رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

أخطاء بدائية.. تفكيك أسطورة دفاع كايزر تشيفز «تحليل»

كايزر تشيفز
كايزر تشيفز

تتجه أعين جميع متابعي الكرة بالقارة السمراء، نحو ملعب مركب محمد الخامس في الدار البيضاء بالمغرب، والذي يستضيف المباراة النهائية بين فريقي النادي الأهلي، وكايزر تشيفز الجنوب إفريقي، يوم السبت المقبل.

وتنطلق المباراة في تمام التاسعة مساءً، بتوقيت القاهرة.

ويحلل «الكابتن» أهم نقاط ضعف فريق كايزر تشيفز، والتي يمكن للنادي الأهلي استغلالها من أجل تحقيق اللقب الإفريقي العاشر في تاريخه.

المساحة بين خط الدفاع

رغم الحديث الدائم عن قوة خط دفاع كايزر تشيفز، إلا أن مباريات الفريق في الأدوار الماضية من البطولة، أظهرت نقطة ضعف قوية، تسببت في أغلب الهجمات على مرمى الفريق.

الأزمة تتمثل في عملية تمركز ثلاثي خط الدفاع، والمساحة فيما بينهم، إذ أظهر أكثر من مباراة وجود مساحة بين دفاعات الفريق في حالة فقدان الكرة، وأظهر أكثر من مباراة بينها مباراة سيمبا التنزاني في ربع النهائي.

أثناء رجوع الفريق للحالة الدفاعية، فإن الخط الدفاعي يصبح أغلب نظره وتركيزه مع الكرة وحاملها فقط، وتتباعد المسافات فيما بينهم، مما يمكن المهاجم من الدخول في تلك المساحة، والانفراد بالحارس أو تسجيل هدف.

وظهرت أيضًا من مباريات الفريق أزمة في المساحة بين الدفاع والظهيرين، وترجع هذه الأزمة لاعتماد الفريق على خاصية الـ«Full back» والتي يمكن تبسيطها في خروج ظهيري الجنب لوسط الملعب في الحالة الهجومية من أجل تمكين الفريق من ضغط الخصم في منطقته عن طريق الزيادة العددية، ودخول الجناحين لمنطقة الجزاء، وتسلم الكرات العرضية.

وأظهر أغلب الأهداف التي تلقاها الفريق الجنوب إفريقي، عيوب التمركز بين خط الدفاع والظهيرين، وخاصة مباراة الوداد في دور المجموعات والتي خسرها كايزر تشيفز برباعية نظيفة.

وتظهر الصورة الأولى من مباراة كايزر تشيفز وصن داونز بالدوري الجنوب إفريقي في إبريل الماضي، أخطاء دفاع كايزر تشيفز في التمركز الدفاعي، فنرى هنا جاستن سيرينو في مساحة خلف الدفاع، ووجود لاعب على الجانب الآخر من الكرة في حالة تغطية للتسلل.



وبمتابعة اللقطة في الصورة الثانية، نجد أن الكرة مرت لسيرينو خلف خط الدفاع بمنتهى السهولة ليجد نفسه في حالة انفراد بحارس المرمى ويسجل هدفًا، وذلك بسبب تحرك إثنين من لاعبي كايزر تشيفز ناحية حامل الكرة، وترك سيرينو في مساحة فارغة وحده.



كما تظهر اللقطة الثالثة من نفس المباراة، سوء التمركز للاعبي كايزر تشيفز في الحالة الدفاعية، ويظهر هنا على يسار الصورة إثنين من لاعبي الفريق يقفان بجوار بعضهما دون أي أدوار في الضغط على الخصم، ورغم التفوق العددي الدفاعي مقابل هجوم صن داونز، إلا أن الكرة مرت بسهولة لمهاجم صن داونز الموجود على الجانب الأيمن من المنطقة، بالإضافة إلى وجود مهاجم آخر أمام منطقة الست ياردات، وبجواره مدافع كايزر تشيفز يصب كل تركيزه على اللاعب حامل الكرة، وكان من الممكن هنا أن تمرر الكرة للاعب الموجود في قلب المنطقة، وتشكل خطورة أكبر.



كما أن اللقطة التالية تظهر مهاجم صن داونز بعد تسلم الكرة وبجواره زميله الذي لم يكن مراقبًا في الصورة الأولى وبدون مراقبة أيضًا، بجانب تركيز كل لاعبي الدفاع على حامل الكرة، رغم وجود إثنين من لاعبي صن داونز في الأمتار الأولى من منطقة الجزاء، مما يضعهم في مكان مناسب لتسلم الكرة والتسديد على المرمى، وبدون مراقبة أيضًا، وهذا يظهر عيب آخر سنتحدث عنه في السطور التالية.



 لقطة أخرى أظهرت أزمة الفريق الجنوب إفريقي في المساحة بين المدافعين، وهي مباراة حوريا كوناكري الغيني في الجولة الأخيرة لدور المجموعات.

ويظهر في الصورة التالية، مهاجم فريق حوريا كوناكري، أثناء تنفيذ هجمة مرتدة على كايزر تشيفز، يركض بين قلبي الدفاع، ويتسلم الكرة بأريحية ودون ضغط.



كما أظهرت مباراة الفريق ضد جولدن أرو بالدوري الجنوب إفريقي عيب آخر في دفاعات كايزر تشيفز، وهو الكرات الطولية في المساحة خلفهم.

وتظهر الصورة الآتية تبادل المراكز بين مهاجمي جولدن أرو لإرباك دفاعات كايزر، ونجحوا في ذلك لينطلق اللاعب الموجود بين المدافع والظهير الأيسر دون أي مراقبة وبدون وجود تغطية لمصيدة التسلل.



المساحة بين وسط الملعب والدفاع

إحدى الأزمات التي تمثل خطورة على مرمى فريق كايزر تشيفز هي المساحة التي تظهر بين خط وسط ودفاع الفريق في حالة فقدان الكرة.

فريق كايزر تشيفز يعتمد أسلوب لعبه على التكتل الدفاعي والانطلاق في هجمات مرتدة خاطفة، ولكن هذا الأسلوب يخلف عيوبًا تمثل خطورة على المرمى.

وأظهرت مباراة كايزر تشيفز وجولدن أرو في الدوري الجنوب إفريقي بشهر يونيو الماضي، عيبًا آخر في عملية التغطية بين وسط الملعب والدفاع.

ففي إحدى الكرات العرضية لفريق جولدن أرو، يظهر إثنين من لاعبي جولدن أرو على حدود منطقة الجزاء، دون أي مراقبة، وثالث آخر على حدود المنطقة ولكن بجوار اللاعب الذي يرسل الكرة العرضية مما يجعله خيارًا جيدًا للتمرير في حالة إغلاق المساحة على الكرة العرضية.



\كما أظهرت نفس اللعبة سوء التمركز في الكرات الثابتة والذي يظهر من خلال وجود إثنين من لاعبي فريق جولدن أرو بعيدين عن نظر الدفاع، وباستكمال اللعبة أرسلت العرضية للاعب المتواجد بالقرب من القائم الأيسر للحارس، ولعب الكرة برأسه بحرية تامة ولكن الحارس تصدى لها.



وكذلك يظهر سوء التغطية من وسط الملعب للمساحة أمام المدافعين، في هجمة مرتدة نفذها فريق الوداد في مباراة دور المجموعات بعد قطع الكرة من ركلة ركنية، وبعد تمريرة واحدة فقط وجد المهاجم نفسه في نصف ملعب كايزر تشيفز، وينطلق بحرية مع وجود مساحة لاتقل عن 25 مترًا بينه وبين لاعبين لكايزر تشيفز، وفي وجود مدافع واحد فقط وبجواره لاعب آخر من كايزر تشيفز يضع ناظره على الكرة فقط، ولكن هذه اللقطة أنقذها حارس المرمى بالخروج من المرمى.



الكرات الثابتة

امتاز فريق كايزر تشيفز في المباريات الماضية بدوري أبطال إفريقيا، بالتهديف من الكرات الثابتة؛ إلا أن لديهم أزمة في التمركز الدفاعي بالكرات الثابتة على مرماهم.

وأظهرت مباريات الفريق في البطولة، هذا العيب بوضوح، وهو ماتجلى في مباراة الوداد المغربي بدور المجموعات.

كرة الهدف الأول للوداد في تلك المباراة، تظهر عملية سوء التغطية الدفاعية في الكرات العرضية، إذ أن الكرة وصلت بسهولة لمحمد أوناجم، القادم من خلف الظهير الأيسر وسجلها في المرمى دون أي مراقبة.



 وفي اللقطة التالية، يظهر ثلاثة من لاعبي الوداد في غفلة من مراقبة دفاع كايزر تشيفز، إثنين منهما ينطلقان خلف المدافع المكلف بمراقبتهم، والثالث يركض على الجانب الأيسر للكرة من خلف الدفاع.



ومع استمرار اللعبة، نجد مؤيد اللافي، قد رجع بعض الخطوات للخلف مع تنفيذ الكرة ليصبح بدون مراقبة، وينطلق مدافع كايزر تشيفز ناحية الكرة دون النظر على اللاعب الذي كان يراقبه، بينما يتواجد إثنين من مهاجمي الوداد بدون مراقبة أثناء تنفيذ ركلة حرة، أحدهما أمام الحارس مباشرة، والآخر منطلق خلف الظهير الأيمن، ووصلت الكرة للأخير الذي فشل في تسجيلها.