حيث النجم الراحل، ليس مجرد زميلًا بالملعب، ولكنه كان صديقًا حميمًا. 

وعلى الرغم من أننا لم نلتق كثيرًا، لكن عندما كنا نتقابل سويًا، نتعامل وكأننا على تواصل طوال الوقت.

وهنا أطالب اتحاد الكرة بتكريم اللاعبين، الذين شاركوا في نهوض كرة القدم في جنوب إفريقيا. فيجب أن نتذكر عطائهم أثناء حياتهم وليس بعد رحيلهم فحسب.



إلى جانب مواجهة مصر وجنوب إفريقيا، كيف تري حظوظ المنتخبات الأخرى في دور الـ 16 لمباريات كأس الأمم الإفريقية؟

جميع المباريات قوية، حتي مباراة السنغال وأوغندا والتي ستقام مساء اليوم، وكذلك مواجهة مصر وجنوب إفريقيا، والتي أتمني أن يتأهل من خلالها فريقي إلى الدور المقبل.

من الصعب التوقع بهوية المنتخبات المتأهلة إلى دور الثمانية.. الفرق الأقوى هي التي تأهلت إلى هذا الدور.

في رأيك، من هو اللاعب الذي يعد المرشح الأوفر حظًا للفوز بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا لعام 2019؟

هناك لاعبان هما المرشحان لنيل الجائزة، هما السنغالي ساديو ماني والمصري محمد صلاح.

فالثنائي قدما موسمًا استثنائيًا مع ليفربول، وحققا معًا لقب دوري أبطال أوروبا، وحتي الآن فالأمور متساوية بين اللاعبين.

واعتقد أن أداء اللاعبين مع منتخبا بلادهما، وتمكن إحدهما من قيادة فريقه نحو الفوز بلقب أمم إفريقيا، سيحسم هوية الفائز بلقب أفضل لاعب في القارة السمراء.

إذا فازت مصر باللقب، ستكون الجائزة من نصيب محمد صلاح، وإذا توجت السنغال باللقب، فستكون الجائزة من نصيب ساديو ماني.