رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الراعي يكتب: التجربة البيراميدزية.. ومساوئ الرياضة المصرية

الناقد الرياضي محمد
الناقد الرياضي محمد الراعي

كشفت مباراة الزمالك وبيراميدز الجانب الايجابي في الدوري المصري ، واستحقت ان ترقي إلي مصاف لقاءات القمة ، خاصة الأداء الممتع الذي قدمه كوكبة النجوم بالفريقين، وأشعلت المباراة المنافسة علي قمة البطولة في ظل استعادة الأهلي عافيته ومطارته المثيرة للفريقين.

شهدت المباراة مكاسب كبيرة أهمها الروح الطيبة بين اللاعبين ، وعودة الجماهير للمدرجات بشكل طيب ، والأهم من ذلك الأداء الممتع ونصف دستة أهداف مثيرة ، وهذا لا يعني عدم وجود بعض الأخطاء والسلبيات ، وأهمها اخطاء جروس وتأخره في التغييرات ، وفشله في تأمين نص الملعب بعد هدف الزمالك الثالث وحتي بعد طرد عبدالله جمعة غير المستحق ، نعم الحكم الايطالي كان جيدا ولكنه أخطأ التقدير في طرد عبدالله جمعة، ولم يستغل حسام حسن النقص العدد للزمالك وانشغل كعادته في الشد والجذب مع الجماهير ففقد تركيزه وتم طرده من الملعب، وان كانت اخطاء حسام حسن لا تستدعي إقالته.

بعيدا عن الامور الفنية للمباراة فإن التجربة البراميدزية كشفت نجاح فكرة خصخصة الاندية ، وتطبيق الاحتراف الحقيقي في الدوري المصري ، واعتقد ان نجاح بيراميدز "الوليد " في المنافسة علي قمة الدوري المصري مع الزمالك والاهلي العريقين ، سيعطي الفرصة الي المستثمرين العرب لشراء اندية اخري مصرية، مثلما قررت بعض الشركات الخليجية التفاوض لشراء بعض الاندية الخاصة المصرية مثل الجونة ، وبعض الاندية الاخري في دوري الدرجة الثانية مثل ( اف سي مصر - ميجا سبورت - جولدي - مزارع المغربي - نادي شيكو ) واتجهت شركات الاستثمار الخليجي لشراء اندية من الدرجة الثانية بعد تعثر شراء الاندية الخاصة في الدوري الممتازة مثل ( المقاصة) لأنها تابعة لشركات حكومية ، ويمتلك فيها بعض المستثمرين اسهم خاصة مما يجعل بيع نادي المقاصة صعبا لوجود اكثر من مساهم يتحكم ويرفع سعر البيع، بجانب وجود دور للدولة للموافقة علي بيع المقاصة لانها تابعة الي شركة قطاع الاعمال ، وما ينطبق علي المقاصة ينطبق علي اندية "الكروم وفاركو " وغيرها من الاندية التابعة لشركات قطاع الاعمال.


باختصار ان التجربية البيراميدزية حققت اذدهارا كبيرا من الناحية الفنية والاقتصادية حيث اضافت منافس جديد علي القمة ، وضخت اكثر من 50 مليون دولار حتي الآن في السوق المصرية ، من شراء لاعبين وأجور ومرتبات عاملين وخلق فرص عمل للمصريين، بجانب اضافة قناة فضائية رياضية للساحة الاعلامية ولكنها توقفت للقرارات العشوائية من المشرفين علي الاعلام.


باختصار التجربة البيراميدزية نجحت وسط العشوائية والفوضي الكروية خاصة ان اتحاد الكرة سلبي ويدير الكرة بعشوائية وحسب الاهواء الشخصية ، ومصلحة كبار الاندية ، ولاتوجد لدينا بطولات مواعيدها ثابته ومنتظمة مثل كل دول العالم .

وفي النهاية..هل تستفيد الرياضة المصرية من التجربة البيراميدزية ؟ هل وزير الرياضة الاكاديمي المتخصص في الاستثمار الرياضي طلب عمل دراسة علمية علي التجربة البيراميدزية ؟

هل يضع وزير الرياضة مواد جديدة لتعديل قانون الرياضة لتسهيل مهمة استثمارات خصخصة الاندية ؟

للاسف ان وزير الرياضة مشغول حاليا بتعديل القانون والمواد الخاصة بتقليص دور اللجنة الاولمبية واعادة سيطرة الوزارة والحكومة علي مقاليد الاندية والاتحادات الرياضية .

عفوا ان وزير الرياضة لم يفكر في تعديل مواد القانون الخاصة للحفاظ علي مال الدولة ، ولم يفكر في تغليظ العقوبات علي من يقوم باهدار المال العام ،عفوا ان الوزير يترك ادارة الرياضة الي عصابة تنهب اموال الاندية والاتحادات لمصالحها الشخصية.

اتمني ان يقوم وزير الرياضة بمواجهة مافايا الفساد الرياضي ،وتعديل القانون لمصلحة البلد ، وكفانا استنزاف للمال العام.

بصراحة لاتوجد لدينا رياضة حقيقية ولا استثمارات حقيقية تدعم اقتصاد الدولة.