رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحليل.. كيف يذيق كولر الوداد من كأس الرجاء فى نهائى إفريقيا؟

كولر
كولر

- تأجيل الدفع بحمدى فتحى لنصف الساعة الأخير واستغلال التراجع البدنى للاعبى الوسط «مهم»

- مهمة أليو ديانج ومحمد هانى قطع الطريق أمام انطلاقات عطية الله والمترجى

- المساحة بين عطية الله فى الجهة اليسرى وقلب الدفاع زولا مفتاح وصول كهربا للمرمى

عدا غياب محمد الشناوى، يدخل فريق الأهلى ذهاب نهائى دورى أبطال إفريقيا أمام الوداد البيضاوى المغربى فى أجواء مثالية ومعنويات مرتفعة، بعد مكاسب متتالية على المستويين المحلى والإفريقى، وتطور كبير جرى للفريق على يد السويسرى مارسيل كولر.

كان الإعلان عن خروج محمد الشناوى صدمة قوية، بعد إجماع حول جاهزيته وتعافيه تمامًا من الإصابة، ولنكن منطقيين فإن غيابه مؤثر للغاية وقاسٍ جدًا على «كولر» وجهازه؛ نظرًا لنقاط القوة لدى المنافس المتمثلة فى الكرات العرضية والتسديد البعيد، وهى أمور بحاجة لحارس يجيد التعامل معها، خاصة الأولى، فالكرات الهوائية تثير قلق الجميع، خاصة أن كلًا من على لطفى ومصطفى شوبير ليسا بارعين فيها.

الوداد فريق خبير وعناصره متمرسة على النهائيات ومثل هذه المواقف تمامًا كلاعبى الأهلى، وأبرز ما يميز هذه المجموعة التنظيم الخططى واللعب ككتلة، خاصة فى الجوانب الدفاعية.

ستشعر فى فترات كثيرة بكثرة عددية لهم على الخصم، فقط لأن لا أحد يتم استثناؤه من منظومة الضغط والدفاع ومطاردة الخصم والركض وراء الكرة، ومن هنا ستجد المساحات ضيقة للغاية والحصول على فرص أمر معقد جدًا.

يلعب سفين فاندنبروك، المدير الفنى لفريق الوداد، برسم خططى ٣/٣/٤، وحينما يفقد الكرة ستجد التزامًا كاملًا من ثلاثى المقدمة بالعودة للخلف والقيام بالأدوار الدفاعية.

فى الجهة اليسرى ستجد زهير المترجى يعود دائمًا جوار يحيى عطية الله، الظهير الأيسر، الذى يدخل للعمق ويتركه يدافع على الخط مكانه، وفى الجهة المقابلة يقوم محمد أوناجم بنفس الدور مع أيوب العلمود، فتجد نفسك بمواجهة خط دفاع من ٦ لاعبين أمامهم ثلاثى الوسط، وأحيانًا مدعومين بالمهاجم الصريح سامبو.

وبالحديث عن ثلاثية الوسط، فهى تركيبة دفاعية قوية فى وجود المحور يحيى جبران وعلى يمينه رضا الجعدى ويقابله جلال الدين الداودى.

الجعدى لاعب قوى بدنيًا، يجيد الالتحامات والثنائيات والكرات الهوائية، لذلك يتحول فى بعض الأوقات لمهاجم ثان إلى جوار المهاجم الصريح سامبو، لاستقبال الكرات العرضية، لكنه لا يمتلك حلولًا فردية كعبدالله حيمود الذى يغيب للإصابة.

هجوميًا تغيب كثافة الوداد وتقل خطورته خارج الديار بالتحديد، ولا يغرنك تسجيله هدفين فى ملعب صن داونز، فربما الأمر مرتبط بسذاجة دفاع أكثر منه براعة هجوم، فعدا محاولات المترجى للتقدم والمباغتة بشكل فردى لن تجد خطورة كبيرة.

الخطر الحقيقى يتأتى مع المغامرة وهذا لن يحدث سوى مرات قليلة، وربما لا يحدث عندما يتقدم العلمود أو عطية الله لتقديم الدعم مع دخول لاعبى الوسط للمنطقة مع سامبو لاستقبال كرة عرضية وهو أخطر سلاح.

يستهدف «فاندنبروك» تجميع اللعب جهة المترجى قبل أن يكون هناك ثلاثة مهاجمين فى منطقة المنافس قبل إرسال العرضيات.

هنا ستكون مهمة «كولر» الأولى منع عطية الله من التقدم وتقديم الدعم الهجومى، وستكون مهمة أليو ديانج على وجه التحديد، إلى جانب دعم محمد هانى ضد المترجى وعدم تركه فى موقف منفرد.

هجوميًا، على الأهلى التخلص من البطء فى التحضير وعدم منح الوداد فرصة العودة لخط الدفاع المكون من ستة لاعبين كما شرحناه فى البداية.

هناك نقطة ضعف واضحة فى الوداد يمكن استغلالها بالسرعة واللعب الطولى، وهى المسافات التى تظهر دائمًا بين عطية الله فى الجهة اليسرى وقلب الدفاع أرسن زولا، تحرك كهربا هنا ودخول بيرسى تاو بينهما لطلب الكرة سيكون حلًا سحريًا لخلق الفرص والوصول بشكل أسرع للمرمى والتسجيل.

تأجيل الدفع بحمدى فتحى سيكون فكرة جيدة، لاستغلال تراجع لاعبى الوسط فى الوداد بدنيًا مثلما جرى تمامًا أمام الرجاء فى لقاء الذهاب، ففى البدايات سيكون هناك انضباط كامل وتركيز عالٍ لكن فى نصف الساعة الأخير تتبدل الحال ويقل المخزون البدنى وتكون فرصة «فتحى» فى إيجاد المساحة والتقدم بلا رقابة جيدة للغاية، ويمكننا لدغ المغاربة من نفس الجحر مرتين.

أسلوب الوداد الدفاعى سيدفعنا للملل وربما الإحباط إن لم نسجل مبكرًا، وهنا نحن مطالبون بالصبر وعدم الاستعجال ولا المغامرة فى التقدم مثلما فعلنا أمام الرجاء، وكولر قدم درسًا رائعًا فى كيفية مواجهة هذا النمط الخططى المنظم للغاية.

اللعب السريع والطولى ومعهما الكرات الثابتة، هى الأسلحة البسيطة التى يمكن للأهلى من خلالها فك تركيبة الوداد المعقدة والصعبة، وقطع نصف الطريق نحو لقب مستحق.