رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

ميسى العرب :زياش.. القدر يمنح ساحر المغرب فرصة هزيمة صلاح ومانى

زياش
زياش

لم يبهره جمال وروعة هولندا الساحرة ولا سحر وعبقرية طواحينها، ولم تغره محاولات أساطير من أمثال يوهان كرويف وفان خال وكومان لإقناعه بارتداء القميص البرتقالى، ورفع أمام كل الإغراءات شعارًا يقول: «على حب المغرب بلادى.. أنا مرابط».
إنه حكيم زياش، أحد النجوم الكبار الذين يخطون الخطى نحو تسطير تاريخ كبير للاعبين العرب فى ملاعب أوروبا، وواحد من بين أهم اللاعبين الذين تنتظر منهم جماهير الكرة تألقًا كبيرًا فى النسخة الحالية من بطولة كأس الأمم الإفريقية.
قبل شهرين، كان «زياش» قريبًا للغاية من كتابة تاريخ كبير لفريقه أياكس أمستردام، وبعدما قدم معه موسمًا خياليًا توج خلاله بالدورى والكأس المحليين، قدم رفقة زملائه أداءً هو الأروع فى دورى أبطال أوروبا، بإجماع خبراء اللعبة فى أوروبا.
وبينما كانت تسديداته التى لن ينساها فى طريقها لكتابة السطر الأخير فى معركة فريقه أمام توتنهام الإنجليزى، اعترضت العارضة ونطقت: «عذرًا زياش.. نصيبك لم يأت بعد»، لترتد كرة النجم المغربى وتتحول إلى هدف قاتل سجله لوكاس مورا، نجم توتنهام، لتكتب أسوأ نهاية لـ«زياش» ورفاقه الذين أبدعوا وأمتعوا العالم.
كان «زياش» يأمل فى مواجهة محمد صلاح وساديو مانى فى معركة نهائى أبطال أوروبا، وكان يعرف جيدًا أن تفوقه عليهما سيدفعه للأمام ويرفع أسهمه فى صراع الأفضل داخل القارة الإفريقية، لكن القدر حرمه من معانقة التاريخ وكتابة اسمه بثلاثية تاريخية.
الآن، عاد «ساحر المغرب» الصاعد بأمل جديد، باحثًا عن مصالحة الأقدار التى خاصمته فى أصعب الأوقات، وهو يؤمن تمامًا بأن الحياة ما زالت تحمل له المزيد من الفرص والكثير من التعويضات.
يلعب «زياش» هذه النسخة من أمم إفريقيا مع جيل من لاعبى المغرب الذين نضجوا بما يكفى لاستعادة أمجاد «أسود الأطلس»، وهو محظوظ لأنه يلعب تحت قيادة أفضل مدرب داخل القارة الإفريقية حاليا، وواحد من بين الأبرز فى التعامل مع هذه البطولات المجمعة، الفرنسى هيرفى رينارد.
كما أن النجم المغربى يلعب هذه البطولة تحت الأضواء فى ظل توالى عروض الأندية الكبيرة لضمه، فـ«ليفربول» الإنجليزى كان أول الكاشفين عن رغبتهم فى التعاقد معه، وتلاه «أرسنال»، فيما ينتظر «مانشستر سيتى» تحديد مصير لاعبه ليروى سانى، ويظل «بايرن ميونخ» الألمانى الأكثر اهتمامًا بالاستحواذ عليه من بين جميع العروض.
ولكل ذلك، يعرف النجم المغربى «زياش» أن بطولة أمم إفريقيا هذه المرة تحمل له الكثير، كما أنها ستحدد بشكل كبير الطريق الذى قد يسير عليه فى المستقبل القريب.
فى مباراته الأولى مع منتخبه أمام ناميبيا لم يترك «زياش» بصمة واضحة كباقى زملائه الذين ظهروا على غير عادتهم، وظهر ذلك أيضًا فى المباراة الثانية أمام منتخب كوت ديفوار، وننتظر منه الكثير فى المواجهات المقبلة.