رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

رونالدو وبرونو وسولشاير.. التضحية بأحدهم على الأقل لصالح مانشستر يونايتد

رونالدو وبرونو وسولشاير
رونالدو وبرونو وسولشاير

يمر فريق مانشستر يونايتد، بفترة سيئة تحت قيادة مدربه النرويجي أولي جونار سولشاير، حيث لم يحقق الفريق الانتصار في آخر 4 مباريات محلية ما بين الدوري الإنجليزي وكأس رابطة المحترفين.

مانشستر يونايتد يحتل في الوقت الحالي المركز السادس في البريميرليج برصيد 14 نقطة، خسر مباراة في دوري أبطال أوروبا أمام يانج بويز السويسري، وودع كأس رابطة المحترفين.. كل ذلك في وجود أسطورة الفريق، البرتغالي كريستيانو رونالدو، فهل أتى " صاروخ ماديرا" بالضرر على " الشياطين الحمر"؟

كريستيانو رونالدو لم يقصر من حيث الأرقام، فاللاعب سجل 4 أهداف حتى الآن، بمعدل هدف كل 111 دقيقة، وبكل تأكيد تواجد النرويجي سولشاير على دفة قيادة مانشستر يونايتد يضر الفريق بل يضر رونالدو أيضًا، لأنه لا يبني طريقة اللعب عليه كما يفعل المنتخب البرتغالي، كما فعل سابقًا ريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي، ربما لأنه لا يعي كيفية ذلك.

قبل قدوم كريستيانو رونالدو، طرحنا سؤالًا هنا، وهو: هل ينجح سولشاير في حل معضلة الجمع بين الثنائي البرتغالي رونالدو وبرونو فيرنانديز؟ وها قد جاءت الإجابة.. لم ينجح النرويجي بالطبع.

ذكرنا بأنه يجب على أي منهما أن يضحي، وعلى سولشاير أن يختار بينهما من أجل تلك التضحية، لكنه اختار أن يستمر في اللعب ببرونو كلاعب تحت رأس الحربة أكثر من كونه صانع ألعاب، رونالدو البالغ من العمر في المقدمة، لا يضغط على أي من حاملي الكرة، لا يبذل مجهودًا بدنيًا كبيرًا في الثلث الأخير من الملعب بسبب تقدم عمره، والمذنب هنا أصبح كريستيانو، فهو الذي لا يستطيع مساندة برونو.. فقط يدور حول منطقة الجزاء، ينتظر التمريرات والعرضيات أو أن يتمركز منتظرًا ارتداد الكرة، أما برونو فلم يتغير تمركزه، لم يتراجع قليلًا لتأدية دور مركزه.. صناعة اللعب، لم يتراجع لمنح الفرصة لـ رونالدو ومعه الجناحين القادمين من الخلف، فما النتيجة؟ لا يوجد ارتداد للاعبي مانشستر بعد قطع الكرات.. أزمة نتج عنها كثير من الأهداف في شباك الشياطين الحمر.

دور فيرنانديز مع مانشستر يونايتد قبل قدوم كريستيانو، هو صانع ألعاب ولكن ليس بالشكل التقليدي، فهو يميل أكثر لكونه لاعبًا تحت رأس الحربة، وهو ما يفسر إحصائياته وأرقامه المذهلة منذ قدومه للفريق مطلع العام الماضي، فاللاعب كان بشكل شبه دائم في منطقة جزاء الخصم، يقوم بالركض لاستلام الكرة في تلك المناطق، ومن ثم وضع الكرة في الشباك. مازال يلعب بذلك الدور، لكن هناك من يعيقه على إتمام ذلك الدور، هناك من لا يساعده، هناك من هو نجم الفريق ومُنهي الهجمات، وهو رونالدو.

في المنتخب البرتغالي، يقوم فيرناندو سانتوس بتطويع دورفيرنانديز من أجل ملائمة وضعية رونالدو، فبرونو لا يلعب نفس الدور الذي يقوم به في مانشستر، فمع البرتغال، يصبح صانع ألعاب بمهامه الطبيعية، حيث ينقل الكرة بين الخطوط وبين عرضي الملعب، يحاول مد زملائه بالكرات، ويتراجع خلف منطقة جزاء الخصوم، عكس ما يفعله في مانشستر.

إذًا الأزمة الآن تكمن في شقين، عدم إيجاد موازنة بين دوري رونالدو وبرونو، إضافة لأزمة الارتداد الدفاعي والضغط على حامل الكرة، فالفريق يلعب ببناء 4-2-3-1، لكن ماذا عند الارتداد وخسارة الكرة؟ تقريبًا تتحول الطريقة لـ 4-2-4 أو 4-4-2.. يعاني ثنائي الارتكاز كثيرًا، لان رونالدو وبرونو دائمًا في المقدمة، سانشو وجرينوود لا يقومان بالضغط بشكل جيد أو مستمر وهو عائد لطبيعة لعبهما 

الحل؟ إما التضحية بـ رونالدو وهو أمر مُستبعد بالطبع، أو إعادة برونو للخلف، وإلزام الثلاثي الذي يلعب خلف كريستيانو بالقيام بالواجب الدفاعي، ربما إن تم تغيير الأفراد قد تتم حل المشكلة، فسانشو ليس في أفضل حالاته، ولا يمكننا لوم جرينوود الذي يُعد من أفضل لاعبي مانشستر تكتيكيًا، لكنه كما قولنا، لا يستمر في تأدية الواجب الدفاعي.

الأزمة الأكبر لدى مانشستر هي استمرار سولشاير بالطبع، فكما ذكرنا، هو ربما لا يعي كيف يلعب في ظل وجود كريستيانو، لا يعرف طريقة تطويع فريقه للتلائم مع أسلوب لعب وحالة " الدون"، لذا فإن التضحية بأحد الثلاثي رونالدو، سولشاير، برونو سيكون إلزاميًا إن أراد الفريق النجاة.