رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف حول مانشيني إيطاليا من "الفرجة" على مونديال روسيا للتتويج باليورو؟

مانشيني
مانشيني

يرجع الفضل الأول في تتويج المنتخب الإيطالي بلقب بطولة أمم أوروبا 2020 إلى الإيطالي روبيرتو مانشيني المدير الفني للمنتخب الذي تحمل المسئولية الفنية في توقيت حرج جدا، وشديد الصعوبة، فما أصعب من أن تقود المنتخب، وكرة القدم الإيطالية تمر بنكسة، وهي عدم التأهل إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018 لأول مرة منذ بطولة البرازيل 1958، وهو حدث كان حديث العالم أجمع، فإيطاليا تعد من القوى العظمى، وضرب زلزالا قويا إيطاليا إذ لم تتم اقالة المدير الفني الإيطالي جيامبييرو فينتورا فقط لكن استقال رئيس الإتحاد الإيطالي كارلو تافيكيو.

بذل مانشيني مجهودا كبيرا من أجل انتشال اللاعبين من حالة الاحباط الكبيرة لأن هناك لاعبين مازال يعتمد عليهم، وبذل مجهودا أكبر لاعادة بناء المنتخب ليظهر بهذه الصورة الرائعة كأفضل منتخب قدم كرة قدم في بطولة أمم أوروبا.

لم يحصل فقط المنتخب الإيطالي على لقبه الثاني لكنه تخلص من عقدة النهائيات في بطولة أمم أوروبا التي لازمته حيث وصل إلى المباراة النهائية مرتين من قبل، ولم يتمكن من حصد اللقب، الأولى في بطولة هولندا وبلجيكا 2000، وخسر أمام المنتخب الفرنسي 1 – 2، والثانية في بطولة بولندا وأوكرانيا 2012، وانهزم بنتيجة كبيرة برباعية نظيفة على يد المنتخب الإسباني، وبالمناسبة هي أكبر نتيجة تحدث في مباراة نهائية في بطولة أمم أوروبا بينما اللقب الوحيد الذي احرزه المنتخب الإيطالي كان في البطولة التي نظمتها إيطاليا 1968، وتغلب على المنتخب اليوغسلافي في مباراة الاعادة بهدفين دون رد لأن المباراة الأولى انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.

لم يكن طريق المنتخب الإيطالي مفروشا بالورود بل واجه عقبات كبيرة حيث تخطى في دور الـ8 المنتخب البلجيكي القوى الذي كان من أقوى المرشحين لاحراز اللقب، وكان المنتخب البلجيكي قد قصي المنتخب البرتغالي حامل اللقب، وفي دور قبل النهائي تجاوز المنتخب الإسباني بضربات الترجيحية 4 – 2 عقب انتهاء المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.

وفي النهائي أنصفته ركلات الترجيح للمرة الثانية على التوالي، وتغلب على المنتخب الإنجليزي 3 – 2 عقب انتهاء المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما.

ولم يخسر المنتخب الإيطالي أي مباراة في البطولة حيث فاز في 5 مباريات متتالية ثم تعادل في مباراتين متتاليتين في دور الـ4، وفي النهائي.

 إنها المرة الثانية أن يتوج منتخب بلقب بطولة أمم أوروبا بضربات ترجيحية بعد بطولة يوغسلافيا 1976 حيث فاز منتخب تشيكوسلوفاكيا على المنتخب الألماني 5 – 3 عقب انتهاء المباراة بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما.

وفي التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية 2020 لم يخسر المنتخب الإيطالي أي مباراة كما إنه لم يتعادل في المجموعة العاشرة، وحصد 30 نقطة كاملة بانتصاره على كل منتخباتها فنلندا، واليونان، والبوسنة والهرسك، وأرمينيا، وليشتنشتاين.

وكان واضحا أن مستوى المتتخب الإيطالي يتطور مع مانشيني، ففي أول استحقاق له مع المنتخب الإيطالي كان في بطولة دوري الأمم الأوروبية في موسم 2018 – 2019 ولم يتمكن من تجاوز دور المجموعات إذ حل وصيفا في المجموعة الثالثة برصيد 5 نقاط جمعها من انتصار وحيد على المنتخب البولندي بهدف دون مقابل في الجولة الرابعة، وتعادلين، الأول ايجابي بهدف لمثله مع المنتخب البولندي في الجولة الأولى، والثاني سلبي مع المنتخب البرتغالي في الجولة الخامسة، وتلقى هزيمة واحدة أمام المنتخب البرتغالي بهدف نظيف في الجولة الثانية.

بينما في موسم 2019 – 2020 تأهل إلى دور نصف النهائي ليلتقي المنتخب الإسباني بعد أن احتل مقدمة المجموعة الأولى بـ12 نقطة حصدها من 3 انتصارات على منتخبات هولندا بهدف دون رد في الجولة الثانية، وبولندا بهدفين دون مقابل، في الجولة الخامسة، وبنفس النتيجة على البوسنة والهرسك في الجولة السادسة، و3 تعادلات منها تعادلين ايجابيين بهدف لمثله مع المنتخبين البوسني والهولندي في الجولتين الأولى والرابعة على الترتيب بينهما تعادل دون أهداف مع المنتخب البولندي في الجولة الثالثة.

كما أن مانشيني خطا خطوات كبيرة في طريق عودة المنتخب الإيطالي إلى نهائيات كأس العالم قطر 2022 حيث يتصدر المجموعة الثالثة في تصفيات قارة أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2022 برصيد 9 نقاط جمعها من 3 انتصارات متتالية على منتخبات آيرلندا الشمالية، وبلغاريا، وليتوانيا بنفس النتيجة بهدفين نظيفين.

إذن مانشيني أعاد الروح إلى الكرة الإيطالية.