رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يستحق حسام البدري الإقالة المهينة من تدريب المنتخب؟

حسام البدري
حسام البدري

لم يستطع اتحاد الكرة المصري أن يصمد أمام كل هذه الضغوط الشديدة والرهيبة التي تعرض لها عقب تعادل المنتخب مع نظيره الجابوني الإيجابي بهدف لمثله في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022، وأطاح بمديره الفني حسام البدري بعد دقائق من نهاية المباراة لعله ينهي حالة عامة من الهجوم الشرس الذي شنته الجماهير، والنقاد، والمحللون، وبرامج التوك شو، والذي وصل إلى حد التشكيك في إمكانات البدري الفنية، من أول اختياراته للتشكيل الذي لعب به إلى الطريقة التي لعب بها، والأداء الذي كان هزيلا للغاية، ويشير بأن فرصة المنتخب مع البدري في الوصول إلى نهائيات كأس العالم القادمة شبه مستحيلة، وأنه لم يكن يستحق من الأساس أن يشغل هذا المنصب، ولم يحدث أن تعرض له مدير فني سابق.

وقد تتصور من شراسة الهجوم أن المنتخب يتزيل مجموعته، وأنه فقد الأمل تماما في تصدر مجموعته ليصل إلى مباراتي خروج المغلوب ليمثل إفريقيا في مونديال قطر 2022.

لكن الحقيقة أن المنتخب جمع حتى الآن 4 نقاط في المجموعة السادسة من انتصار على المنتخب الأنجولي بهدف نظيف في الجولة الأولى ثم تعادل مع المنتخب الجابوني، وعلى أسوأ تقدير سوف يكون في المركز الثاني إذا كسب المنتخب الليبي أو تعادل مع المنتخب الأنجولي.

وهذه ليست المرة الأولي التي يحقق فيها المنتخب نفس هذه النتائج في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم، ويتأهل إلى المونديال فقد فعلها من قبل في تصفيات 1990 التي جرت بنفس النظام الحالي.

 وكان المنتخب الوطني قد افتتح مبارياته في المجموعة الثانية بانتصار على المنتخب الليبيري بهدفين دون رد على ستاد القاهرة الدولي، وفي الجولة الثانية تعادل خارج ملعبه مع المنتخب المالاوي ايجابيا بهدف لكل منهما.

وفي الأخير احتل المنتخب مقدمة المجموعة بـ8 نقاط حصدها من 3 انتصارات على منتخبات ليبيريا، ومالاوي، وكينيا، وتعادلين مع المنتخبين المالاوي، والكيني، وهزيمة وحيدة كانت على يد المنتخب الليبيري.

ومر المنتخب إلى المرحلة النهائية بل، وصعد إلى كأس العالم على حساب المنتخب الجزائري.

بالاضافة إلى أن البدري قاد المنتخب إلى التواجد في بطولة كأس الأمم الإفريقية المقبلة الكاميرون 2021 بعد أن اعتلى صدارة المجموعة السابعة في تصفيات أمم إفريقيا برصيد 12 نقطة جمعها من 3 انتصارات منها انتصاران على المنتخب التوجولي في مباراتي الذهاب والعودة، وعلى منتخب جزر القمر، و3 تعادلات منها تعادلان مع المنتخب الكيني، ومع منتخب جزر القمر.

إذن البدري على الورق لم يفشل في تحقيق الأهداف بل حقق أولها بالفعل، وفي طريقه إلى الثاني.

بالنسبة للأداء الذي أغضب الجميع، و بسببه أنزلوا سخطهم الشديد على البدري، فماذا تنتظرون من منتخب لم يلعب سوى مباراة ودية واحدة ؟

وهذا خطأ جسيم يتحمله البدري أن لم تكن له طلبات مثل اقامة معسكرات، ولعب مباريات ودية، ولا شأن له، فعلى اتحاد الكرة أن يلبي له طلباته لدرجة أنه اهدر بنفسه فرصة التجمع بشكل طبيعي في فترة التوقف الدولي مثل المنتخبات الإفريقية الأخرى في يونيو الماضي لأسباب غير مقنعة.

فهل كان اختيار البدري مديرا فنيا للمنتخب الوطني قرارا من الأساس صائبا ؟

فهو نجح مع ناديي الأهلي والمريخ السوداني لكنه فشل فشلا ذريعا مع المنتخب الأولمبي، ولم يحقق الهدف الأساسي، وهو التأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية الصيفية ريو دي جانيرو إذ تذيل المجموعة الثانية في بطولة إفريقيا لأقل من 23 سنة السنغال 2015 بنقطتين فقط جمعهما من تعادلين مع المنتخبين الجزائري والنيجيري، وتلقى هزيمة مفاجئة أمام أضعف منتخبات المجموعة المنتخب المالي في الجولة الثالثة والأخيرة، وهي الهزيمة التي اقصته، وكان يجب أن يفوز ليستمر.

لا مانع من الاختلاف مع البدري فنيا سواء في إختياراته للاعبين أو إدارته للمباريات وإقالته أيضا لكن دون أن يتعرض لهذا الهجوم الوحشي، والإهانات البالغة، فهو لم يحقق نتيجة كارثية صعب جدا تقبلها.

وبالنسبة للذين يتحدثون عن الأداء لم يكن المنتخب الوطني يقدم أداء جماليا مع الأرجنتيني هيكتور كوبر لكنه نجح في تحقيق كل الأهداف.

لم يكن اتحاد الكرة يتمتع بالشجاعة الكافية لكي يصمد أمام هذا الهجوم، ويبقي على البدري لكن يبدو أن اتحاد الكرة نفسه غير مقتنع بالبدري، وكأنه كان يتحين الفرصة فقط.