رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

بدأها بلماضى وسيسيه وأكملها فاى.. كيف تتم صناعة المدربين فى إفريقيا السمراء؟

فاى
فاى

ظهرت ثمرة اعتماد المنتخبات الإفريقية على المدربين الشباب، خلال السنوات الأخيرة، بعدما توج المنتخب الجزائرى بلقب بطولة أمم إفريقيا 2019 فى القاهرة تحت قيادة جمال بلماضى على حساب السنغال، وفى النسخة الماضية تمكن أليو سيسيه من قيادة السنغال لحصد اللقب الإفريقى فى نسخة الكاميرون على حساب منتخب مصر.

وشاءت الأقدار أن تمنح الإيفوارى إيمرسى فاى شرف قيادة منتخب بلاده للظفر بلقب النسخة التى انتهت أمس بعد فوز الأفيال على نيجيريا، فى بطولة أشبه بالمعجزات، بعدما تأهل منتخب كوت ديفوار لدور الـ16 من الباب الضيق، وأقال مدربه ليكتب القدر تاريخا جديدا للمدرب الشاب إيمرسى فاى. 

ولم يكن نجاح هؤلاء المدربين بمحض الصدفة، ولكن هناك تخطيط داخل الاتحادات المحلية لهذه المنتخبات، التى تساعد مدربيها الشباب على المعايشات الخارجية واكتساب الخبرات فى منتخبات المراحل السنية حتى يتم إعدادهم بالشكل الأمثل لقيادة منتخباتهم الوطنية.

وتدرج فاى بين منتخبات الناشئين  والشباب والأوليمبي، فضلا عن سفره المتكرر خلال الفترة من 2012 إلى 2015 لعمل معايشات خارجية، بعدما أجبر على الاعتزال فى سن مبكرة بسبب الإصابة بجلطات فى أوردة الساق.

وتعد هذه هى المرة الثالثة على التوالي التى يتوج خلالها المدرب الوطني يتوج بكأس إفريقيا، وجميعهم مدربون شباب وليسو كبارا فى السن، مما يعكس مدى نجاح التجارب الإفريقية على مستوى الشباب.

وربما تكن هذه البطولة بمثابة مكافأة السماء للاعب السابق الذى عانى كثيرا، إلى أن ابتسمت الكرة لإميرس فاي أخيرا بعد أن عاندته لسنوات، حيث خاض نهائى ٢٠٠٦ فى القاهرة، وخسر نهائي كأس أمم إفريقيا أمام مصر ولم يُتوج باللقب كلاعب.

وفى ٢٠١٢، أُجبر فاى على الاعتزال بعمر ٢٨ عاما، بسبب جلطات متكررة في أوردة قدمه، منعته من مواصلة اللعب، حتى أنصفه القدر فى فبراير ٢٠٢٤، بسيناريو درامي قاده إلى أن يصبح مديرا فنيا لمنتخب بلاده في منتصف طريقه في البطولة، بعد أن كان الفريق أقرب إلى الخروج، ولم يملك من الخبرة التدريبية إلا تدريب منتخب تحت ٢٣ سنة، وقد نجح في الفوز بـ٤ مباريات متتالية ليرفع الكأس القارية كمدرب.

ويعد  أميرس فاي، المدير الفني الأصغر عمرًا من بين المُتوجين بلقب كأس أمم إفريقيا عبر التاريخ، الذي أطاح برقم الفرنسي كلود لور.