رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

خسائر استثمارية وعقوبات.. كيف أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على الرياضة؟

الحرب الروسية الاوكرانية
الحرب الروسية الاوكرانية

اندلعت منذ أيام الحرب الروسية الأوكرانية، بعملية عسكرية أطلق شرارته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على إثر خلافات سياسية مع الرئيس الأوكراني، وأخرى مع دول حلف شمال الأطلسي، الناتو.


العملية العسكرية للدب الروسي بدأت في الأراضي الأوكرانيا بالساعات الأولى من صباح يوم 24 فبراير الجاري، بالتقدم للشرق الأوكراني.

الرياضة لم تكن يومًا بعيدة عن الحروب، ودائمًا ماتأثرت بها شأنها شأن كل نواحي الحياة، والكابتن يرصد في ملف الرياضة والحرب.. تأثير المعارك الروسية الأوكرانية على البطولات والاستثمارات الرياضية.

وتوقفت كل المنافسات الرياضية في أوكرانيا بعد اندلاع الحرب مع روسيا، وبات مصيرها مجهول في حال استمرار القصف الروسي.

الرئيس الروسي أعلن في وقت سابق، دعمه لانفصال إقليمي دونتسيك، ولوجانسك عن أوكرانيا، وهو ما قد يعني في تبعات الحرب الدائرة استبعادهما من المنافسات الأوروبية، باعتباره الإقليمين داعمين لروسيا؛ وفي هذه الحالة سيكون فريق شاختار دونتسيك الأوكراني، أكثر المتضررين فهو أنجح أندية دولته، وأكثرها ظهورًا في السنوات الأخيرة بالمنافسة الأوروبية الكبرى لكرة القدم، دوري أبطال أوروبا.

الاتحاد الأوروبي.. بيانات وقرارات

 التحرك الرياضي الرسمي الأول ضد العملية العسكرية لروسيا ضد أوكرانيا، جاء عصر يوم القصف، بإصدار الاتحاد الأوروبي بيانًا يندد فيه التدخل العسكري الروسي ضد أوكرانيا.

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه بشأن الوضع الأمني بعد التدخل العسكري؛ وأكد أنه يعمل على تعزيز الروابط الأوروبية المشتركة بين الدول مثل السلام واحترام حقوق الإنسان
.

 

كما أكد البيان تضامن الاتحاد الأوروبي مع المجتمع الأوكراني؛ واتخاذ لجنته التنفيذية قرارات ضد روسيا.

وبعد أقل من ساعتين، أصدر الاتحاد البولندي بيانًا مشتركًا مع نظيريه السويدي والتشيكي، رفضوا خلاله المشاركة في أي مباراة على الأراضي الروسية.

 

المنتخب الروسي يشارك في الملحق المؤهل لكأس العالم المقبل، ومن المقرر أن يلعب بعض المباريات على أرضه.

 

وطالبت الاتحادات في بيانها الاتحاد الدولي لكرة القدم بنقل مباريات ملحق التصفيات المؤهلة للمونديال المقبل من روسيا.

 

وفي اليوم الثاني للقصف، أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، يويفا، بشكل رسمي نقل مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، والتي كان مقررًا أن تقام على ملعب سان بطرسبرج، إلى العاصمة الفرنسية باريس.

ولمن لا يعلم، فنهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، هو أكبر الأحداث الرياضية للأندية جذبًا للجماهير من كل أنحاء العالم، وهو مايدر على الدولة المستضيفة دخلًا سياحيًا، فمثلًا نهائي نسخة عام 2019، الذي أقيم بحضور جماهيري كامل قبل جائحة كورونا، في ملعب واندا ميتروبوليتانو بالعاصمة الإسبانية مدريد، أدر عليها قرابة الـ70 مليون يورو مكاسب.

وتلى قرار الاتحاد الأوروبي، قرار آخر بنقل كل المباريات الخاصة بالمنتخبات أو الأندية والتي كان مقررًا لها أن تقام في روسيا أو أوكرانيا، إلى ملاعب محايدة إلى إشعار آخر.


كما قرر الاتحاد الأوروبي لكرة السلة، نقل مباريات الدوري الأوروبي، والتي كان مقررًا لها أن تقام على الأراضي الروسية إلى ملاعب خارج الدولة، وكذلك تأجيل مباراة سيسكا موسكو وبرشلونة ضمن منافسات البطولة، التي كان مقررًا لها اليوم.

وقرر الاتحاد الأوروبي نقل مباريات الأندية الروسية المشاركة في البطولة، وهي: "سيسكا موسكو، زينيت سان بطرسبرج، يونكس قازان، إلى خارج روسيا.

كما أثارت العديد من التقارير الصحفية احتمالية امتداد تعليق العضوية الروسية بمجلس أوروبا، إلى تعليق عضويتها ومشاركات أنديتها بالفعاليات الرياضية التي تقام تحت مظلة الاتحاد الأوروبي.

 

دعم أوروبي وتنديد روسي

 

نادين دوريس، وزيرة الثقافة البريطانية، أيدت قرار يويفا بنقل مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا من سان بطرسبرج، مؤكدة أنه لا يجب السماح لروسيا باستغلال الأحداث والفعاليات الرياضية والثقافية لتبرير الهجوم غير المبرر على أوكرانيا.

 

ونالت قرارات الاتحاد الأوروبي استحسان الاتحادات المحلية التي طلبت نقل المباريات من الملاعب الروسية.

 

ولكن على الجانب الآخر، انتقد ألكسندر ديوكوف، رئيس الاتحاد الروسي لكرة القدم، وعضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي القرارات قائلًا: "قرار نقل نهائي دوري أبطال أوروبا من روسيا تم اتخاذه لأسباب سياسية، مؤكدًا أنهم يتمسكون بمبدأ فصل الرياضة عن السياسة، وهو ما لا يدعم هذا القرار.

 

وتابع في تصريحات رسمية عبر موقع الاتحاد: "القرار الخاص بنقل مباريات الفرق الروسية لملاعب محايدة يتعارض مع مباديء الاتحاد الأوروبي، ويضر بمصالح الأندية واللاعبين والجماهير".

 

كما قال ديمتري بيسكوف، المتحد باسم الكرملين: "من المؤسف اتخاذ هذا القرار، كان من الممكن تهيئة الأجواء المناسبة في سان بطرسبرج لاستضافة هذا المهرجان الكروي".

انفصال رعاية وتنحي.. خسائر استثمارية

نادي شالكة الألماني، كان أول الأندية التي اتخذت موقفًا جادًا ضد القصف الروسي لأوكرانيا، وعبرت عن ذلك بإعلانها فسخ تعاقدها مع شركة جازبروم الروسية، وإزالة شعارها من على قمصان الفريق بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

كما أعلن نادي مانشستر يونايتد الانجليزي انسحابه من عقد الرعاية الخاص به مع الخطوط الجوية الروسية إيروفلوت، مشيرًا في بيان رسمي إلى أن إدارة النادي تتفهم قلق الجماهير، وتقديمها الدعم والتعاطف لمن طالتهم الأحداث.

 

فيما كشفت صحيفة ليكيب الفرنسية، عن أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ينوي فسخ عقده مع شركة جازبروم، والتي تعد الشريك الرسمي للاتحاد الأوروبي منذ 2012، وحصلت على حق الرعاية مقابل 40 مليون يورو سنويًا.

 

وأوضحت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي طلب من فريقه القانوني البدء في إجراءات إنهاء التعاقد مع الشركة الروسية.

 

رجل الأعمال الروسي، رومان أبراموفيتش، مالك نادي تشيلسي الانجليزي، تعرض لضغوطات داخل انجلترا، في  أعقاب القصف الروسي لأوكرانيا.

 

وطالبت النائبة البرلمانية البريطانية، مارجريت هودج، بفرض عقوبات على أبراموفيتش، ونظيره أليشر عثمانوف، أحد المساهمين السابقين في نادي أرسنال،والداعم المالي الحالي لفريق إيفرتون.

 

وهنا اضطر أبراموفيتش إلى إعلان تخليه عن إدارة النادي ونقل الإدارة إلى المؤسسة الخيرية التابعة للنادي، دون الكشف عن أي أسباب ترتب عليها هذا القرار، واكتفى بالحديث عن أنه اتخذ قراره لمصلحة النادي قبل أي شيء.

 

إلغاء بطولات

أول البطولات التي طالها الإلغاء، هو سباق روسيا للفورميلا وان، والذي كان مقررًا إقامته يوم 25 سبتمبر المقبل، في مدينة سوتشي الروسية.

 

كما أعلن الاتحاد الدولي للتزلج تأجيل منافساته التي كان مقررًا إقامتها في روسيا، مرجعًا قراره إلى رغبته في الحفاظ على سلامة المشاركين.

 

القرار الدولي سبقه رفض الاتحاد الألماني للعبة مشاركة لاعبيه في أي أحداث رياضية تقام في روسيا أو أوكرانيا.


كما أشارت صحيفة ديلي ميل الانجليزية، إلى أن فريق تيم هاس لسباقات لفورميلا وان، يدرس فسخ عقده مع راعيه الرئيسي الروسي.

 

كما ألغى الاتحاد الدولي للجودو بطولة كبرى كان مقررًا إقامتها في مدينة كازان الروسية، بين 20 و22 مايو المقبل.

 

 

فيما لم يحدد الاتحاد الدولي للكرة الطائرة موقفه النهائي من إقامة بطولة العالم للرجال في روسيا بأغسطس المقبل.

 

واكتفى بتأكيده على أهمية انفصال الرياضة عن السياسة، ومراقبته للموقف من أجل التأكد من سلامة المشاركين في البطولات.



عقوبة رياضية لبوتين



أصدر الاتحاد الدولي للعبة الجودو، قرارًا صباح اليوم بإيقاف الرئاسة الشرفية لفلاديمير بوتين.

 

وقال بيان الاتحاد الدولي للجودو: "في ظل استمرار الصراع العسكري بأوكرانيا، يعلن الاتحاد الدولي للجودو إيقاف عضوية رئيسه الشرفي وسفيره، فلاديمير بوتين. بإيقاف الرئاسة الشرفية لفلاديمير بوتين.

 

وقال بيان الاتحاد الدولي للجودو: "في ظل استمرار الصراع العسكري بأوكرانيا، يعلن الاتحاد الدولي للجودو إيقاف عضوية رئيسه الشرفي وسفيره، فلاديمير بوتين.

وجاء ذلك في أعقاب إلغاء الاتحاد لبطولة جراند سلام، والتي كان من المقرر أن تستضيفها مدينة كازان الروسية.

 

رفض للحرب وتمني بموت بوتين.. اللاعبون والحرب



أوكرانيا حصلت على دعم كبير من مجتمع كرة القدم والرياضة بشكل عام في أعقاب القصف الروسي.

 

ووصل الأمر إلى تنديد بعض اللاعبين الروس بالحرب التي شنتها بلادهم على أوكرانيا، فقال فيودور سمولوف، لاعب فريق دينامو موسكو الروسي: "لا للحرب" وأرفقها بعلم أوكرانيا.

 

إيلينا سفيتولينا، لاعبة التنس الأوكرانية كتبت عبر حسابها على انستجرام: "فخورة بكوني أوكرانية، لنتحد في هذا الوقت الصعب من أجل مستقبل دولتنا وتحقيق السلام".

أولكساندر زينشنكو، لاعب فريق مانشستر سيتي الانجليزي لكرة القدم، ندد بالحرب على بلاده عبر خاصية القصص الخاصة بتطبيق انستجرام، بأكثر من قصة تمنى في إحداها الموت لفلاديمير بوتين، وأخرى كتب: "ماذا تفعلون؟".

 

كما نشر الأوكراني، سيرجي ريبالكا، لاعب فريق أولكساندريا الأوكراني، صورة بوتين، وعلق عليها: "إنه إنسان سيموت في النهاية".

 

كما طلب أندريه تشفيتشنكو، قائد المنتخب الأوكراني، ومديره الفني السابق، العالم بالتدخل لإيقاف الحرب على بلاده.

 

وكتب تشفيتشينكو، عبر حسابه على منصة تبادل الصور انستجرام: "شعبي وعائلتي تحت الهجوم في الساعات الأولى من حرب شاملة بدأتها روسيا".

 

وأضاف: "شعب أوكرانيا يريد السلام واستقلال أراضيها، أطلب منكم دعم بلادنا وتقديم دعوة للحكومة الروسية لوقف العدوان وخرقهم للقوانين الدولية".

 

مواقف رياضية

الأوكراني مالينوفسكي، لاعب فريق أتالانتا الإيطالي، احتفل بتسجيله هدفين في فوز فريقه على أولمبياكوس بالدوري الأوروبي بدعم بلاده.

 

وبعد تسجيله للهدف رفع مالينوفسكي قميصه وأظهر قميصًا تحته مكتوب عليه: "لا للحرب في أوكرانيا".

 

كما ظهر أولكساندر زينشنكو، مدافع مانشستر سيتي مع زميله ومواطنه. فيتالي ميكولينكو، لاعب إيفرتون، قبل مباراة فريقيهما؛ واحتضنا بعضهما وسط تحية حارة من الجماهير الحاضرة في ملعب جوديسون بارك.

 

كما ارتدى لاعبو مانشستر سيتي، قمصانًا عليها علم أوكرانيا ومرفقة بعبارة لا للحرب، دعمًا منهم لزميلهم زينشنكو، وقضية بلاده.

 

الروسي أندريه روبليف، والمشارك في بطولة دبي للتنس، وجه رسالة لرئيس بلاده عقب فوزه بمباراة في البطولة، وتوجه مباشرة لعدسة الكاميرا وكتب عليها: "لا للحرب من فضلكم".

 

فيما أعلن سيرجي ستاخوفسكي، لاعب التنس الأوكراني، انضمامه لقوات الاحتياط العسكرية لبلاده والدفاع عن أراضيها ضد الهجوم الروسي.

كما أعلن نادي بايرن ميونخ الألماني، إضاءة ملعبه، أليانز أرينا، بألوان العلم الأوكراني، تعبيرًا منهم عن الدعم لإيقاف الحرب ضد أوكرانيا.

 

وقال البيان: "بايرن يدعم قرار مدينة ميونخ في اتخاذ موقف من أجل السلام، والتضامن مع أوكرانيا".

وحمل روبرت ليفاندوفسكي، قائد بايرن ميونخ والمنتخب البولندي، شارة علم أوكرانيا، قبل مباراة فريقه ضد أينتراخت فرانكفورت بالدوري المحلي.

 

كما طلبت الجماهير قبل بداية المباراة إيقاف الحرب بلافتة: "أوقف ذلك يابوتين".


وكذلك أعلن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، تأخير انطلاق المباريات التابعة له في كل الدرجات، لخمسة دقائق في دعوة منهم للسلام وإيقاف الحرب.

 

ورفع لاعبو برشلونة ونابولي، قبل مباراتيهما بالدوري الأوروبي، لافتة مكتوب عليها "أوقفوا الحرب".

 

وتبعهم لاعبو فريقي باريس سان جيرمان، وسانت إيتيان بلافتة قبل مباراتهما مكتوب عليها: "السلام للجميع".

 

وكذلك حمل لاعبو فريق مانشستر يونايتد لافتة مرسوم عليها شعار للسلام، وبجواره كلمة السلام، في مطالبة أخرى لوقف الحرب ضد أوكرانيا.

 

المنتخب الأوكراني للعبة سلاح الشيش، كان على موعدًا مع مباراة ضد نظيره الروسي اليوم، في بطولة كأس العالم للشيش، والتي تستضيفها القاهرة في الدور ربع النهائي.

وانسحب المنتخب الأوكراني ضد نظيره الروسي من مواجهة اليوم اعتراضًا منهم على الهجوم والقصف الروسي للأراضي الأوكرانية.