رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

مرحلة سانتياجو برنابيو الجديد.. ماذا يحتاج ريال مدريد الموسم المقبل؟

ريال مدريد
ريال مدريد

تلقى فريق ريال مدريد هزيمة مدوية على ملعبه ووسط جماهيره أمام برشلونة بأربعة أهداف مقابل لا شيء، في الكلاسيكو الذي جمع الفريقين ضمن منافسات الجولة الثلاثين لبطولة الدوري الإسباني لكرة القدم.

هزيمة ربما لن تُغير من حقيقة أن ريال مدريد هو الأقرب لتحقيق لقب الدوري الإسباني هذا الموسم، بعدما خسره لصالح الجار أتلتيكو الموسم الماضي، لكنها فتحت الباب أمام سؤال طرحه كل مشجعي النادي الملكي وهو: هل هذا الفريق على قدر الطموحات؟ هل التعاقد مع كيليان مبابي سيكفي لقيادة تلك المجموعة في مرحلة “سانتياجو برنابيو” الجديد؟

نادي ريال مدريد برئاسة فلورنتينو بيريز، يُجهز من سنوات من أجل حلم «سانتياجو برنابيو» الجديد، ملعب الفريق.. ليس الهدف هو زيادة سعة الملعب، لكن أن يكون وجهة لكل مشجعين كرة القدم وغيرهم حول العالم، وهو بالطبع لن يريد أن يكون الفريق الذي يلعب على هذا الملعب، كالنسخة المهلهلة التي ظهر عليها الفريق أمس.

ليس سرًا أن ريال مدريد يُهدف أولًا وأخيرًا للتعاقد مع كيليان مبابي جناح فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، كذلك فإن اللاعب بنسبة كبيرة اقترب من ارتداء قميص ريال مدريد بدءًا من الموسم الماضي، لكن هل يكفي ذلك لمرحلة «سانتياجو برنابيو» الجديد؟

 

أنشيلوتى ليس رجل المرحلة القادمة

بداية، فالإيطالي كارلو أنشيلوتي عاد لتدريب ريال مدريد، بعد تجارب لم تُكلل بالنجاح منذ رحيله عن الفريق عام 2015، وبالأخص مع فريقي نابولي وإيفرتون، لكنه كان رجل تلك المرحلة، فالملعب الجديد وأزمة كورونا استنزفتا موارد النادي المادية، ولم يكن ممكنًا تلبية طموحات الفرنسي زين الدين زيدان في السابق، أو تلبية طموحات مدرب جديد يأتي لقيادة مشروع.. بيريز قرر استدعاء أنشيلوتي الذي أراد إحياء مسيرته التدريبية، بقيادة فريق يعرف ثنياته وأسراره، وها هو الفريق بات قريبًا من تحقيق لقب الليجا وينافس في دوري الأبطال، لكن إن شاهدنا الدوري الإسباني، فهو دوري افتقد لعنصر القوة، بعد رحيل ميسي عن برشلونة، وهبوط مستوى أتلتيكو مدريد، فكانت الأمور مهيأة لتلك النتائج، إضافة لثنائية كريم بنزيما وفينسيوس جونيور التي ساعدته كثيرًا، وكذلك تألق تيبو كورتوا.

أنشيلوتي بدا قليل الحيلة في مباراة الأمس، بدا كذلك في 3 أشواط أمام باريس سان جيرمان، يقوم بإشراك لاعب بدلًا من آخر، تغيير مراكز اللاعبين، وليس وراء ذلك أسباب تكتيكية، فحتى تيبو كورتوا حارس الفريق قال إن كارلو أراد تغيير شيء في الخطة قبل بداية الشوط الثاني.. شيء لم يفهمه اللاعبون، فخلق ذلك مساحات كبيرة في ملعب الفريق أمس، نتج عنه الهدفان الثالث والرابع.

الحقيقة إن أنشيلوتي كان وما زال أحد أفضل المدربين في عالم الساحرة المستديرة، لكنه الآن صار عجوزًا، بفكر تقليدي لا يواكب كرة القدم الحديثة، ولن يكون رجلًا لمرحلة السانتياجو برنابيو.

 

خط دفاع بالكامل

أبرز مشاكل ريال مدريد الواضحة للعيان هو خط دفاعه، فبعد رحيل رافاييل فاران وسيرجيو راموس، لم يتم تعويض ذلك الثنائي، فقط التعاقد مع ديفيد ألابا، الذي برغم تقديمه أداء متميز منذ انضمامه للفريق باستثناء مباراة الأمس، وكذلك بعض الدقائق في مباراة الإياب أمام باريس سان جيرمان، إلا أنه ليس الرجل الذي يعوض رحيل راموس وفاران.

التعاقد مع مدافع سيتيح لألابا فرصة اللعب في أفضل مراكزه على الإطلاق، مركز الظهير الأيسر، أو حتى اللعب في مركز الوسط الدفاعي.. اللعب في مركز الظهير الأيسر سيفيد ريال مدريد كثيرًا في الشق الهجومي وهو ما ظهر جليًا في مباراة الأمس خلال الشوط الثاني.

داني كارفاخال لا يصلح للعب في مركز الظهير الأيمن، لا يستحق التواجد في فريق ريال مدريد، وهو ما ظهر في المواسم الماضية.. بديله الجناح لوكاس فاسكيز، لكنه أيضًا ليس بتلك الكفاءة.. التعاقد مع لاعب يلعب في مركز الظهير الأيمن أمر ضروري لـ ريال مدريد، بعد إفلات الجوهرة نابي كيتا.

مركز الظهير الأيسر يحتاج أيضًا للتدعيم، ففيرلاند ميندي القوي دفاعيًا، يُعاني من كثرة الإصابات، وبديله مارسيلو لم يعد قادرًا على اللعب في مستوى عال.

 

خط الوسط الاستثنائى لا يصلح لكل المباريات

لا شك أن ثلاثية كاسيميرو وتوني كروس ولوكا مودريتش هي من ضمن أفضل الشراكات في وسط الملعب بتاريخ كرة القدم، لكن هل تلك الثلاثية قادرة على الفوز بمعركة في ذلك الخط أمام فرق تمتاز بالسرعة والقوة البدنية والضغط؟ الإجابة بالطبع لا، فأمس فاز برشلونة بمعركة خط الوسط، وفي الموسم الماضي، عندما راهن زيدان على الفوز بتلك المعركة أمام تشيلسي في دوري الأبطال، خسرها وخسر معها المباراة أمام نجولو كانتي وجورجينيو ولاعبي البلوز.. مودريتش يُقدم مستوى استثنائيًا ولا شك في ذلك، لكن مرحلته تقارب على الانتهاء، كاسيميرو لم يعد قادرًا على الخروج بالكرة، توني كروس لا يستطيع الركض بكفاءة، لا يستطيع مساعدة زملائه.