رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

آسف ع الازعاج.. صلاح لا يستحق الأفضل ولكن!

الكابتن

بعدما تُوج ملكًا على عرش الكرة الإنجليزية في موسمها الماضي، وتحول إلى نجم الشباك الأول في البريميرليج، استقبل نجمنا المصري محمد صلاح ضربة موجعة اليوم باستبعاده من ترشيحات الأفضل لهذا الموسم بالدوري الأقوي في العالم، بحسب ما أعلنته رابطة البريميرليج.


لماذا خرج صلاح من السباق؟.

على مدار الـ 48 ساعة المقبلة، ستصطدم بهذا السؤال كثيرًا، لو كان لديك وقتًا كافيًا لربما تطلعت عليه 100 مليون مرة على أقل تقدير.

يربط الجميع_ عدا سلالة نادرة أوشكت على الانقراض_ دائمًا ما بين الجوائز الفردية والأرقام، متجاهلين أية معايير أو عوامل آخرى،  لذلك سترى الأغلبية أن استبعاد صلاح من المرشحين أمرخارج المنطق وتخطى حدود اللا معقول، باعتباره هداف البطولة بـ 19 هدفًا، مشاركة مع ألكون أجويرو نجم مانشستر سيتي.

لكن وبالمنطق ذاته ستجد نسبة تهديف صلاح أقل من لاعبين خرجوا من المنافسة على الجائزة نفسها.

على سبيل المثال إيريك أوباميانج مهاجم آرسنال الإنجليزي سجل  18 هدفًا على بعد هدف وحيد من صلاح، رغم أن صلاح لعب أكثر منه بفارق يزيد عن 500 دقيقة، وكذلك هاري كين الذي لعب 2427 دقيقة سجل فيها 17 هدفًا، بينما لا يفوقه صلاح سوى بهدفين رغم أنه اقترب من 3 آلاف دقيقة شارك فيها مع الفريق.

اذًا بنفس منطق الأرقام، فإن نسبة تهديف صلاح أقل من نسبة تهديف لاعبين لم تختارهم رابطة البريميرليج ضمن المنافسين بالأساس.

لكن اذا كانت دائمًا الأرقام هي لغة المنطق الوحيد للبعض، هل من المنطق أن تمنح جائزة إلى لاعب وتستبعد آخر لمجرد تسجيله هدف أكثر!.

هل بالمنطق ذاته لم يعد هناك مجال لتتويج صناع الألعاب والمدافعين بأية جوائز فردية!.

ما رأيكم نلغي كل الأدوار داخل الملاعب، ونمنح كل شئ للهداف فحسب!.

 

مؤكد بأن الأهداف واحدة من أهم المعايير، وأن كل شئ في كرة القدم قد يضيع أمام مهاجم سيئ لا يمتلك إنهاء رائع لكل الجهد الذي يبذله زملائه، لكن غير العادل أن يتُوج شخص على حساب آخرين لمجرد هدف أكثر من آخرين.

 

سؤال أكثر أهمية هنا يتبادر إلى ذهني، وفي إجابته واحدة من أبرز المعايير التي تحدد هوية الفائز بالجوائز الفردية :«  هل نظر المعترضين إلى قيمة الأهداف ومدى تأثيرها في مصائر الأندية، وترتيب الدوري؟؟» .

 

سأتركم هنا مع احصائية رائعة وملخصة لكل شئ، استعان بها أسطورة دفاع ليفربول جيمي كارجر مؤخرًا في احدى اللقاءات التلفزيونية.

 

في  آخر 11 مباراة سجل ساديو ماني الهدف الأول 9 مرات، بينما لم يسجل سوى لاعبين آخرين الهدف الأول، بمعدل مرة وحيد لكلًا منهما.

 

يقول كارجر :« عندما تكون المنافسة مشتدة، من الصعب أن يفرط أيًا من المتصارعين على اللقب بعدما يسجل الهدف الأول في المباراة».

وهذه حقيقة وثقتها نتائج وأرقام البريميرليج، فالسيتي وليفربول عندما يسجلا لا يتخلا عن الانتصار.

كان ماني فاعلًا بالمناطق الأمامية بشكل خيالي، وتفوق على صلاح بقيمة أهدافه ومدى تأثيرها في ابقاء الليفر في الصراع على اللقب.

رقم آخر سيغضب أنصار محبي الأرقام لطالما نتحدث عن الفاعلية والتأثير :« صلاح أهدر 15 فرصة تهديف مؤكدة، بينما لم يهدر ماني  سوى ثمانية فرص».

 

إلى هنا الأرقام تنحاز لماني على حساب صلاح، لكن هل يشك أحدكم إن فان ديك هو الأكثر تأثيرًا في نتائج الفريق.

 

فان ديك يقاتل بالخلف وحيدًا، بينما صلاح وماني يتبادلان تقاسم الفاعلية والأدوار بالأمام ويعينهما فيرمينيو أيضًا.

 

قد يكون مقبولًا ألا يكون صلاح في يومه خلال مباراة أو مباراتين، أو حتى شهرين كاملين مثلما حدث.

 

قد لا تتأثر اذا لم يبدأ ماني الموسم بنفس القوة التي هو عليها منذ بداية 2019 .

 

قد تلتمس الأعذار لفيرمينيو الذي غاب طويلًا، لطالما جاءت استفاقته بالتوقيت المناسب حتى لوكانت متأخرة، ولطالما عوضه ماني أوقات، وصلاح في آخري.

 

لكن.. هل تعتقد بأن أحد أيًا كان اسمه قد يعوض تراجع فان دايك ولو لأسبوع واحد؟.. على يقين بأن العالم كله سيتفق على أنه لو تأثر فان ديك مباراة واحدة، فلن يكون الليفر فائزًا مهما كان.

فان ديك هو اللاعب الوحيد في ليفربول الذي حافظ علي جودته دونما التراجع ولو في مباراة واحدة، قاتل منفردًا في قلب دفاع لا يثق فيه أحد.

 

كل هذه الحسابات والأرقام والأطروحات في سياق المنطق.

 

هل تتقبلون طرحًا أكثر جنونًا :« جائزة الرابطة لا تعترف بالأرقام، هي اختيارات لاعبين فقط، ولاعبي البريميرليج لا يقبلون بأن يحصل لاعب بعينه على كل الأضواء، بينما يرون كثيرين غيره يبذلون، ويتألقون، ويستحقون».. نعم أصبحوا يغارون من الملك الأوحد.