رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

إلى كارلوس كيروش.. هكذا تُضرب دفاعات السنغال «تحليل»

منتخب السنغال
منتخب السنغال

يلتقي اليوم المنتخب الوطني، نظيره السنغالي، في المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الإفريقية، في تمام التاسعة مساءً على الملعب الأوليمبي في العاصمة الكاميرونية ياوندي.

المنتخب المصري تأهل لهذا الدور، بعد الفوز على منتخب الكاميرون صاحب الأرض والضيافة، بركلات الترجيح؛ فيما تأهل المنتخب السنغالي للمباراة النهائية على حساب منتخب بوركينا فاسو.

المنتخب السنغالي، منذ انطلاق البطولة ارتفع مستواه الهجومي تصاعديًا، وقدم مباريات مميزة في أدوار خروج المغلوب، عين «الكابتن» اتجهت إلى ما خلف الأداء الهجومي، وهل أظهرت المباريات الماضية لأسود التيرانجا وجود عيوب دفاعية؟ وكيف يمكن لمنتخب مصر استغلالها؟ هذا ما نجيب عنه في التقرير الآتي.

البداية.. كيف يهاجم المنتخب السنغالي؟


بشكل أساسي يقوم الأداء الهجومي للمنتخب السنغالي، على الانطلاقات من جانبي الملعب بواسطة ثنائي ظهيري الجنب، اللذين يتحركان إلى منطقة وسط الملعب بمجرد استحواذ الفريق على الكرة، والبدء في التحضير، مع تحرك لاعبي وسط الملعب إلى منتصف ملعب الخصم لتكثيف الزيادة العددية للفريق، وكذلك زيادة فرصتهم في الحصول على الكرة الثانية حال ارتدادها من الدفاع.



مع انطلاق ظهيري الجنب على جانبي الملعب، يبدأ ساديو ماني، وبامبا ديانج، في التحرك إلى عمق منطقة الجزاء لمنح الظهير المنطلق فرصة تمرير الكرة له بسهولة خلف المراقبة، أو تفريغ مساحة ليتحرك خلالها ويرسل عرضية إلى المهاجم فامارو ديديو، واستغلال طول قامته في الكرات العرضية.



كما يعتمد المنتخب السنغالي على الانطلاقات من جانبي الملعب، سواء عن طريق الجناحين أو الأظهرة، وإرسال الكرات العرضية إلى لاعب الوسط المتقدم إلى داخل منطقة الجزاء، في المساحة بين خطي الوسط والدفاع.

 

ماذا عن الدفاع؟ ما هي أخطاؤهم؟

منتخب السنغال، تلقت شباكه هدفين فقط، كان أولهما في الدور ربع النهائي للبطولة، ولكن رغم ذلك ظهر لديهم بعض الأخطاء التي قد تتحول إلى ثغرات يستغلها المنتخب المصري لتسجيل هدف التقدم.


أخطاء وسط الملعب

رغم امتلاكهم مدافعين على مستوى مميز مثل كاليدو كوليبالي، وعبدو ديالو، بجانب الظهير الأيمن بونا سار، والأيسر ساليو سيس، إلا أن دفاع المنتخب السنغالي ارتكب بعض الأخطاء التي يمكن وصفها بالبدائية أو الساذجة، خلال المباريات الماضية، ولكن علينا النظر لوسط الملعب أيضًا فهم شركاء في الدفاع وأخطائه.



لنلقى نظرة على هدف مباراة غينيا الاستوائية في الدور ربع النهائي، الذي جاء من هجمة تواجد فيها  كل لاعبي المنتخب السنغالي داخل وأمام منطقة جزائهم، وبينهم 5 من لاعبي غينيا الاستوائية، واثنان على أقصى يسار الملعب.

الهجمة بدأت من الجانب الأيسر للملعب، مع عودة للظهير والجناح الأيمن للسنغال ضد لاعب غينيا الاستوائية، وهذا توضحه الصورة التالية.

بمتابعة اللعبة، تحرك لاعب غينيا الاستوائية إلى عمق الملعب ويظهر في الصورة التالية مساحة خالية، المساحة الموجودة خلف الحكم فيكتور جوميز.

باستمرار متابعة اللعبة، ظهر اللاعب بابلو جرانت، لاعب وسط منتخب غينيا الاستوائية ليتسلم الكرة في المساحة الخالية، لتمرير الكرة لزميله لتسجيل الهدف.


مباراة بوركينا فاسو، التي تلقى فيها المنتخب السنغالي هدفًا، أظهرت خطأ دعم وسط الملعب للدفاع مرة أخرى.


في بداية هجمة هدف بوركينا فاسو، يظهر بيرتارند تراوري مستحوذًا على الكرة ومراقبًا من شيخ كوياتيه، لاعب وسط منتخب السنغال، ويبدو الوضع الدفاعي لوسط ملعب منتخب السنغال جيدًا إلى هذه اللحظة.

وباستمرار اللقطة، وذهاب الكرة إلى عيسى كابوريه الظهير المنطلق على يمين المنطقة، وفي أقصى يسار الصورة يظهر اللاعب إبراهيما توريه القادم من وسط ملعب بوركينا بدون مراقبة.



كابوريه اختار لعب الكرة عرضية إلى داخل منطقة الجزاء، ولكن للاعب المتقدم من وسط الملعب، وهو إبراهيما توريه بدون مراقبة من وسط ملعب السنغال، وهنا ظهر خطأ الدعم الدفاعي بشكل جلي، إذ توجب على نامباليس ميندي الركض إلى هذه المساحة أمام منطقة الجزاء لتغطية زميله شيخ كوياتيه الذي كان منوطًا بمراقبة بيرتارند تراوري، وهو ما لم يحدث.

وفي اللقطة التالية، يظهر إبراهيما توريه يسدد الكرة بين لاعبي السنغال بأريحية تامة، ودون أي مراقبة أو ضغط من أحد لاعبي السنغال.



الارتداد الدفاعي والمرتدات

اعتماد منتخب السنغال على النقل السريع للكرة، والتدرج من الدفاع للهجوم، يوجب على ظهيري الجنب العودة بسرعة بمجرد افتقاد الفريق للكرة من أجل تغطية المساحة خلفهما، وذلك لإلزام قلبي الدفاع بأماكنهما ومراقبة المهاجمين، دون اللجوء للترحيل والخروج إلى جانبي الملعب لتغطية المساحة خلفهما.



مباراة مالاوي في دور المجموعات، أظهرت في إحدى الهجمات المرتدة تأخر ظهيري الجنب في العودة الدفاعية مع افتقاد الفريق للكرة.



اللقطة التالية من إحدى الهجمات المرتدة لمنتخب مالاوي، التي ظهر فيها مهاجم مالاوي في موقف واحد لواحد مع كاليدو كوليبالي، المدافع الذي اضطر للتحرك على الجانب الأيمن لتغطية المساحة خلف بونا سار الظهير الأيمن، الذي ظهرت عودته متأخرة للدعم الدفاعي، مع وجود لاعب آخر لمنتخب مالاوي على الجانب الآخر للملعب بجوار عبدو ديالو، المدافع الثاني، وتأخر واضح للظهير الأيسر ساليو سيس، ورغم تفوق كوليبالي في الدفاع ضد مهاجم مالاوي، كان من الممكن أن تصل الكرة للاعب المنطلق خلف المدافع الثاني أو دخول حامل الكرة لمنطقة الجزاء.


وفي مباراة غينيا بدور المجموعات، نظم المنتخب الغيني هجمة مرتدة سريعة أنتجت موقف 3 لاعبين  مقابل 2 فقط، بسبب تأخر ارتداد الفريق للدفاع في ركلة ركنية، مع ارتداد لاعبي وسط الملعب للدفاع.



وباستكمال اللعبة، وتمرير الكرة للاعب موريبا داخل منطقة الجزاء، يظهر تقدم لاعب غيني آخر إلى منطقة الجزاء، بدون أي ارتداد دفاعي من لاعبي السنغال، ليصبح الموقف 4 لاعبين مقابل 2 فقط.





متى يجب الضغط على لاعبي السنغال؟

المنتخب السنغالي بامتلاكه الكرة يبدأ عملية توسيع الملعب، بتحرك ظهيري الجنب والمدافعين إلى الأمام من أجل زيادة فرصة الفريق في الخروج بالكرة بشكل صحيح، وكذلك تقدم لاعبي وسط الملعب للأمام من أجل الزيادة العددية للاعبي الفريق في منتصف ملعب الخصم، وتنظيم عملية الضغط المتقدم.



هنا يتوجب على جناحي المنتخب المصري الضغط على ظهيري المنتخب السنغالي، مع تحرك ثنائي وسط الملعب المساندين لمنتخب مصر إلى جانبي الملعب ومراقبة لاعبي الوسط المنطلقين وحماية المساحة خلف الجناحين، لعدم إجبار الظهيرين على التقدم لقطع الكرة وترك مساحة خلفهما للجناح المنطلق.



منتخب مالاوي، قدم مثالًا للتوقيت المناسب في الضغط على دفاع السنغال، في الكرة التالية، والتي بدأوا فيها بالضغط على حامل الكرة على يمين الملعب، ويظهر في اللعبة عملية الترحيل التي يقوم بها السنغاليون.


ويظهر في هذه اللقطة بدء الضغط على الظهير الأيمن المتملك للكرة، من الجناح، وترحيل لاعب الوسط خلفه للحفاظ على فرصه في ارتداد الكرة، مع وجود المهاجم في مساحة كبيرة بين وسط الملعب وقلبي الدفاع.

بعد نجاح لاعب مالاوي في قطع الكرة، مررها إلى المهاجم في المساحة المنشودة بين الوسط والدفاع، لنقل الفريق إلى حالة الهجمة المرتدة واستغلال تقدم وسط ملعب السنغال.



بعد تمرير الكرة، انطلق  الجناح إلى المساحة بين قلب الدفاع والظهير من أجل الوصول إلى مساحة تمكنه من دخول منطقة الجزاء والانفراد بالحارس حال وصول الكرة إليه، ويظهر في اللقطة تقدم أحد لاعبي وسط الملعب من أجل زيادة فرص الفريق في تهديد المرمى.