في عيد ميلاده الـ57..أحمد الكأس ترك الزمالك لمراعاة والده المريض.. ووفاة والدته منعته من الاحتراف الأوروبي
يحتفل أحمد الكأس نجم الأوليمبي والإتحاد السكندري والزمالك ومنتخب مصر السابق اليوم بعيد ميلاده السابع والخمسين بعد مشوار طويل مع الساحرة المستديرة لاعبا ومدربا.
أحمد الكأس مواليد 8 يوليو 1965 واحد من أهم وأبرز نجوم الكرة المصرية عبر تاريخها ويكفى أنه كان أحد نجوم منتخب مصر في نهائيات كأس العالم بإيطاليا عام 1990.
الكأس ابن النوبة المولود في حى محرم بك بالإسكندرية بدأ مشواره بلعب الكرة فى شوارع الإسكندرية وشجعه والده على الإنضمام لمدرسة الكرة بالنادى الأوليمبى تحت إشراف الكابتن سيد شارلى وكان عمره 10 سنوات ثم تدرج فى فرق الناشئين حتى تم تصعيده لتدريبات الفريق الأول لكنه كان عاشقا لنادى الزمالك ونجومه طه بصرى وحسن شحاته وفاروق جعفر وكان ينتظر مباريات الزمالك بالإسكندرية ليكون قريبًا من هؤلاء النجوم ويصافحهم ويلتقط الصور التذكارية معهم .
موهبة أحمد الكأس برزت وهو فى سن مبكرة ولعب للفريق الأول للأوليمبى وعمره لا يتعدى 17 عامًا ومنه انضم للمنتخب الأوليمبى تحت قيادة أحمد رفعت ثم إنضم لمنتخب مصر وأصبح واحدًا من أعمدته الرئيسية طوال عشرة سنوات متتالية شارك خلالها فى مونديال إيطاليا عام 1990 والفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية بسوريا عام 1992 كما شارك فى بطولة الأمم الإفريقية أعوام 1992 و1994 و1996 وفاز بكأس العالم العسكرية عام 1993 وحصل على لقب هداف الدورى ثلاثة مواسم متتالية 1991- 1992 و1992 -1993 و1993- 1994.
نقطة التحول فى مسيرة أحمد الكأس كانت عام 1995 عندما انتقل للزمالك فى واحدة من أهم الصفقات في تاريخ القلعة البيضاء وخلال موسمى 1995- 1996 و1996- 1997 ارتدى أحمد الكأس الفانلة البيضاء وإكتسب شعبية جارفة فى مصر والعالم العربى وسجل مع الزمالك 30 هدفًا منها 25 هدفًا فى الدورى الممتاز و5 أهداف فى دورى أبطال إفريقيا وساهم في فوزالزمالك ببطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1996 وكأس السوبر الإفريقى عام 1997.
أحمد الكأس أحد النجوم القلائل الذين تخطوا حاجز الـ 100 فى مسابقة الدورى حيث سجل 108 أهداف وكان الهدف التاريخى رقم 100 له والذى أصبح به أحد أعضاء نادى المائة فى مباراة الزمالك مع الألمونيوم بستاد القاهرة وفاز الزمالك 3/2 وشاركة جماهير الزمالك ولاعبيه أحمد الكأس فرحته بهذا الإنجاز.
بعد موسمين فقط قرر الكأس الرحيل عن نادى الزمالك بسبب اصراره على التواجد بجانب والده المريض بالإسكندرية ولعب لفريق الاتحاد من 1998 إلى 2000 ثم عاد للأوليمبي ولعب له من 2000 إلى 2002 ثم أعلن اعتزاله.
بعد اعتزال الكأس اتجه إلى مجال التدريب وفى موسم ٢٠٠٧- ٢٠٠٨ كان مدربًا للأوليمبى وفى موسم ٢٠٠٨- ٢٠٠٩ كان مساعدًا لمدرب طلائع الجيش مع منير حجازى وفى موسم ٢٠٠٩- ٢٠١٠ تولى العمل مديرا فنيا للأوليمبى وخلال الفترة من ٢٠١٠ إلى ٢٠١٥ قاد فريق أبوقير للأسمدة وصعد به لدورة الترقى وكان قريبًا من التأهل للدوري الممتاز وفي موسم ٢٠١٥- ٢٠١٦ قاد دمياط ونافس بقوة على الصعود للممتاز وفى موسم ٢٠١٦- ٢٠١٧ تولى تدريب القناة وإف سى مصر ومن موسم ٢٠١٧ حتى ٢٠١٩ عاد لقيادة فريق أبوقير للأسمدة وفى موسم ٢٠١٩- ٢٠٢٠ تولى مهمة المدير الفني للأوليمبى وفي الموسم الماضي قاد فريق أبوقير للأسمدة.
من المواقف الحزينة التي تأثر بها الكأس بشدة وفاة زميله في الأوليمبي اللاعب مدحت سيد أحمد واستمر فترة طويلة في حالة إنعدام وزن نظرًا لإرتباطه الوثيق به إضافة لوفاة والدته يوم ٢٢ مايو ١٩٩٠ أثناء استعدادات المنتخب لكأس العالم بإيطاليا حيث كان مع المنتخب في رومانيا لأداء عدة مباريات ودية وشعر بالقلق على والدته التي كانت تتواصل معه يوميا وانقطعت عنه فجأة وعندما شعر أن هناك أمرا غير طبيعى طلب من محمود الجوهرى المدير الفني للمنتخب العودة إلى القاهرة وعقب العودة مع البعثة إلى المطار طلب الجوهرى من فتحى مبروك المدرب العام إبلاغ الكأس بخبر وفاة والدته وتعرض لحالة إنهيار شديدة استمرت فترة طويلة حتى أنه طلب من الجوهري عدم المشاركة في مونديال إيطاليا لكن المدرب القدير سأله سؤالا واحدا وهو: لوكانت والدته تعيش معه هل كانت مشاركته في المونديال ستسعدها أم لا؟
وبالفعل شارك الكأس في المونديال وتألق وتلقى عرضين للإحتراف في تشيلسى الإنجليزى ويوفنتوس الإيطالى لكن حزنه على وفاة والدته وإصراره على البقاء بجانب والده منعاه من الاحتراف.
من المواقف المهمة في مشوار أحمد الكأس ماحدث موسم 1992-1993 الذي شهد صراعا على لقب هداف الدورى بين الكأس وحسام حسن وظل اللقب معلقًا حتى الأسبوع الأخيرولكل منهما 14 هدفًا ولعب الأهلى أمام غزل المحلة فى القاهرة والأوليمبى مع المنيا بالإسكندرية وسجل الكأس الهدف الأول فى الدقيقة الثانية وفى الدقيقة 44 سجل الأهلى هدفًا وطالب لاعبوه الحكم باحتساب الهدف لـحسام حسن والغريب أن الحكم إستجاب لهم رغم أن الإعادة التليفزيونية أكدت أن شقيقه إبراهيم هوالذي سجل الهدف، وعاد الكأس وسجل الهدف الثانى فى الشوط الثانى وسجل حسام هدفًا ليتساويا في رصيد 16 هدفًا وكان من المفترض أن يحصل حسام حسن على لقب الهداف لأن الأهلى يسبق الأولمبى فى جدول الدوري لكن اتحاد الكرة بعد العودة لشريط مباراة الأهلي والمحلة قرر منح الكأس لقب الهداف بعد تسجيل الهدف لصالح إبراهيم حسن وليس حسام.