رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يعبر المنتخب الأوليمبي مباراة أستراليا بأوليمبياد طوكيو؟ «تحليل»

المنتخب الأولمبي
المنتخب الأولمبي

يستعد المنتخب الأوليمبي لمواجهة نظيره الأسترالي في ختام مباريات دور المجموعات لدورة الألعاب الأوليمبية، طوكيو 2020.

وتنطلق المباراة غدًا في الواحدة ظهرًا بتوقيت القاهرة على ملعب مياجي بمدينة ريفو اليابانية.

ويسعى المنتخب الأولمبي لتحقيق الانتصار في مباراة الغد في انتظار هدية من أحد منتخبي إسبانيا والأرجنتين؛ بتحقيق الانتصار وزيادة فرص مصر في التأهل للدور المقبل من البطولة.

«الكابتن» يحلل كيف يستغل المنتخب الأوليمبي نقاط ضعف نظيره الأسترالي من أجل تحقيق الفوز في مباراة الغد؟


لماذا يجب تطبيق الـ«4-2-3-1»؟

المنتخب الأوليمبي اعتمد منذ انطلاق البطولة، وخلال منافسات بطولة أمم إفريقيا 2019، والتي أهلته للوصول للألعاب الأولمبية على خطة الـ«3-4-3»، وتحرير ظهيري الجنب معتمدًا على الانطلاقات الهجومية للأجنحة، وكذلك الدعم من ظهيري الجنب.

ولكن هذه الخطة لم تجد نفعها خلال المباراتين الماضيتين بالبطولة، إذ أظهرت ضعفًا في عملية الارتداد الهجومي، والانتقال من حالة الدفاع للهجوم، خاصة في ظل ضعف مستوى رمضان صبحي، جناح فريق بيراميدز، وحالة الإرهاق التي يعاني منها طاهر محمد طاهر، جناح النادي الأهلي.

 

المنتخب الأسترالي يعتمد كلية في حالته الهجومية على الانطلاقات من قبل دانيل أرزاني وديلان بيرياس؛ وسرعاتهما في الدخول بالمساحات خلف ظهيري الجنب، والتي تخلفها خطة شوقي غريب مع الفراعنة؛ وتزيد من الضغوط على اثنين من ثلاثي خط الدفاع للتغطية خلف انطلاقات الظهيرين، أما في حالة اللعب بخطة الـ«4-2-3-1»، بوجود لاعب الجناح أمام الظهير، سيزيد ذلك من تأمين المساحات على جانبي ملعب المنتخب الوطني، بالإضافة إلى الدعم من ثنائي وسط الملعب، بحسب اتجاه الهجمة، ليصبح على كل جانب 3 لاعبين يغلقون المساحة أمام الهجمات الأسترالية.

دفاعيًا، فإن «4-2-3-1»، هي الأفضل على ناحية غلق المساحات أمام هجمات الخصم، وتأمين عمق الملعب؛ بالإضافة إلى تأمين انطلاقات الظهيرين بجوار لاعبي الجناح، عن طريق وجود ثنائي وسط الملعب بالإضافة إلى قلبي الدفاع ليصبح عدد اللاعبين في منتصف ملعب الفريق بحالته الدفاعية هو 4 لاعبين.

كما تمنح تلك الخطة، مرونة دفاعية في التحول إلى 5 لاعبين بوسط الملعب بدلًا من إثنين فقط عن طريق عودة لاعبي الجناح بجوار لاعبي الارتكاز لإغلاق المساحات بشكل كامل أمام هجوم الخصم.


أخطاء أستراليا وكيف يستغلها شوقي غريب؟


أظهرت مباراتي المنتخب الأسترالي في الجولتين الأولى والثانية بدور المجموعات العديد من الأخطاء الدفاعية للفريق، خاصة في المساحة خلف ظهيري الجنب، والتي استغلها المنتخب الإسباني في المباراة الماضية، واستطاعوا من خلالها تهديد مرمى المنتخب الأسترالي.

رغم اعتماده على خطة الـ«4-4-2»، بشكلها المسطح بوجود لاعبي الارتكاز والجناحين في مسافة متقاربة بوسط الملعب، والتي من المفترض أن تمنح الفريق دعمًا دفاعيًا في حالة فقدان الكرة، إلا أن ذلك لم يظهر في مباراتي الفريق، إذ ظهرت المساحة خلف ظهيري الجنب مستباحة لهجوم الخصم، واستطاع من خلالها لاعبو منتخب إسبانيا إرسال العديد من الكرات العرضية وتهديد المرمى.

كما أظهرت مباراة إسبانيا عيب آخر في العملية الدفاعية لأستراليا، وهو المساحة بين قلبي الدفاع، إذ استطاع بيدري، صانع ألعاب المنتخب الإسباني اختراق هذه المساحة بتمريرات طولية في المساحة بينهما، ووصلوا من خلالها للمرمى في أكثر من فرصة، وكذلك التمريرات الطولية للمهاجم المنطلق خلف قلبي الدفاع.

وقدم المنتخب الأسترالي مباراة دفاعية سيئة أمام نظيره الإسباني خاصة في المساحة بين وسط الملعب والدفاع، والتي لم أهلت المنتخب الإسباني للفوز بأغلب الكرات الثانية، وهي الهجمات التي يشتتها الدفاع فترتد لهجوم الخصم لعدم وجود تغطية من لاعبي الوسط، بالإضافة إلى الاختراقات التي تجبر أحد قلبي الدفاع على الخروج لمواجهة اللاعب القادم بالكرة فتخلق مساحة للمهاجم يتحرك من خلالها.

كيف يستغل شوقي غريب أخطاء أستراليا؟

أهم التغييرات التي يجب أن يضفيها شوقي غريب على تشكيل المنتخب المصري غدًا، هو دخول ناصر ماهر في مركز صانع الألعاب بدلًا من أسامة جلال، لاعب الدفاع، وتحويل الخطة لـلماذا ناصر ماهر وإبراهيم عادل؟

أهم التغييرات التي يجب أن يضفيها شوقي غريب على تشكيل المنتخب المصري غدًا، هو دخول ناصر ماهر في مركز صانع الألعاب بدلًا من أسامة جلال، لاعب الدفاع، وتحويل الخطة لـ«4-2-3-1»، وكذلك الدفع بإبراهيم عادل واستغلال الحالة الفنية المميزة التي يعيشها مع بيراميدز في الأشهر الماضية بالدوري الممتاز، ووضعه في مكان طاهر محمد طاهر الذي ظهر عليه الإرهاق من مشاركاته مع النادي الأهلي.


وجود ناصر ماهر سيمنح المنتخب الأولمبي إضافة في عملية بناء الهجمة، والتحول من الحالة الدفاعية للحالة الهجومية، خاصة لامتلاكه رؤية جيدة للملعب، وقدرته على كشف المساحات خلف دفاعات الخصم، ودقة تمريراته؛ بالإضافة إلى امتيازه في عملية التحكم بإيقاع المباريات، وقد يكون في إشراكه بعض المخاطرة لغيابه عن المباريات رفقة النادي الأهلي، ولكن هو الحل الوحيد لفك الأزمة، بالإضافة إلى إجادته لعملية الخروج بالكرة من وسط الملعب، وكذلك التسديد من خارج منطقة الجزاء.

وهنا يمكن استغلال مهارة ناصر في التمرير وإيجاد المساحات لزملائه، في ضرب المساحات التي يخلفها دفاع أستراليا، وإيصال الكرة لزملائه في المساحة بين قلبي الدفاع، وخلف الظهيرين.

كما سيحل وجود ناصر ماهر أزمة المنتخب الأولمبي في البطولة، وهي كيفية التحول من الدفاع للهجوم، وإيجاد المساحة لخلق الفرصة المناسبة للتسجيل.

وجود ناصر ماهر في مركز صانع الألعاب سيتيح له التقدم للمساحة التي تظهر بين الدفاع ووسط الملعب، واستغلالها عن طريق الفوز بالكرات الثانية والتي ترتد من الدفاع، وتهديد المرمى إما بتسديدة من خارجها أو بتمرير الكرة لأحد زملائه داخل المنطقة.

إبراهيم عادل، يجيد اللعب في المساحات خلف الظهيرين، وأظهر ذلك في أكثر من مباراة خاصة مباراة الأهلي وبيراميدز بالدوري، ناهيك عن سرعته ومهارته واللتين تجعلانه أفضل الحلول الهجومية للمنتخب بجانب وجود رمضان صبحي والاعتماد على قدراته البدنية في الالتحامات الثنائية والتي يعتمد عليها بشكل كبير في المرور من المدافعين.


وكذلك يجيد إبراهيم عادل الدخول إلى قلب الملعب وخلق الفرص لزملائه في الفريق، ويمكن استغلال ذلك في تبادل المراكز بينه وبين ناصر ماهر لخلخلة دفاع أستراليا، أو حتى دخوله لمنطقة الجزاء لسحب الظهير وترك مساحة فارغة للظهير المتقدم من الخلف لإرسال الكرات العرضية.
 
الاعتماد على أحمد ياسر ريان في مركز المهاجم، أمر ضروري في مباراة الغد، مع التركيز على إرسال الكرات العرضية في المساحة بين قلبي الدفاع، والتي يجب أن يتواجد فيها ريان من أجل استغلال حالة سوء التمركز التي يعاني منها المنتخب الأسترالي، وسجل من خلالها المنتخب الإسباني هدفه الوحيد بالمباراة الماضية.