رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذكرى نهائي القرن.. هل انتهت كرة القدم بين الأهلي والزمالك؟

الأهلي
الأهلي

في مثل هذا اليوم، السابع والعشرين من نوفمبر، تحل الذكرى السنوية الأولى، على تتويج النادي الأهلي ببطولة دوري أبطال أفريقيا للمرة التاسعة في تاريخه.

“تماس للمعلول، كورة لـ على، 86 دقيقة، الإكسترا تايم قريب ولكن احذروا الـK.O احذروا الـK.O، ترجع الكورة بالرأس، القاضية ممكن، القاضية ممكن.. شاط الكورة وجوووووووووووووول القاضية ممكن، القاضية ممكن، القاضية ممكن” هو تعليق لن ينساه الجمهور الأهلاوي، تعليق المعلق التونسي الشهير عصام الشوالي على الهدف الأغلى في تاريخ النادي الأهلي، هدف قادهم لتخليد يوم 27 نوفمبر كذكرى للحدث الأعظم لكل مشجع أهلاوي.

تُوج النادي الأهلي باللقب القاري للمرة التاسعة، ولكنها البطولة الأغلى لكل مشجع.. لماذا؟ لأنها جاءت على حساب الغريم التقليدي نادي الزمالك، بطولة لن ينسى مشجعو الأهلي أبسط التفاصيل فيها، وصولًا لتعليق الشوالي على الهدف، الذي وضعه بعض المشجعين بالفعل كنغمات على هواتفهم المحمولة.

كان مُقدرًا للكرة المصرية منذ عام تقريبًا، أن تشهد نهائي القرن، وأقوى مباراة في تاريخها، بين الأهلي والزمالك لكتابة تاريخ جديد، لحسم هوية المسيطر على اللعبة في مصر وأفريقيا لسنوات، وأخيرًا تحقيق لقب بطولة دوري الأبطال.. البطولة واللقب كانت آخر الآشياء التي سيحققها الفريق المنتصر، فالمجد والهيمنة والتاريخ.. كل ذلك كان سيظفر به الفريق المنتصر قبل تحقيق اللقب.

ما يميز نهائي القرن هو كل تفصيلة به، بداية من ظروف فيروس كورونا، والتي كانت ربما تُنهي البطولة قبل لعب مباريات نصف النهائي، لرحيل فايلر من تدريب الأهلي، وأزمة مجلس إدارة نادي الزمالك، ومن ثم  قبل المباراة وإصابة عدد من لاعبي الفريقين بالفيروس المتفشي، ومن ثم المباراة ذاتها .. المباراة التي علقت قلوب كل مشجع أهلاوي وزملكاوي بين آمل ودعاء، حتى انطلاق صافرة النهاية من حكم المباراة مصطفى غربال.. صافرة النهاية التي كتبت أجمل نهاية للقلعة الحمراء، ونهاية لم يتمناها أي مشجع للنادي الملكي لأنه كان يعرف أن تعويض تلك الهزيمة ستحتاج لسنوات.

هل انتهت كرة القدم بين الأهلي والزمالك في 27 نوفمبر؟ 

الانتصار أكد للمشجع الأهلاوي هيمنة ناديه على عرش القارة الأفريقية والكرة المصرية، النهائي الأول بين فريقين من نفس البلد، حسمه الأهلي على حساب الزمالك، الانتصار منح ذلك الجيل من اللاعبين فرصة للاستمرار والنجاة، بل وفرصة للهيمنة والسيطرة على القارة، وتنصيب أنفسهم كواحد من أفضل الأجيال في تاريخ النادي الأهلي، أعطت الفرصة لمحمد مجدي أفشة ليصبح معشوق الجمهور الأهلاوي، أعطت فرصة جديدة لعمرو السولية ورفاقه.

أما الهزيمة بالنسبة للزمالك، فهي حطمت آمال الجمهور في الحصول على لقب قاري غائب لقرابة العقدين، أدت لتراجع مستوى لاعبين بالفريق وانهيار ثقتهم في أنفسهم،انهيار حلم البعض بالحصول على تلك البطولة ربما، فيتمنى البعض الآن لو أن القائم الأيمن لم يتصدى لتسديدة أحمد سيد زيزو، وألا يعيد محمود علاء الكرة لـ أفشة، أما اللقب والمجد والتاريخ ذهبوا للأهلي في تلك المباراة، الإنجاز والفرحة ذهبا لللاعبين والجمهور.

كرة القدم لم تنتهي بين الفريقين ولن تنتهي، فديربي القاهرة سيظل واحدًا من أقوى المباريات في كل وقت وكل زمن، وسيبقى الفريقان من أقطاب الكرة الأفريقية، لكن ما فعلته تلك الهزيمة من حزن وضيق، لن يمحي آثاره سوى نهائي قرن آخر، وقاضية أخرى.. سيحتاج الزمالك وجمهوره ربما لسنوات لنسيان تلك الهزيمة.