رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

بيتسو موسيماني والسقوط المتكرر.. الاحترام إن زاد عن حد انقلب ضده

بيتسو موسيماني
بيتسو موسيماني


خسر النادي الأهلي لقبًا ثانيًا في فترة لم تتخطى الثلاثة أشهر، الدوري ذهب لميت عقبة، وأول أمس كأس السوبر توج به طلائع الجيش بعد الفوز بركلات الترجيح من نقطة الجزاء، بعد تعادلٍ سلبي دام 120 دقيقة.

بيتسو موسيماني، المدير الفني للنادي الأهلي، خسر النهائي الأول له مع القلعة الحمراء، بعد فوزه بإثنين لدوري أبطال إفريقيا، وواحد لكأس مصر، وآخر للسوبر القاري، وتحقيقه للدوري المحلي وبرونزية مونديال الأندية.. وتعالت الأصوات المطالبة بإقالته بعد خسارة مباراة السوبر، فما الأخطاء التي وقع فيها موسيماني مع الأهلي؟ ولماذا يصر على ارتكابها باستمرار؟

احترام إن زاد عن حده انقلب ضده

أظهر موسيماني منذ اليوم الأول له في تدريب الأهلي، الاحترام لكل منافسيه سواء على المستوى المحلي أو الإفريقي، وظهر ذلك جليًا في تصريحاته فيما قبل المباريات وحديثه عن الخصوم وإكالة المديح لهم، ولكن الشيء الذي لم يكن مفهومًا هو الاحترام الزائد لبعض المنافسين في المباريات المحلية بشكل أخص.

أول القصيد كان في مباراة سيمبا التنزاني بفبراير الماضي ضمن منافسات دور المجموعات في بطولة دوري أبطال إفريقيا، وانتهج وقتها بيتسو طريقة الـ«4-3-3» بوضع حمدي فتحي، وأكرم توفيق، وأليو ديانج في وسط الملعب؛ وإجلاس عمرو السولية على دكة البدلاء.

بدى من تشكيل موسيماني واعتماده على ثلاثة لاعبين بمهام دفاعية وأدوار متشابهة، رغبته في تأمين وسط ملعبه، وإغلاق المساحات على جانبي الملعب، ولكنه أغفل أمرًا هامًا، وهو أن الثلاثي وإن كان ديانج أفضلهم في التسليم والتسلم والتمرير للمناطق الأمامية؛ فهو ليس لاعب وسط هجومي أو صانع ألعاب، فكيف لفريقك أن ينتقل من الحالة الدفاعية للهجومية؟

وحاول موسيماني في تلك المباراة تدارك الأمور بإقحام السولية وأفشة على حساب والتر بواليا، وكهربا ولكن الأمور كانت قد هربت من يديه بالفعل، وخسر الأهلي بعدف ميكسويني.

كما أن من الأخطاء الكبىرى التي دائمًا يصر عليها موسيماني هو التحفظ بشكل شبه دائم أمام أغلب المنافسين وعدم التجرؤ على الهجوم من الدقائق الأولى، وفرض سيطرته على الملعب وهو ما سبب مشاكل فنية في العديد من المباريات للأهلي، وسبب أيضًا فقدانه لبعض النقاط في مشوار الدوري؛ إضافة إلى ذلك أن مجازفات موسيماني دائمًا ماتأتي متأخرة، أي أنه يستفيق لضرورة المخاطرة بعد أن تصبح الأمور شبه منتهية.

لماذا يصر على الـ«4-3-3»؟ 

واستعاد موسيماني بعد مباراة سيمبا، اللعب بأسلوب الـ«4-2-3-1»، وحقق المزيد من الانتصارات وتوج الأهلي بلقب أبطال إفريقيا، ونافس الزمالك على لقب الدوري حتى الأمتار الأخيرة، ولكن بيتسو قرر العودة لما أثبت فشله، وخاصة في مباراة الإسماعيلي؛ والتي ارتكب موسيماني فيها خطأ قلب الأمور رأسًا على عقب، فمع بداية الشوط الثاني وفي الدقيقة 62 أخرج جونيور أجاي، وأشرك حمدي فتحي، ليلعب مع ديانج والسولية في وسط الملعب، ثم بعد تعادل الإسماعيلي حاول إرجاع الأمور لما كانت عليه ولكنه لم ينجح في ذلك وخسر نقطتين كانتا من الأهم في ضياع لقب الدوري.

الأزمة أن موسيماني لم يتعلم من أخطاء رينيه فايلر، المدير الفني السابق للأهلي، والذي حاول فرض الـ«4-3-3» وتطبيقها مع لاعبي الأهلي، خاصة في مباراة الزمالك والتي انتهت بفوز الأخير بثلاثة أهداف لهدف، واعتمد أيضًا على ثلاثية فتحي وديانج والسولية.

التعثر لايرتكن إلى الخطة في حد ذاتها، ولكن بمنطق بدائي، إذا رأيت تكتيكًا معينًا لايصلح معك مرة وإثنين وثلاثة ويؤدي إلى نتائج عكسية، لماذا تصر على استخدامه في كل مرة؟

لأننا لا نلعب في جنوب إفريقيا

من المعروف عن كرة القدم الجنوب إفريقية، الاعتماد بشكل أساسي على الهجوم، وأسلوب اللعب القائم على الاستحواذ على الكرة وخلق أكبر عدد من الفرص الممكنة على مرمى الخصم، وهو ماظهر أيضًا على المنتخب الجنوب إفريقي، ودللت عليه الكثير من النتائج التي حققتها الأندية، وأهمها فوز صن داونز التاريخي على الأهلي بخماسية نظيفة.

ولكن كرة القدم في مصر تختلف عن جنوب إفريقيا، فهنا الدفاع له الأولوية وتأمين المرمى من تلقي الأهداف أهم من أي شيء، حتى أن بعض المدربين يدافعون بكل قوتهم دون النظر لما سيفعله الفريق بالكرة بعد الحصول عليها، وهو ما خلخل أداء النادي الأهلي في أكثر من مناسبة، وخاصة أمام طلائع الجيش، والذي يجيد الارتكان للدفاع وغلق المساحات ثم التحول بالهجمات المرتدة، واستطاع إهدارن نقطتين ثمينتين من الأهلي في الدوري، وكذلك وصل معه بنهائي كأس مصر الموسم الماضي لركلات الترجيح، وخسر بصعوبة وخطف السوبر منذ أيام.

المعضلة مع موسيماني هنا تتمثل في عدم وجود خطط بديلة، رغم قراءاته المستمرة للخصوم واللعب على نقاط ضعفهم إلا أنه في كل مرة دافع أمامه فريق بهذا الشكل نجح في قيادة المباراة لما يريده، ووضع الضغط على لاعبي الأهلي بشكل زائد وأحيانًا خسارة نقاط المباراة.