رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

توقف عن السذاجة.. أخطاء يجب على كيروش تجنبها للفوز على غينيا بيساو

كارلوس كيروش
كارلوس كيروش

يستعد المنتخب الوطني، لخوض ثاني مواجهاته في بطولة كأس أمم إفريقيا، اليوم، عندما يلتقي نظيره منتخب غينيا بيساو، في التاسعة مساءً، على ملعب رومدي أديجا، بمدينة جاروا الكاميرونية.



وتلقى منتخبنا الخسارة في أولى مبارياته ضد منتخب نيجيريا، في مباراة الجولة الأولى بهدف دون رد، وأظهرت المباراة وقوع كارلوس كيروش، المدير الفني للمنتخب في العديد من الأخطاء الفنية سواء على مستوى التشكيل أو البدلاء.



ويرصد «الكابتن» أخطاء يجب على كارلوس كيروش، تجنبها في مباراة اليوم، لتفادي تعرض المنتخب للخسارة الثانية على التوالي.


مصطفى محمد وصلاح ليسا رونالدو وميسي


أكبر الأخطاء التي وقع فيها كارلوس كيروش، في المباراة الماضية ضد نيجيريا، هي الاعتماد على مبادلة المراكز بين محمد صلاح ومصطفى محمد، فلعب الأخير بمركز الجناح الأيمن، فيما دخل الأول لعمق الملعب كمهاجم صريح.


ولم ينجح المنتخب الوطني في تهديد مرمى نيجيريا خلال أغلب فترات المباراة، وظهر ذلك بشكل صريح في أكثر من مرة حاول فيها لاعبو وسط المنتخب الخروج بالكرة من الدفاع للهجوم، ومع دفاع نيجيريا المتقدم لجأوا للكرات الطولية التي لم تجد مصطفى محمد، بالإضافة إلى خسارة مجهودات محمد صلاح بسبب تضييق المساحات عليه من قبل مدافعي نيجيريا، وفرض مراقبة لصيقة عليه من أكثر من لاعب.


وأراد كيروش بهذه الخطة، تنفيذ خدعة لدفاعات منتخب نيجيريا يتحرك من خلالها هجوم منتخبنا إلى عمق منطقة الجزاء، سواء بدخول مصطفى محمد أو عمر مرموش من جانبي الملعب، لكنه أخطأ باختيار الثلاثي لهذه الأدوار، فمحمد صلاح، ليس مهاجمًا صريحًا، هو جناح هداف يجيد التحرك والدخول إلى عمق الملعب ولكن من موقعه كجناح يتحرك بضعة أمتار عرضية للحصول على فرصة للتسديد أو صناعة فرصة لأحد زملائه.


أما مصطفى محمد، فهو مهاجم صريح، الكرات الطولية والصراعات الثنائية وتسجيل الأهداف أهم مميزاته الكروية، فهو ليس لاعبًا تكتيكيًا تطلب منه التحرك للجناح ثم العودة لعمق الملعب وتسجيل الأهداف، فقط ضع مصطفى أمام المرمى وامنحه الكرة، هو يعرف جيدًا ما سيفعله.


يجب على كيروش أن يدرك أن مصطفى محمد ليس كريستيانو رونالدو، ومحمد صلاح ليس ليونيل ميسي، ليتنقلا بين مركزي الجناح والمهاجم ويسجلا الأهداف، وأنه يجب عليه أن يضع كلًا منهما في مكانه الأصلي، حتى ميسي عندما طلب منه جوارديولا لأول مرة أن يلعب في مركز المهاجم كان مرتبكًا ولم يكن يعلم ماذا سيفعل في اليوم التالي، لكنه ميسي وبجواره صامويل إيتو وتيري هينري، نعم صلاح من الأفضل في العالم حاليًا ولكنه ليس مثل ليونيل ميسي ومصطفى محمد ليس رونالدو ولا حتى إيتو ليتنقل بين الجناح والمهاجم.


ثلاثية وسط الملعب


المباريات الماضية منذ تولي كيروش لمهمة تدريب الفراعنة، واعتماده على 3 لاعبين في وسط الملعب، بخطة الـ«4-3-3» والاعتماد على لاعب وسط ملعب دفاعي، وأمامه ثنائي مساندين يميل كل منهما للعب على جانب من جانبي الملعب، وتقديم الدعم الهجومي بالخروج على الجناح، وكذلك الدفاع في حالة تقدم الظهير.

حتى الآن، لم ينجح كيروش في الوصول للثلاثي المناسب لهذه الخطة، فأدوار لاعبي الوسط في الـ«4-3-3» مركبة وتحتاج لاعبين ذوي قدرات بدنية وفنية خاصة، بالإضافة إلى أن كل أندية الدوري المصري، بما فيها الأهلي والزمالك، لم تقدم على اللعب بثلاثة لاعبين في وسط الملعب منذ فترة ليست بالقليلة.



ولم ينجح المنتخب في المباراة الماضية ضد نيجيريا في أي اختبار من اختبارات لاعبي وسط الملعب، إذ ظهرنا بشكل سيئ على مستوى الدفاع من وسط الملعب، كما أن الهدف الذي تلقته شباكنا جاء من خطأ يتحمل جزء منه وسط الملعب، لعدم وجود لاعب أمام منطقة الجزاء لغلق المساحة أمام لاعب الخصم القادم من الخلف.

 

لماذا «4-4-2» الأفضل؟


اللعب بطريقة «4-4-2»، يمنح المنتخب المصري العديد من المزايا الهجومية، والاستفادة من اللعب بثنائية محمد شريف ومصطفى محمد، في العمق، بالاعتماد على تحركات الثنائي داخل منطقة الجزاء، وفي المساحة أمامها لسحب أحد المدافعين معه، ومنح مصطفى الفرصة للدخول إلى عمق الملعب، واستغلال المساحة التي خلفتها تحركات شريف لصناعة الخطورة على مرمى الخصم، وتسجيل الأهداف.


كما أن تلك الخطة، ستمنح لاعبينا زيادة عددية في مرحلة تملكهم للكرة في وسط ملعب الخصم، وكذلك ستفيد المنتخب على مستوى ديناميكية الحركة بين لاعبي الخط الأمامي، وخاصة محمد شريف ومحمد صلاح، في أوقات معينة من المباراة، لإرباك الخصم واستغلال الثغرات في دفاعه.



أما على مستوى وسط الملعب، سيتواجد عمرو السولية، كلاعب وسط مساند، بجوار واحد من الثنائي حمدي فتحي، أو النني، وإن كان الأول هو الاختيار الأمثل لامتيازه في تقديم الأدوار الدفاعية وقطع الكرات بشكل أفضل من النني، الذي يجيد بشكل أكبر التحرك في الملعب، واستغلال المساحات بالحصول على الكرة والخروج بها من وسط الملعب، وعلى الجناح الأيسر اللعب بأحمد سيد زيزو، أو عمر مرموش ثم الدفع بزيزو في الشوط الثاني، ويمينًا محمد صلاح.


زيزو هو أفضل أجنحة المنتخب المصري تقديمًا للأدوار الدفاعية، وهنا يستطيع كيروش الاستفادة منه في عودته لتقديم الدعم الدفاعي لأيمن أشرف وبجوارهم حمدي فتحي، ثم يميل عمرو السولية، ناحية محمد صلاح، الجناح الأيمن، لتغطية المساحة خلفه، خاصة لأن صلاح لا يقدم الأدوار الدفاعية بشكل جيد مع المنتخب.