كيف يتخطى العميد حصار الخيول البوركينية فى أول ظهور رسمى مع الفراعنة؟
لا شك أن حسام حسن، المدير الفنى للمنتخب الوطنى، أصبح فى مفترق طرق ما بين كتابة تاريخ ومجد شخصى جديد على المستوى التدريبى مع الفراعنة، كما فعلها من قبل كلاعب كونه الهداف التاريخى لمنتخب مصر على مر العصور، أو الابتعاد عن المشهد فى تكرار لما حدث مع شوقى غريب وحسام البدرى وإيهاب جلال اللذين خرجوا من الباب الضيق فى سلسلة التجارب المصرية مع المنتخب الوطنى.
ويستهل العميد مشواره الرسمى مع الفراعنة بمواجهة منتخب بوركينا فاسو فى العاشرة من مساء الليلة على استاد القاهرة، وسط توقعات بحضور جماهيرى كبير كما حدث فى مباراتى نيوزيلندا وكرواتيا خلال البطولة الودية التى أقيمت فى مارس الماضى بالعاصمة الإدارية الجديدة، وهو ما يحتم على حسام حسن ضرورة الهدوء والتركيز من أجل تجاوز تلك العقبة الصعبة، التى قطعا ستكتب تاريخ ميلاد جديدا له.
عودة الوئام
تحلى حسام حسن بمزيد من الصبر خلال الفترة الماضية، واستعان بكل السبل والمقومات التى ساعدته من أجل انطلاق معسكر الفراعنة مبكرا، وتراجع عن عنفوانه وعناده من أجل احتواء الجميع، لا سيما بعد استدعاء عمر كمال عبدالواحد، آخر اللاعبين المنضمين لقائمة منتخب مصر، وهى الرسالة التى أثبتت للجميع أن العميد بدأ يتعلم من أخطاء الماضى ويفتح صفحة جديدة هدفها التعاون من أجل مصلحة الفراعنة.
ولم يكن انضمام عمر كمال عبدالواحد اللاعب الأبرز فى الدورى المصرى مع الأهلى خلال الفترة الماضية، هو الدليل الوحيد على رغبة حسام فى النجاح مع الفراعنة، بل كان انتظام محمد صلاح، قائد الفراعنة، فى المعسكر قبل الموعد الرسمى للأجندة الدولية دليلا أكبر على محاولات حسام حسن لتصحيح أخطائه السابقه، حيث نجح فى احتواء الفرعون المصرى، ومن قبله فى احتواء لاعبى الدورى المصرى بعد التصريحات التى تسببت فى أزمة قبل شهر من المعسكر، ليعود الوئام بين الجميع داخل المعسكر ويصبح الهدف الأهم هو كيفية الوصول للمونديال.
تغييرات فى طريقة اللعب
استمع حسام حسن لصوت العقل بعد مناقشات مع جهازه المعاون فى حضور محمد صلاح بصفته قائد الفريق، بشأن ضرورة إجراء بعض التعديلات على الطريقة المعتادة التى يلعب بها حسام حسن، سواء مع الأندية أو المنتخبات، حيث كان يعتمد عليها عندما كان مديرا فنيا لمنتخب الأردن، وكذلك لعب بها مباراتى نيوزيلندا وكرواتيا فى مارس الماضى، ونجحت فى المباراة الأولى فى ظل تواضع مستوى نيوزيلندا، لكنها لم تنجح مع كرواتيا بسبب قوة المنافس.
الطريقة المعتادة التى يعتمد عليها حسام حسن هى طريقة دفاعية بالمقام الأول، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة من خلال لاعبى الوسط والجناحين، وهى 4/2/3/1، لكن هذه الطريقة قد تقابل بعض المعوقات فى ظل اعتماد الفراعنة طوال السنوات الماضية على الاختراق من الأجناب فى ظل امتلاك منتخب مصر لاعبين مميزين مثل محمد صلاح وأحمد سيد زيزو فى الناحية اليمنى، ومحمود حسن تريزيجيه وعمر مرموش فى الجهة اليسرى، وإن كان مرموش غائب عن هذا المعسكر للإصابة.
لذلك اقتع العميد بضرورة إجراء تعديل بسيط على طريقة اللعب بما يتناسب مع أداء منتخب مصر طوال السنوات الماضية سواء مع كارلوس كيروش أو روى فيتوريا وغيرهما من المدربين، على أن يعتمد حسام حسن على طريقة 4/3/3، بهدف تعظيم الدور الهجومى للمثلث المكون من محمد صلاح ومحمود حسن تريزيجيه ومصطفى محمد.
ترويض الخيول البوركينابية
لم تخلو أجندة حسام حسن قبل مباراة الليلة من بعض التدوينات الخاصة بمنتخب بوركينافاسو، وكيفية التغلب عليه ومحاولة ترويض الخيول البوركينابية الجامحة التى لا تتوقف عن الركض طوال المباراة، ما يحتم على العميد ضرورة إيجاد الحلول المناسبة لإيقاف خطورة هؤلاء اللاعبين الذين يتمتعون فى المقام الأول بالسرعات العالية والبنيان القوى.
لذلك تمثلت تعليمات العميد للاعبى الفراعنة فى ثلاثة نقاط محددة، أهمها اللعب على الأرض من خلال تسليم وتسلم الكرة بشكل سليم خاصة فى عملية نقل الهجمات من الخلف للأمام، عن طريق لاعبى خط الوسط دون أخطاء قد يترتب عليها هجمات خطرة على مرمى الفراعنة بفضل سرعات لاعبى بوركينا وفى مقدمتهم محمد كوناتى نجم الفريق ومعه بلاتى توريه لاعب بيراميدز وغيرهم من النجوم البوركينية.
كذلك ركز حسام حسن على ضرورة قيام إمام عاشور بمهام صانع اللعب فى تشكيلة الفراعنة، كونه الأقرب لمهام هذا المركز بفضل قدرته على التمرير الجيد ونقل الكرة للأمام بشكل سليم، على أن يتولى الثلاثى محمد صلاح وتريزيجيه ومصطفى محمد مهمة تشكيل الخطورة على مرمى بوركينا، ويقوم مصطفى محمد بدور المحطة الهجومية بشكل أكبر عنه كمهاجم ينتظر الكرات العرضية، فى ظل الأطوال العالية التى يتمتع بها مدافعو بوركينا فاسو والتى ستتفوق حتما فى كل الكرات العرضية أمام المرمى، والنقطة الأخيرة تمثلت فى غلق المساحات أمام اخترقات لاعبى وسط بوركينا من العمق عن طريق الثنائى مروان عطية وحمدى فتحى.
المنافس الأكبر
يعلم حسام حسن جيدا أن منتخب بوركينا فاسو هو المنافس الأكبر للفراعنة على تذكرة التأهل للمونديال عن المجموعة الأولى، وهو ما يزيد من أهمية تحقيق الفوز والوصول إلى النقطة التاسعة، والحفاظ على صدارة المجموعة مع الحفاظ على فارق النقاط، حيث يتواجد الخيول البوركينة فى المركز الثانى برصيد 4 نقاط، وذلك قبل أن يخرج منتخب مصر لمواجهة غينيا بيساو على أرضها فى الجولة الرابعة، ويعود منتخب بوركينا فاسو إلى الديار لمواجهة سيراليون فى نفس الجولة.