رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

ميداليات مصر الأولمبية " 12 " محمد على رشوان فاز بفضية الجودو عام 1984 ونال احترام العالم

محمد علي رشوان على
محمد علي رشوان على منصة التتويج


يحفل تاريخ الألعاب الأولمبية بالعديد من أبطال مصر الذين رفعوا اسم الوطن عاليًا في المحافل الدولية، وأجبروا كل متابعي تلك الألعاب على احترامهم، ورفع القبعة لمصر التي أنجبت أولئك الأبطال.

ومع اقتراب انطلاق دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 يسلط «الكابتن» الضوء على حكايات الأبطال المصريين الأولمبيين في سلسلة تقارير «ميداليات أولمبية»، ويسرد لكم في حلقتها الثانية  عشر قصة بطل الجودو محمد على يرشوان  الفائز بالميدالية الفضية في دورة لوس أنجلوس عام 1984 والذي نال إحترام وتكريم العالم لأخلاقه الرياضية ورفضه استغلال إصابة منافسه .

محمد علي أحمد رشوان إبن الإسكندرية من مواليد 16 يناير عام 1956 بدأ مشواره مع الرياضة بممارسة كرة السلة في نادي الشبان المسيحيين بالإسكندرية لكن العين الخبيرة لعبد المنعم الوحش مدرب الجودو إختارته بعناية لممارسة اللعبة وتدرب معه منذ كان عمره 16 عامًا.. وعرف رشوان الطريق إلى الفوز بالبطولات حتى شاهده  ياماموتو الخبير الياباني الذي جاء لإلتقاط المواهب من مصر لإعدادها للفوز بالبطولات وتولاه بالرعاية كموهبة فذة وأمل كبير لبلاده في الدورات الأولمبية والعالمية.

 

بداية التألق الدولي

 

في عام 1975 سافر رشوان لأول مرة خارج مصرللمشاركة في بطولة  تشيكوسلوفاكيا الدولية ثم شارك في نفس العام ببطولة أسبانيا فشعر بمدى المسئولية عليه كمواطن عربي ومسلم في إظهار الأخلاق الإسلامية والصفات الجميلة عند العرب ومحو الصورة الذهنية التي يحاول الإعلام الغربي إلصاقها بالعرب والمسلمين ومن وقتها وهو يشعر أنه سفير فوق العادة ويحافظ في كافة تصرفاته وسلوكياته على أمانة المسئولية.

تعددت مشاركات  محمد علي رشوان  في البطولات الودية وحقق أول ميدالية عندما فاز ببرونزية  بطولة العالم العسكرية في كلورادو عام 1981 وإحتفظ بنفس الميدالية في البطولة التالية بالبرازيل عام 1982 كما فاز بذهبيتي إفريقيا في وزنى الثقيل والمفتوح عام 1982 واحتفظ بهما عام 1983 الذي شهد أيضًا فوزه بالميدالية البرونزية في دورة ألعاب البحر المتوسط التي أقيمت في اليونان وشارك فيها أبطال أوروبا الأقوياء الذين يمثلون أبطال العالم مع اليابان .

ميدالية فضية وحب و احترام العالم

بعد هذه الإنجازات أصبح لدى الجميع قناعة تامة بأن محمد علي أحمد رشوان أصبح قادرا على تحقيق ميدالية أولمبية هى الأولى لمصر منذ فاز الملاكم عبد المنعم الجندي بميدالية برونزية في دورة روما عام 1960 ودخل البطل رشوان في معسكرات مستمرة وبطولات خلال عام 1983وحتى شارك في دورة لوس أنجلوس الأولمبية في صيف عام 1984 ونجح في الفوز بالميدالية الفضية في الوزن المفتوح  لكنه في الحقيقة لم يفز بالميدالية فقط وإنما كسب إحترام العالم عندما رفض إستغلال إصابة منافسه الياباني ياماشيتا خلال المباراة النهائية بعدما توقع اليابانيون وكل من شاهد المباراة أن يضربه رشوان في ركبته المصابة حتى لو ظهر ذلك عن دون عمد ويفوز بالذهبية ولكنه لم يفعل وفضل أن يخسر الذهبية بشرف عن أن يفوز بالمركز الأول بأسلوب غير رياضي فوضعه العالم في المكان الذي يستحقه وخلال المؤتمر الصحفي عقب المباراة كان رشوان هو من تلقي النصيب الأكبر من أسئلة الصحفيين وليس الياباني الفائز بالذهبية وكان السؤال الأبرز عن سبب عدم إستغلال إصابة منافسه فرد قائلا " أخلاقي وديني يمنعاني من استغلال إصابة المنافس لكى أحقق الفوز "

 

تكريم اليونسكو والشعب الياباني

أصدرت منظمة اليونسكو في يوم المباراة بيانا أشادت فيه بالبطل الخلوق محمد رشوان ومنحته جائزة اللعب النظيف عام 1985 وفاز بجائزة أحسن خلق رياضي في العالم من اللجنة الأولمبية الدولية للعدل ومقرها فرنسا وكان يرأسها آنذاك اللورد كيلاتين الرئيس السابق للجنة الأولمبية الدولية وأستقبله الرئيس محمد حسني مبارك وقلده أرفع الأوسمة وأشاد بخلقه الرياضي وأصر الشعب الياباني على تكريمه في طوكيو فسافر رشوان وتوقع التكريم في القاعات والغرف المغلقة لكنه فوجئ بعشرات الآلاف يخرجون لإستقباله ما بين مسئولين سياسيين ورياضيين وأبطال مما أظهر مدى تقدير الشعب الياباني له لمجرد أنه لعب بأخلاق رياضية وحافظ على صورة ياميشيتا كبطل رياضي قومي عندهم وتنوعت أشكال التكريم ما بين أوسمة ونياشين وبين إستضافة دائمة للتدريب على نفقة الحكومة اليابانية.

 

استمر رشوان يلعب الجودو حتى إعتزل عام 1992 بعد حياة حافلة بالميداليات والكؤوس وبعد أن صار واحدًا من أفضل خمسة لاعبين في العالم ففاز بفضية العالم في كوريا الجنوبية عام 1985 وجمع 28 ميدالية ذهبية في بطولات إفريقيا.

 

و اكتفى رشوان بعد الإعتزال بالإشراف على اللعبة في نادي المقاولون  وبعضوية اللجنة الفنية باتحاد الجودو وبالتحكيم على المستوى الدولي.

في عام 2019 منحت اليابان وسام الشمس المشرقة لمحمد على رشوان تقديرًا لجهوده فى تعزيز العلاقات بين شعبى البلدين من خلال التعريف برياضة الجودو فى مصر وقام سفير اليابان لدى مصر ماساكى نوكى بتسليم الوسام لرشوان.