رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأمل.. هل يكون عبدالقادر ورقة إنقاذ الأهلى والمنتخب؟

أحمد عبد القادر
أحمد عبد القادر

في زمن غلب فيه التكتيك على الجمالية في الأداء، وسيطرت القوى البدنية على الجوانب المهارية، تراجعت المواهب في كرة القدم بشكل كبير، وبتنا نبحث عن «الحريفة» الذين عشقنا من أجلهم هذه اللعبة الساحرة، لنعود ثانية إلى الأصل.

في بطولة أمم إفريقيا لم نقصر، كنا نبذل كثيراً من الجهد، أشدنا بالروح القتالية واللعب برجولة كبيرة حتى اللحظة الأخيرة. لكن في حقيقة الأمر، ربما أغفلنا أو تجاهلنا عمدًا، أننا افتقدنا لكرة القدم التي نحبها، وهويتنا التي لم نتخل عنها أبدًا، وذلك بسبب ندرة اللاعبين أصحاب المهارات الفردية.. اللاعبين «الحريفة».

حقيقة يؤدي النني والسولية وزيزو وغيرهم بشكل تكتيكي رائع، لكن لا أحد يمتلك الابتكار والحلول الخلاقة، عدا محمد صلاح، وإذا نجح الخصم في تقييده بأكثر من مدافع، كنا وما زلنا نعانى.

من هنا نرى الأمل في أحمد عبدالقادر، جناح وصانع لعب الأهلي، ليس شخصه فحسب، بل كل «أحمد عبدالقادر» كفكرة.

اللاعب الحريف، صاحب الحل الفردي، والقدرة على تجاوز المدافعين، اللاعب الذي يستطيع إبهارك بفكرة لا تتوقعها، ويتقدم بشجاعة لا نمتلكها، وبوعي وذكاء مختلفين عمن حوله.

نحن لا نهمل أبدًا الجوانب الخططية والتكتيكية، بل بالعكس تمامًا فـ«عبدالقادر» لاعب خططي من طراز فريد، فهو مرن بدرجة تجعله أقدر من غيره على الإسهام والعطاء في طرق لعب متعددة.

إذا وظفته جناحا على الخط يجيد، وإذا استخدمته كجناح داخل الملعب، مثلما فعل «موسيماني» في كأس العالم، سيكون أفضل من الجميع، وإذا حولته إلى الوسط، يلعب في مراكز مختلفة ويجيد فيها جميعًا.

عانى «كيروش» في إيجاد جناح يقابل «صلاح» في الجهة الأخرى، وما قدمه «عبدالقادر» يقول إنه حل نموذجي لشغل مكان عمر مرموش، إذا ما أراد المدرب البرتغالي.

هو يتحرك بوعي كبير، ويتصرف بحكمة عالية، ويعرف متى يسدد ومتى يمرر وكيف يمر ويفك التكتلات، وإلى جانب ذلك، هو لاعب ملتزم جدًا من النواحي التكتيكية، ويمكنه أداء أدواره الدفاعية بشكل رائع.

كذلك يمكن لـ«كيروش» أن يستخدم «عبدالقادر» كأحد لاعبي المحور، خاصة في مباراة الذهاب أمام السنغال، لأن الاستمرار بـ«النني» و«السولية» معًا في المحاور، لن يضيف حلولًا هجوميًا، وسنظل نطارد الكرة ونضيق المساحات، بدلًا من تدويرها وخلق الفرص.

في الأهلي يجب أن يكون «عبدالقادر» اللاعب رقم واحد، الذي تُبنى عليه الخطة والتشكيلة، سواء وضعته في الجناح أو العمق، فهو لا غنى عنه.

هو ليس أفضل من «أفشة» فحسب بمركز «الجناح الأون سايد»، بل أفضل من كل لاعبي الدوري المصري في هذه الأدوار، ومشاركته لن تكون على حساب الأول، مثلما يظن البعض، فكل خطورة «أفشة» وقوته الحقيقية في عمق الملعب، حينما يحصل على الحرية في التسلم والصعود بالكرة، فهل يفهم «موسيماني» ذلك أم يصر على أفكار ما قبل المونديال؟.