رالف رانجنيك.. بروفيسور يعزف موسيقى الروك بمسرح الأحلام
«الضغط المضاد، هو أفضل صانع ألعاب في العالم، عندما تستعيد الكرة وأنت قريب من المرمى فأنت على بعد تمريرة واحدة فقط من خلق فرصة جيدة، ولا يوجد صانع ألعاب في العالم بإمكانه أن يكون جيدًا مثل الضغط المضاد». يورجن كلوب لـ«سكاي سبورتس».
إدارة نادي مانشستر يونايتد أعلنت الأسبوع الماضي، تعاقدها مع رالف رانجنيك، المدير الرياضي لفريق لوكوموتيف موسكو، ليتولى منصب المدير الفني المؤقت للفريق، مع انتقاله لتولي منصب استشاري لمدة عامين بإدارة النادي.
ماهو أسلوب الـ«الضغط المضاد»؟ وهل ينوي رانجنيك تطبيق فلسفته والتخلي عن رونالدو؟ وكيف يلعب مانشستر يونايتد تحت إمرته؟ ومن المستفيدون والخاسرون من قدومه لأولد ترافورد؟ أسئلة نجيب عنها في التقرير الآتي.
ماهو الضغط المضاد؟ وكيف ينجح في خنق الخصوم؟
جوهر فلسفة الضغط المعاكس ليس في تواجد لاعبيك في منطقة جزاء الخصم والضغط عليه، ولكن عليهم فعل ذلك بتركيز وحماس خاصة وقت امتلاك الخصم للكرة.
وهذه الخطة تلزم خط الهجوم بالكثير من الركض وإغلاق المساحات وزوايا التمرير على المدافعين بسرعة من أجل إجبارهم على الوقوع في الأخطاء أثناء محاولة الخروج بالكرة من الخلف.
عملية الضغط المكثف يجب أن تكون منظمة وتستهدف النقطة الأضعف في خط دفاع الخصم، والتي يمكن قطع الكرة منها وتحويل اللعب إلى هجمة خطرة.
كيف ينسق الضغط المضاد؟
يجب على لاعبي الفريق الذي يطبق عملية الضغط المعاكس أو المضاد، أن يمتلك لاعبو فريقك القدر الكافي من الذكاء الذي يجعلهم قادرين على اختيار الوقت المثالي للضغط أو الرجوع للخلف، كما يجب على ثلاثي الهجوم أن يملكوا القدر الكافي من السرعة والقوة البدنية، بالإضافة إلى الإبداع الذي يأتي دوره بعد قطع الكرة في عملية إنهاء الهجمات.
عملية الضغط المضاد لا تتم فقط من خلال الخط الأمامي،
ولكن يتوجب على خطي الوسط والدفاع، التقارب مع زملائهم في الهجوم، والمساعدة في
تضييق الخناق على الخصم، وفصل خطوطه عن بعضها من أجل إيجاد الثغرة التي يسترجع من
خلالها الفريق الكرة.
رالف رانجنيك.. أن تعزف موسيقى الروك في ليالي مانشستر الحزينة
«حسنًا الأمر بسيط جدًا؛ الضغط العالي المضاد، هو أسلوب استباقي في كرة القدم، مشابه لما قدمه بروسيا دورتموند وليفربول تحت قيادة يورجن كلوب؛ نحن نحب أن نلعب بالضغط العالي، مع ضغط معاكس مكثف، وعندما نملك الكرة لا نمرر للخلف، إنه سريع واستباقي وهجومي، الهجوم المضاد والضغط المضاد، أسلوب مثير وممتع في كرة القدم».
هكذا عبر رالف رانجنيك، عن أسلوبه في كرة القدم في تصريحات سابقة لشبكة «إي إ س بي إن» الأمريكية.
ويفضل رانجنيك أن يكون فريقه المسيطر على المباراة طوال الوقت، يضغط على الخصم ويحرمه من عملية الخروج بالكرة، مع تقارب بين الخطوط من أجل زيادة الضغط على الخصم، وتفكيك الترابط بين خطوطه.
فلسفة رانجنيك تعتمد على حارس المرمى كأحد العناصر المهمة لخروج الفريق بالكرة، والاستناد إليه في حالة تعرض الدفاع للضغط، ولكنه يفضل اللعب بالكرة للأمام والتقليل من التمريرات للخلف.
أسلوب لعب رانجنيك يفضل الاعتماد على لاعبين لديهم القدرة على تمرير الكرة أرضًا وخاصة لاعبي خط الدفاع، بالإضافة إلى أهمية امتلاك لاعبين يجيدون التحرك بين خطوط الخصم والتمرير السريع ناحية المرمى.
وعلى جانب الضغط، فإن رانجنيك يفضل أن يملك فريقه لاعبين ذوي معدلات سنية صغيرة، لامتلاكهم القدرات البدنية الوافرة والتي تعتبر المتطلب الأساسي لتطبيق خطة الضغط المضاد على الخصم، وخاصة لدى ثلاثي الخط الهجومي.
وكذلك تحتاج خطة رانجنيك إلى امتلاك الفريق للاعبي وسط ملعب لديهم الشراسة في استخلاص الكرة من الخصم، والقدرة على نقل الفريق من حالته الدفاعية للهجومية بشكل سريع.
كما يمتاز أسلوب رانجنيك بالتنوع الهجومي، وهو الاعتماد على أكثر من طريقة للوصول لمرمى الخصم، وكذلك مرونة الحركة بين الخط الهجومي للفريق، لإحداث ثغرات في دفاع الفريق المنافس.
كيف يلعب مانشستر يونايتد مع رانجنيك؟
رالف رانجنيك ليس من نوعية المدربين الذين يؤمنون بخطة واحدة ويحاولون تطويع كل الفرق التي يتولونها على متطلباتها، بل يتعامل مع الفريق بالشكل الذي يراه مناسبًا لقدرات لاعبيه.
وهنا تأتي الخطة الأفضل لوضع مانشستر يونايتد الحالي، وهي اللعب بالـ«4-3-3»، والاعتماد على رباعي الخط الخلفي كما هو، ووضع سكوت ماكتومناي في مركز وسط الملعب الدفاعي، وأمامه الثنائي دوني فان دي بيك، وبرونو فيرنانديز، كلاعبي وسط مساندين.
أما الثلاثي الهجومي، فالمتوقع إلى الآن، أن يعتمد على جادون سانشو، وماركوس راشفورد على الجناحين، ووضع كريستيانو رونالدو في مركز المهاجم الصريح، وهو ما قد يتغير حال لم يقدم النجم البرتغالي الأدوار التي ستسند إليه من مدربه وقت فقد الفريق للكرة.
وسيعتمد رانجنيك في وسط الملعب على انطلاقات برونو فيرنانديز وفان دي بيك وتحركاتهما في المساحة خلف وسط ملعب الخصوم في عملية نقل الفريق للحالة الهجومية، وكذلك السيطرة على الكرة الثانية، أي ارتداد الكرة من دفاع الخصم في حالة الهجوم، وامتلاك سانشو وراشفورد للمهارة والسرعة في الانطلاقات على جانبي الملعب، وكذلك ديناميكية الحركة بين الثلاثي الهجومي وتبادل الأدوار وامتلاكهم لمهارة التسديد من خارج منطقة الجزاء.
أما في الحالة الدفاعية، فسيبدأ رانجنيك بالضغط على الخصم وقت فقد فريقه للكرة، ومحاولة خنق الخصم في وسط ملعبه وحرمانه من بناء الهجمة بشكل صحيح، وحال نجاح خروج الخصم بالهجمة، ينتقل إلى العملية الثانية وهي الاعتماد على غلق المساحات بين خطوطه وتقليل فرص الخصم في الوصول للمرمى بالتمركز الصحيح، وتنظيم تحركات اللاعبين على أرض الملعب.
هل ينوي رانجنيك التخلي عن كريستيانو رونالدو؟
إدارة مانشستر يونايتد استقدمت كريستيانو رونالدو، مطلع الموسم الجاري، في صفقة
انتقال حر من يوفنتوس، وشارك حتى الآن في 16 مباراة وسجل 10 أهداف وصنع 2.
في يناير الماضي، كان رانجنيك على مقربة من تولي تدريب نادي ميلان الإيطالي، ولكنه أوقف
المفاوضات بسبب تعاقد النادي مع زلاتان إبراهيموفيتش، صاحب الـ38 عامًا، وذلك لأن
الرجل الألماني لا يفضل اللعب بمهاجم لا يقدم أدوار الضغط على الخصوم ولا يركض
بالشكل الكافي، وفقًا لرؤيته، بالإضافة إلى أن اللاعبين في أعمار متقدمة تتزايد
فرصهم في الإصابات وهو مايؤثر بشكل سلبي على الفريق، خاصة إن كان هذا اللاعب هو
المهاجم الأساسي للفريق.
في مباراة تشيلسي الماضية، أجلس مايكل كاريك، المدير الفني لمانشستر يونايتد لحين وصول رانجنيك، رونالدو على دكة البدلاء، لتخرج الصحافة وقتها وتتحدث عن أن جلوس رونالدو
كان بطلب شخصي من رانجنيك، ولكن هذا ما نفاه كاريك بنفسه وأوضح أنه كان اختياره
الشخصي.
لا يمكن لأحد الجزم بموقف رونالدو من المشاركة في تشكيل رانجنيك، ولكن ما يمكن
الحديث عنه فعلًا، هو أن النجم البرتغالي بصدد تحدٍ جديد، وعليه أن يثبت قدراته
للرجل الألماني، ويقدم أدوار الضغط على دفاع الخصوم، والركض لمسافات أكبر في وسط
ملعب الخصم من أجل زيادة فرص فريقه في استرجاع الكرة، وكذلك للحفاظ على حظوظه في
المشاركة أساسيًا خاصة أن المنافسة في الخط الهجومي ستكون ضروسة في ظل وجود أكثر
من لاعب بإمكانهم تقديم الأدوار التي يتطلبها راينيك كما يريد.
من المستفيدون والخاسرون من وجوده؟
أكبر المستفيدين من وجود رالف رانجنيك هم اللاعبين أصحاب المعدلات العمرية الصغيرة،
أمثال راشفورد، وسانشو، وجرينود، وماكتومناي، لأنه سيساعدهم في تطوير مستواهم،
وكذلك سيصبحون القوام الأساسي للفريق في وجوده، وذلك بالإضافة إلى دوني فان دي بيك
وبرونو فيرنانديز.
أما أكبر الخاسرين، سيكون بول بوجبا، والذي لا يفضل الركض كثيرًا في المباريات،
وكذلك لا يقدم الأدوار الدفاعية بشكل صحيح، وكذلك فريد الذي يفتقر لمهارة التمرير
تحت ضغط الخصوم، وربما يلحق بهم هاري ماجواير حال استمرار انحدار مستواه وتكرر
أخطائه الساذجة، وأيضًا كريستيانو رونالدو حال رفضه الخضوع لتعليمات مديره الفني
الجديد.