رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

فرصة ثانية.. كيف يصوب كيروش مسار «الفراعنة» فى موقعة غينيا بيساو؟

كارلوس كيروش
كارلوس كيروش

بعد حالة جدل واسعة وثورة غضب جماهيرية تلت خسارة منتخبنا أمام نيجيريا، فى افتتاح مباريات «الفراعنة» ببطولة أمم إفريقيا، يسعى البرتغالى كارلوس كيروش، المدير الفنى، لتصويب المسار، فى اختبار لن يكون سهلًا أمام غينيا بيساو، فى التاسعة مساء اليوم.

ورغم الفوارق والفجوات الكبيرة بين إمكانات غينيا بيساو مقارنة بلاعبى المنتخب الوطنى، على المستويين الجماعى والفردى، تحاصرنا مخاوف عديدة، بعدما فقد الرأى العام، وربما بعض اللاعبين، الثقة فى مدربنا، ومن هنا تأتى صعوبة هذه المباراة.

إذا أردنا العودة الليلة، وهو الأمر الأقرب للحدوث والأكثر واقعية، على «كيروش» بداية أن يتخلى عن فلسفة التعالى، وعدم التعامل مع اللاعبين كونهم مجموعة صبية يخطون أولى خطواتهم فى سنة أولى ناشئين.

لا مجال للتجربة، ولا مجال للمقامرة، ولا مجال لإعادة اكتشاف أدوار ومراكز لاعبين من المفترض أنهم أصحاب خبرات طويلة، ويشهد لهم العالم بما يقدمونه فى مراكزهم الطبيعية.

يجب عودة «صلاح» إلى مركز الجناح الأيمن، مع تحريره كليًا فى عملية الحركة كنصف جناح على الطرف الأيمن، ونصف مهاجم فى العمق، مثلما يحدث تمامًا مع ليفربول.

مصطفى محمد أيضًا يجب أن يعود إلى مركزه الطبيعى كمهاجم صريح، وعلى «كيروش» أن يؤمن بأن نجم جالاتا سراى هو آخر مهاجم فى العالم يمكنه لعب أدوار آخرى غير مهاجم الصندوق.

لا أحد يشكك فى قدرات مهاجم الزمالك السابق كهداف يستغل أنصاف الفرص، ويفوز بالالتحامات البدنية والصراعات الثنائية، لكن ربما تجد شبه اتفاق أن هذا اللاعب حينما يعود للخلف، يكون اختفاؤه أخف ضررًا من تملكه الكرة، لأنه ليس اللاعب المهارى القادر على التصرف فى مناطق بعيدة عن المرمى.

كذلك تحتاج مباراة الليلة جرأة أكبر ومبادرة منذ اللحظة الأولى، وهذا يتطلب الرهان على الأوراق الهجومية من البداية.

أمام نيجيريا شاهدنا خوفًا يصل إلى درجة الجُبن، ولعب «كيروش» بلاعبى قلب دفاعى كظهيرين، هما أيمن أشرف ومحمد عبدالمنعم، ما أسهم فى تراجع كلى للوراء، ومع ذلك تفوقت نيجيريا عبر الأطراف.

اليوم سنكون أمام منتخب أقل، وربما تجده يميل إلى التكتل والعودة للوراء، وهنا أنت بحاجة إلى لاعبين «خلاقين» قادرين على فك التكتل والتقدم بالكرة.

هنا على البرتغالى البدء باللاعب عمر كمال فى مركز الظهير الأيمن، ومنحه حرية كبيرة فى التقدم، خاصة حينما يميل «صلاح» إلى العمق، من أجل خلق حلول هجومية إضافية.

ومن أهم الأمور التى يجب أن ينتبه إليها «كيروش» أيضًا هو تجنب البدء بثنائية محمد الننى وحمدى فتحى، فواحد منهما فى مركز 6 أو الارتكاز الدفاعى كافٍ.

البدء بـ«حمدى» وحده أفضل سيناريو ممكن، وإذا كان البرتغالى مولعًا باسم أرسنال الذى يلعب له «الننى»، يلعب مكانه وليس أمامه، لأن الأخير لا يجيد فى مركز 8 ويكون سيئًا للغاية حينما تطلب منه التقدم وتسلم الكرة بظهره للملعب فى الثلث الأخير، عوضًا عن أنه لا يمتلك حلًا فرديًا، ولا تجده يبادر فى اقتحام مناطق الخصم.

أحمد سيد «زيزو» هو الحل الأمثل فى مركز 8، إذا كان «كيروش» مُصرًا على نفس الطريقة التى يلعب بها «4-3-3»، لأنه أقرب إلى المحور المرن القادر على أداء الأدوار المزدوجة فى كل شىء.

فـ«زيزو» بمقدوره أن يدافع جيدًا ويهاجم جيدًا، ويلعب فى العمق ويلعب على الطرف، وهذا سيمنحنا جبهة قوية جدًا هجوميًا، بتبادل الأدوار بينه و«صلاح» وعمر كمال فى الجهة اليمنى، وكذلك سيعفى نجم ليفربول من الدفاع حينما يعود للعب أمام عمر كمال وقت فقدان الكرة.

فى الجهة المقابلة لـ«زيزو» نأمل بأن يكون عمرو السولية جاهزًا، فنحن بأمس الحاجة إلى وجوده، لأنه محور الوسط الوحيد فى الكرة المصرية القادر على دخول مناطق الخصم، ونحن بحاجة ملحة لهذه الأدوار أمام خصم من المفترض أنه سيتكتل لمحاولة منعنا من التسجيل.

فيما يتعلق بـ«غينيا بيساو»، فإنه فريق يمتلك الدافع والقوة البدنية، وإذا لم تباغته وتسجل مبكرًا فإنه قادر على سرقتك، لأن لديه مجموعة كبيرة من اللاعبين الذين يلعبون فى دوريات أوروبية ولديهم الطموح.

الفريق قادر على صناعة الفرص عبر التحولات والسرعات الكبيرة التى يتميز بها، لكنه إذا قرر البناء من الخلف واستحوذ على الكرة، سيترك لك مساحات شاسعة، وهنا علينا استغلالها بسرعة التمرير لـ«صلاح» و«مرموش» فى المساحات.