رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

اقتلوه أو اطرحوه أرضًا.. لماذا يجب إقالة سولشاير من مانشستر يونايتد؟

أوليه جونار سولشاير
أوليه جونار سولشاير

حسنًا.. لقد سأمنا الصراخ أو -الصياح- بلغة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فصياحنا ليس طربًا، وصراخنا بات مبحوحًا، فالتحليل لم يعد ذي فائدة، ولا الحديث عن سلبيات أو نقاط ضعفٍ يجدي نفعًا، لتذهب كرة القدم إلى الجحيم.

مانشستر يونايتد حصل على نقطة من إيفرتون بدون نصف قوته الهجومية، والمتمثلة في: "ريتشارلسون وكالفيرت لوين، وأندريه جوميز، وكولمان"؛ ليتواصل مسلسل إهدار النقاط التي من المتوقع أن يحصل عليها أي رجل يرتدي سترة رياضية ورابطة عنق.. لكن النرويجي استثنائي ليس كأي مدربٍ آخر، استثنائي في الفشل كإدارة يونايتد.

لكن.. دعونا ننظر قليلًا لكرة القدم، ومباراة مانشستر يونايتد وإيفرتون، إن صح أن يندرج ماقدمه سولشاير اليوم تحت مفاهيم تكتيك كرة القدم.

أنا سولشاير.. من أنتم؟

سولشاير في المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة، نفى تقرير شبكة إي إس بي إن الأمريكية، والذي تحدث عن أن رونالدو طلب منه أن يأمر لاعبي وسط الملعب بسرعة التمرير له لزيادة الأهداف.. طالع تصريحاته كاملة من هنا.

اعتقدت وأنا أشاهد المباراة، أن الصحفي الذي كتب ذلك التقرير، وإن جانبته الدقة في معلوماته، جلس أمام شاشة التلفاز يضحك ساخرًا من النابغة النرويجي وهو يجلس رونالدو بديلًا، ويشرك مارسيال - المنتهي إكلينيكيًا- على الجناح الأيسر، ويضع كافاني مهاجمًا صريحًا، بعيدًا عن مسألة إشراك الجناح الفرنسي، لكن إدينسون نجح في تقديم نفسه كمهاجم صندوق مثالي، يقدم أدوارًا دفاعية ويجيد إنهاء الهجمات، ولكن هل هذا ماطلبه منه سولشاير في المباراة؟ 

 إدينسون كافاني، قدم أداءً جيدًا في الدقائق الـ57 التي لعبها في المباراة، فلمس الكرة 30 مرة، أغلبها كانت خارج منطقة الجزاء، وهو ماتظهره الخرائط الحرارية لتحركاته في المباراة؛ كما أنه لم يسدد على المرمى سوى كرة واحدة فقط وهي رأسيته التي أبعدها الحارس جوردان بيكفورد؛ ثم يخرج لصالح كريستيانو رونالدو، والنتيجة لم تحسم بعد يخرج مهاجم لصالح آخر، نعم رونالدو مختلف وأكثر تأثيرًا وأهمية، ولكن إذا كنت تريد حقًا من كافاني اللعب كمهاجم وهمي، والخروج من منطقة الجزاء لسحب الدفاع وتفريغ المساحات، لماذا أخرجته وقت أن أشركت أكثر لاعب استفاد من تلك الخدعة؟، أهم مميزات رونالدو الهجومية مع ريال مدريد، تمثلت في تحركات كريم بنزيما داخل منطقة الجزاء وعلى جانبيها لإلهاء الدفاعات عنه، ومنحه الفرصة لاستغلال المساحة والتسجيل.

في فن فشل الصفقات!

صيف مانشستر يونايتد لم يكن سيئًا على مستوى الصفقات، فاستقدام رافائييل فاران كان ضروريًا، ولم يكن مكلفًا أيضًا، وكذلك التعاقد مع كريستيانو رونالدو كان أبرز حدث في سوق الانتقالات، ولكن السؤال هنا، هل يستحق سانشو 73 مليون جنيه استرليني؟ فريق يمتلك 4 لاعبين في مركز الجناح، ثم يذهب لشراء جناح آخر بهذا المبلغ، ولم يفكر العقل الألمعي للأسطورة النرويجي، في ضم لاعب بمركز خط الوسط الدفاعي، والذي عانى منه الفريق بشكل واضح في بداية الموسم خاصة في ظل ضعف الأدوار الدفاعية لبوجبا، وأخطاء فريد المستمرة، والتي رأها العالم بأكمله إلا سولشاير، فيدفع به أساسيًا مباراة تلو الأخرى.

كان من الأولى بسولشاير وإدارة مانشستر يونايتد، التفكير في ضم لاعب بخط الوسط الدفاعي، خاصة أن النرويجي يعتمد ظاهريًا على طريقة الـ«4-2-3-1» والتي يعد لاعب وسط الملعب الدفاعي، مفسد الهجمات، ضروريًا فيها، لامتلاكه القدرة على إفساد هجمات المنافس، وتأدية الأدوار الدفاعية بمساندة أحد ظهيري الجنب، أو دعم خط الدفاع وهي أشياء لا يقدمها فريد، ولا يقترب منها حتى!

الأرقام في كرة القدم أحيانًا ماتكون خادعة، فمثلًا إذا نظرنا لأرقام فريد الدفاعية منذ بداية الموسم، نجد أنه في 504 دقيقة لعبها، أتم انزلاقات على الكرة بمعدل 2.5 انزلاق في كل مباراة، وتدخل على الخصم بمعدل 0.8 تدخل، وأبعد الكرة بمعدل 1.2 مرة لكل مباراة؛ ولكن تمت مراوغته بمعدل 2.8 مرواغة لكل مباراة بالدوري الانجليزي.

لكن كل هذه الأرقام لا قيمة لها إذا كان وسط ملعب الفريق مخترق، وأي فريق يرغب في الوصول للمناطق الدفاعية لليونايتد يكفيه فقط تمريرة بينية من وسط الملعب يجد نفسه أمام منطقة الجزاء، دون أن يعترضه أحد، وهذا ماظهر في أكثر من مباراة منذ بداية الدوري.


لماذا يجب إقالة سولشاير فورًا؟

إن كنت من أولئك الذين مازالوا يظنون أن إدارة يونايتد بإمكانها تكرار تجربة أليكس فيرجسون، مع سولشاير، فأنت من الواهين، فلا سولشاير هو فيرجسون، ولا مانشستر يونايتد بات يدار بشكل صحيح.

سولشاير منذ توليه تدريب مانشستر يونايتد، والإدارة تدافع عنه، وتضع نفسها أمام مدفع الانتقادات لتحميه، فقط لأنه لا يعارضهم، لا يطلب منهم لاعبين محددين، بل يترك لهم كل شيء ويجلس هو فقط يضع 11 رجلًا ويتركهم يفعلون مايحلوا لهم دون أي خطة أو تكتيك واضح للفريق.

أزمات مانشستر يونايتد الدفاعية لم تنته ورغم استقدام هاري ماجواير، أغلى مدافع انجليزي في التاريخ، ورافائيل فاران، شريك سرجيو راموس في جيل ريال مدريد التاريخي، اختراقات من عمق الدفاع، الدخول لمنطقة جزاء مانشستر يونايتد أسهل من دخول مرحاض المنزل، ظهير أيمن يدخل بجوار المدافعين ليلعب كقلب دفاع، والمدافع يخرج إلى مقابلة المهاجم أو الجناح القادم من أحد جانبي الملعب، فريق بلا شكل واضح، كأنهم مجموعة من الهواة يلعبون الكرة بالشوارع! 

الدفاع ليس أن تطلب من لاعبيك الرجوع بضع أمتارٍ للخلف في الملعب، ولا الهجوم أن تضع أكثر من لاعب أمام دفاع خصمك وتطلب منهم أن يتحركوا حول بعضهم دون أن تخبرهم كيف سينهون هجماتهم.

إقالة سولشاير في الوقت الحالي، باتت أمرًا ضروريًا، لإنقاذ موسم مانشستر يونايتد قبل أن يدمره بإسقاط المزيد من النقاط، والحلول واضحة وليست بحاجة للكثير من التفكير، إثنين فقط بإمكانهم التعامل مع غرفة خلع ملابس بهذه القوة، إما زين الدين زيدان، أو أنطونيو كونتي، فكلاهما أدار غرف خلع ملابس بها العديد من النجوم، وكلاهما قدم نجاحات قوية، وأسلوب خاص في كرة القدم، وعلى الأقل لديهما مايكفي من الأفكار التكتيكية لإدارة فريق كرة قدم، وليسوا من أصحاب الجنسية النرويجية.

أوليه جونار سولشاير، أضر مانشستر يونايتد أكثر مما تعرض له النادي منذ رحيل أليكس فيرجسون، الفريق بلاهوية، ولا يجيد التعامل مع اللاعبين في غرفة خلع الملابس! ولا حتى يعرف كيف يغير بين الخطط أو يعدل تكتيكه، فهو جاء فقط لأنه سولشاير.. الرجل الذي سجل في بايرن ميونخ بنهائي الأبطال 1999، ولكن إلى متى سيظل سولشاير يعيث في مانشستر فسادًا؟ سؤال لن يجيب عليه سوى إدارة مانشستر يونايتد.. أما الجماهير، فالله وحده يرأف بهم.