رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

آخر رجل صامد.. هل ينجح محمد صلاح في إيقاف ماكينة أهداف كريستيانو رونالدو؟

الكابتن


كريستيانو رونالدو عاد للبريميرليج، الدون رجع لأولد ترافورد، الملعب الذي انطلقت منه أسطورة واحد من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم، وأحد طرفي صراع ثنائي استمر فوق الخمسة عشر عامًا، ليواصل كتابة الفصول الأخيرة من نزال «آخر رجل صامد» ومنافسه هناك في عاصمة النور، يدافع عن ألوان باريس سان جيرمان، بعد أن ترك برشلونة، الذي منحه كل شيء.

لكن طرفًا ثالثًا في هذه القصة، تنتظره منافسة شرسة، لا تعرف رحمة ولاتتوقف؛ محمد صلاح، نجم وهداف فريق ليفربول الانجليزي؛ وأحد أهم لاعبي العالم في السنوات الأربعة الماضية؛ منذ يومه الأول قاتل على حذاء الانجليز الذهبي، الممنوح لأكثر اللاعبين تمزيقًا لشباك الخصوم، وتسجيلًا للأهداف في البريميرليج؛ الآن بات له منافس أكثر شراسة من كل الذين واجههم من قبل؛ فهل ينجح صلاح في إسقاط هذا الخصم الشرس؟ أم تتوقف أسطورة مو أمام صاروخ ماديرا؛ سؤال صعب ولكن الأرقام لها حديث يقربنا من الحقائق؛ لنستكشفها سويًا.

كريستيانو رونالدو انضم للدوري الانجليزي في سن الثامنة عشر، بعد انتقاله من فريق سبورتنج لشبونة البرتغالي؛ في موسم 2003-2004، لعب 29 مباراة، وسجل 4 أهداف وصنع مثلهم لزملائه؛ ثم في الموسم التالي 5 أهداف والتالي تسعة ثم في موسمه الرابع سجل 17 هدفًا.

أما محمد صلاح، فانتقل للبريميرليج أول مرة في موسم 2013-2014 في سن الثانية والعشرين، ولكن محطته الأولى لم تكن موفقة، فلعب 13 مباراة وسجل هدفين فقط.

الكثرة أم الشجاعة!

أفضلية محمد صلاح على كريستيانو رونالدو في هذا الصراع تتمثل في عنصرين مهمين، أولهما والأكثر أهمية هي يورجن كلوب.

بلا شك يورجن كلوب واحد من أفضل المدربين في العالم بالوقت الحالي، واستطاع إعادة ليفربول لمنصات التتويج محليًا وقاريًا؛ ليصبح منافسًا شرسًا على كل الألقاب في الموسم؛ ولكن هذه الشراسة انتقلت أيضًا لمحمد صلاح، بعد أن ارتكز عليه كلوب في خطته بالموسم الأول بشكل كبير، وسخر طريقة اللعب لخدمته، فخرج في موسمه الأول مع الريدز هدافًا للدوري الانجليزي بـ32 هدفًا، وصانعًا لـ11 هدفًا لزملائه.

ولكن تعثر صلاح في التسجيل بأكثر من مباراة فرض على كلوب ضرورة الاعتماد على أكثر من خطة للتسجيل، إلا أنه بعد موسم 2017-2018، قد أطلق العنان لشراسة مو التهديفية، وحوله لواحد من أفضل المهاجمين في العالم.

وعمل كلوب أيضًا على تطوير نقاط ضعف محمد صلاح، سواء عن طريق إهداره الأهداف المحققة أو سوء تعامله في الانفراد بالحراس أو التسديد بالقدم الضعيفة، فواصل مو التنافس على جائزة الهداف في مواسمه التالية، إذ لم يغب عن المراكز الأولى للهدافين منذ انضمامه للريدز، لكنه خسر الجائزة في الموسم الماضي بفارق هدف وحيد عن هاري كين، مهاجم توتنهام هوتسبير.

أما كريستيانو رونالدو، فحدث ولا حرج؛ أكثر اللاعبين تسجيلًا للأهداف الدولية مع المنتخبات، وأكثر لاعب يسجل أهدافًا في تاريخ كرة القدم، وصاحب المركز الأول في كل مايتعلق بجائزة الهداف مع الأندية أو المنتخبات.

ولكن أزمة رونالدو ستتمثل في قلة الحلول التكتيكية لدى سولشاير، وقلة خبراته في التعامل مع النجوم، إذ لم يسبق له تدريب لاعب بحجم رونالدو من قبل؛ مما قد يسبب أزمات قد تنتقل للمستطيل الأخضر.

ولكن كريستيانو رونالدو بقدراته التهديفية المعهودة، وتمريرات برونو فيرنانديز وبوجبا السحرية بإمكانهما خلق الفارق لصالح يونايتد.

هل يلعب كافاني دور بنزيما؟

خلال فترته مع ريال مدريد، اعتمد كريستيانو رونالدو، على وجود النجم الفرنسي كريم بنزيما بجواره في الهجوم، لتفريغ المساحات من دفاع الخصم، ومنحه الفرصة لاستغلال هذه المساحات للتسجيل.

كريم بنزيما هو أكثر لاعب صنع أهدافًا لكريستيانو رونالدو في تاريخه برصيد 47 هدفًا؛ كما أنه أكثر لاعب يصنع أهدافا في تاريخ ريال مدريد برصيد 132 هدفًا.

العملية لم تكن معقدة ولكنها كانت تنجح في أغلب الأوقات، بنزيما عليه أن يتحرك لجذب انتباه المدافعين وإجبار أحدهم على التحرك معه إما على جانب منطقة الجزاء أو خارجها، ورونالدو ينتظر اللحظة المناسبة للركض واللحاق بالكرة من أمام المدافع وتسجيل الهدف.

بأدوار مقاربة نجح روبرتو فيرمينو، مهاجم ليفربول، في منح محمد صلاح الأضواء وجائزة الهداف بصناعة الأهداف له، أو بإحداث ثغرات في دفاعات الخصم ليسجل من خلالها الأهداف.

إدينسون كافاني لم يعرف عنه إنكار الذات، أو التضحية من أجل أحد زملائه في الفريق، لاينسى أحد لقطة مشادته الشهيرة مع نيمار دا سيلفا أثناء تواجدهما معًا في باريس سان جيرمان على من سيسدد ركلة الجزاء، والتي امتدت لمباريات أخرى رفض فيها كافاني التمرير لنيمار.

كافاني وافق على التنازل عن القميص رقم 7 ومنحه لكريستيانو رونالدو، ليستعيد الأخير رقمه المفضل؛ ولكن هل هذه البادرة ستكون إشارة لبداية ثنائية مميزة في الدوري الانجليزي، أم أن الأمر كله لأغراض تسويقية فقط.