رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزمة «الكاميرون 2021» ليست الأخيرة.. مشاكل أحاطت بتنظيم النسخ السابقة لبطولات أمم إفريقيا

حفل افتتاح كأس أمم
حفل افتتاح كأس أمم إفريقيا 2013

أسدل الستار مؤخرًا، على أزمة تنظيم نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2021 بالكاميرون، والتي شغلت الأوساط الكروية في القارة السمراء والعالم بأسره.

وكانت اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، قد صادقت، أول أمس الأربعاء، على إقامة كأس أمم إفريقيا المقبلة في موعدها المحدد سلفًا من 9 يناير وحتي 6 فبراير المقبل، رغم الضغوطات التي تعرض لها "كاف" من جانب الاتحاد الدولي ورابطة الأندية الأوروبية من أجل تأجيل البطولة إلى موعد آخر لأسباب من بينها المخاوف من وباء "كورونا".


أزمة «الكاميرون 2021» لم تكن الأخيرة في تاريخ بطولات كأس الأمم الإفريقية، حيث شهدت النسخ السابقة، مشاكل عدة فيما يخص تنظيم الحدث الأهم والأعرق في تاريخ كرة القدم في القارة السمراء.


ويستعرض "الكابتن" أبرز المشاكل التي صاحبت عملية تنظيم بطولات كأس أمم إفريقيا خلال السنوات الماضية.

أمم إفريقيا 1988

كان مقررًا أن تستضيف زامبيا، النسخة السادسة عشرة لبطولة كأس الأمم الإفريقية عام 1988، إلا أنها انسحبت من تنظيم البطولة، في ديسمبر عام 1986 لأسباب مالية، ليقرر بعدها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، منح الجزائر شرف تنظيم البطولة، التي وافقت على استضافة الحدث القاري الكبير.

وفي فبراير عام 1987، ألغى الاتحاد الإفريقي قراره بمنح الجزائر شرف استضافة كأس الأمم، بعد خلاف مع الاتحاد الجزائري، الذي احتج آنذاك على قرار "كاف" بإعادة مباراة الذهاب في تصفيات إفريقيا المؤهلة إلى دورة الألعاب الإفريقية 1987 أمام منتخب تونس، والتي كانت قد انتهت بفوز "الخضر" بهدفين دون رد.

واحتج الاتحاد التونسي، وقتها على استعانة الجزائر، باثنين من اللاعبين المحترفين، وهما رابح ماجر، وشريف وجاني، ليقرر بعدها "كاف" قبول احتجاج تونس، الأمر الذي قوبل بالرفض من جانب الجزائر، التي قررت الانسحاب من التصفيات، ليتبعها قرار من "كاف" بسحب تنظيم أمم إفريقيا منها.

وبعدها، قرر الاتحاد الإفريقي، منح المغرب، شرف تنظيم أمم إفريقيا 1988.



أمم إفريقيا 1994

كان مقررًا أن تستضيف زائير، النسخة التاسعة عشرة لكأس الأمم الإفريقية 1994، إلا أنها انسحبت ليقرر "كاف" بعدها منح تونس شرف تنظيم البطولة.



أمم إفريقيا 1998

كان مقررًا أن تستضيف كينيا، النسخة الواحدة والعشرين لكأس الأمم الإفريقية 1998، إلا أنها انسحبت من التنظيم، ليقرر "كاف" بعدها منح جنوب إفريقيا شرف استضافة البطولة.



أمم إفريقيا 2013

كان مقررًا أن تقام النسخة التاسعة والعشرين لكأس أمم إفريقيا عام 2014، إلا أن الاتحاد الإفريقي، قرر إقامة بطولات كأس الأمم، في السنوات الفردية بدلًا من الزوجية، لتفادي إقامتها في نفس العام الذي تقام فيه نهائيات كأس العالم، لتقام تلك النسخة عام 2013، أي بعد عام واحد من نسخة عام 2012 التي استضافتها غينيا الإستوائية والجابون.

وكان المكتب التنفيذي لـ "كاف" قد قرر في الرابع من سبتمبر عام 2006، منح ليبيا، شرف استضافة النسخة التاسعة والعشرين للبطولة، إلا أنها بسبب اندلاع الثورة الليبية في فبراير من عام 2011، واستمرار تردي الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد، قرر "كاف" في اجتماع لجنته التنفيذية في سبتمبر 2011، إجراء عملية تبادلية لتمنح جنوب إفريقيا، شرف تنظيم نسخة عام 2013، على أن تستضيف ليبيا نسخة عام 2017.



أمم إفريقيا 2015

قرر "كاف" في اجتماع لجنته التنفيذية في يناير عام 2011، التي أقيمت على هامش مباراة كأس السوبر الإفريقي، بين مازيمبي الكونغولي والفتح الرباطي المغربي، منح المغرب شرف استضافة النسخة الثلاثين لكأس أمم إفريقيا 2015، بعد منافسة على جنوب إفريقيا، التي حصلت آنذاك على تنظيم النسخة التي تليها في عام 2017.

في أكتوبر عام 2014 ، طلبت الحكومة المغربية، من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، تأجيل البطولة بسبب انتشار وباء "إيبولا" في دول غرب إفريقيا. وبعد مناقشة الأمر في اجتماع اللجنة التنفيذية في 2 نوفمبر 2014، قرر "كاف" إقامة البطولة في موعدها المحدد من قبل (من 17 يناير إلى 8 فبراير)، في الوقت الذي طلب فيه توضيحًا من الاتحاد المغربي لكرة القدم، عما إذا كانوا لا يزالون يرغبون في استضافة البطولة. 

وفي الثامن من نوفمبر من العام ذاته، فشلت المغرب في الوفاء بهذا الموعد النهائي، لتأكيد أنه سيستضيف البطولة. ولكن بعد ثلاثة أيام، أكد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بعد اجتماع للجنة الطوارىء، أن المغرب لن يتمكن من استضافة البطولة، على أن يتم اختيار مضيف جديد من قائمة الدول التي أعربت عن اهتمامها بتنظين الحدث القاري الكبير.

كما قرر "كاف" استبعاد منتخب المغرب، من المشاركة في البطولة، وهو الذي كان قد تأهل إلى النهائيات بصفته الفريق المضيف، وذلك بعد إخلال الاتحاد المغربي، بالعقد الموقع لاستضافة البطولة، في أبريل 2014.
 
وقال محمد أوزين، وزير الرياضة المغربي، في ذلك الوقت، إن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم اتهم زورًا بلاده بـ "رفض" استضافة البطولة في الوقت الذي طالبت فيه بتأجيلها فقط، مبررًا طلبه بإن منظمة الصحة العالمية تمنح كل دولة الحق في حماية مواطنيها.

ورفضت كل من مصر وغانا وجنوب إفريقيا والسودان استضافة البطولة، في الوقت الذي تم فيه الحديث عن أنجولا (الدولة المضيفة لنسخة 2010 )، كبديل محتمل بسبب الملاعب والبنية التحتية الموجودة في البلاد، إلا أن الاتحاد الأنجولي لكرة القدم، أكد عدم إمكانية ذلك، كون أن الميزانية الحكومية الجديدة لم تتضمن أي استضافة أي بطولات.

في 14 نوفمبر 2014، أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أن غينيا الاستوائية ستستضيف نسخة 2015 لكأس أمم إفريقيا.





في 6 فبراير 2015، أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، منع المغرب من المشاركة في بطولتي كأس الأمم الأفريقية في النسختين التاليتين، مع غرامة قدرها مليون دولار أمريكي، بالإضافة إلى المطالبة بتعويض قدره 9 ملايين دولار أمريكي، قبل أن يتم إلغاء القرار في وقت لاحق من قبل محكمة التحكيم الرياضية.

أمم إفريقيا 2017

كان مقررًا أن تستضيف جنوب إفريقيا، النسخة الحادية والثلاثين من كأس الأمم الإفريقية والتي أقيمت عام 2017.

ولكن "كاف"، قرر في اجتماع لجنته التنفيذية في سبتمبر 2011، إجراء عملية تبادلية لتمنح جنوب إفريقيا، شرف تنظيم نسخة عام 2013، على أن تستضيف ليبيا نسخة عام 2017، بسبب الظروف السياسية التي كانت تمر بها في ذلك الوقت.

ولكن مع استمرار تردي الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا، قرر "كاف" سحب تنظيم كأس أمم إفريقيا منها، في أغسطس عام 2014، وفتح باب التقدم للدول الراغبة في استضافة البطولة، في موعد أقصاه 30 سبتمبر من العام ذاته.

تقدمت أربع دول بملفاتها من أجل استضافة تلك النسخة، وهى الجابون والجزائر وغانا ومصر، قبل أن تقرر الانسحاب من السباق.

وأعلن عيسى حياتو، الرئيس السابق للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، في الثامن من أبريل عام 2015، حصول  الجابون على شرف تنظيم أمم إفريقيا 2017، بعد منافسة مع الجزائر.

وحصلت الجابون، على تسعة أصوات، مقابل 4 أصوات للجزائر، بينما لم تحصل غانا على أي صوت.



أمم إفريقيا 2019

قرر المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، في اجتماعه الذي عقد في 20 سبتمبر عام 2014، منح الكاميرون شرف استضافة أمم إفريقيا 2019، مع منح كوت ديفوار، شرف استضافة نسخة 2021، بينما تم منح غينيا شرف استضافة نسخة عام 2023.

وفي 30 نوفمبر من عام 2018، قرر "كاف" خلال اجتماع لجنته التنفيذية التي أقيمت بالعاصمة الغانية أكرا، سحب تنظيم نسخة عام 2019 من الكاميرون، بسبب عدم قدرتها على الوفاء بتعهداتها بإنهاء كافة الأعمال والملاعب اللازمة لاستضافة البطولة، في الموعد المتفق عليه، مع إعطاء وعود للكاميرون، باستضافة النسخة التالية في عام 2021.

وأعلن"كاف" فتح باب التقدم للدول الراغبة في الاستضافة، حتي موعد أقصاه 14 ديسمبر من نفس العام.

وتقدمت كل من مصر وجنوب إفريقيا، بملفاتها لـ"كاف" من أجل استضافة الحدث القاري الكبير.

وفي اجتماع اللجنة التنفيذية الذي عقد في العاصمة السنغالية داكار، في الثامن من يناير عام 2019، قرر "كاف" منح مصر، شرف استضافة النسخة الثانية والثلاثين للبطولة.



وحصلت مصر على 16 صوتًا مقابل صوت وحيد لجنوب إفريقيا، بينما امتنعت دولة واحدة عن التصويت.

وأجرى "كاف" تعديلات في المواعيد الزمنية لبطولات أمم إفريقيا، حيث ستستضيف الكاميرون، نسخة عام 2021، بينما ستحتضن كوت ديفوار، نسخة عام 2023، على أن تستضيف غينيا، نسخة عام 2025.