رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

ميداليات مصر الأوليمبية "4".. خضر التونى الفائز بذهبية دورة برلين 1936 قال له هتلر "وددت لو كنت ألمانيًا"

خضر التوني
خضر التوني

خضر التوني.. بطل رفع الأثقال، نموذج لكفاح المصريين وعشقهم لبلدهم، رفع علم بلاده عندما فاز بذهبية دورة برلين الأوليمبية عام 1936 وحرص رغم مرضه على المشاركة في دورة لندن 1948 وحقق المركز الرابع وتم تكريمه بإطلاق اسمه على أحد الشوارع في القرية الأوليمبية في ميونخ.

خضر التوني مواليد 15ديسمبر عام 1916 في منطقة شبرا  بمحافظة القاهرة في أسرة بسيطة وكان والده يملك محلا لبيع الجلود بمنطقة بين الصورين وعشق خضر التوني الرياضة مُنذ صغره وانضم لنادي الشبان المسلمين بشبرا عام 1934 وبدأ بممارسة هوايته وهي رفع الأثقال وتم إعفاؤه من دفع رسم اشتراك النادي بسبب نبوغه الرياضي.


كان خضر التوني حريصا على مشاهدة المباريات الرياضية التي يمارسها تلاميذ شبرا  في أرض الفضاء بجوار جامع الخازندارة.

 وكانوا يصنعون ثقلا من يد مقشة في طرفيها حجران متساويان أو وضع  أسمنت ورمل في علبة من الصفيح  وفي أحد الأيام استمر وضع الأحجار حتى بلغ وزنها 80 كيلو وحاول كل التلاميذ رفع الثقل دون جدوى ووقف خضر التوني الذي لا يتجاوز عمره 17 سنة يراقب الموقف وتمنى لو دعاه أحدهم ليجرب حظه في رفع الثقل ولمح أحد التلاميذ ذلك الفتى ورأى في عينه رغبة قوية في مشاركتهم  وسمحوا له أن يحاول رفع الثقل وبمنتهى البساطة قام برفعه دون أن يظهر عليه أدنى تأثر.

 هلل التلاميذ للفتى الذي لا يزيد عنهم سنا ودعوه لمشاهدة علي الكسار في مسرحه واستمروا يزيدون الأثقال فيرفعها خضر التوني ويكافئونه على موهبته بقضاء ليلة في المسرح.

بعد عامين حصل علي بطولة مصر وفي نفس العام شارك في مسابقة كأس الشواربي وبعد ذلك في بطولة القاهرة بنادي شبرا وفاز ببطولة الوزن المتوسط بمجموع «235» كيلو وحصل على المركز الثاني بمجوعة أقل «25» كيلو من الفائز كما شارك في بطولة مصر بصالة البلدية في الإسكندرية وحقق مجموع «245» كيلو وفي عام 1935 نجح خضر التوني في تحطيم الرقم القياسي العالمي في رفعة الضغط.

 

ذهبية دورة برلين وذهول هتلر

 

صنع خضر التوني أسطورته في دورة برلين الأوليمبية عام 1936 ولم يكن قد أكمل عامه العشرين ووقتها كان الزعيم النازي هتلر يسعى لإثبات أفضلية الجنس الآري وكان واثقا من فوز بطلى ألمانيا أزماير وواجنر بالذهبية والفضية في منافسات رفع الأثقال لكن المفاجأة الكبرى أن فاز خضر التوني على بطلى ألمانيا وحصل على الميدالية الذهبية في وزن المتوسط بعد أن حطّم الرقم القياسي الأوليمبي 3 مرات وبلغ مجموع رفعاته 387.5 كيلو قال هتلر لخضر التوني " أهنئك ولمصر أن تفخر بك أرجو أن تعتبر أنك هنا في ألمانيا بلدك الثاني وددت لو كنت ألمانيا هر توني".

في دورة لندن 1948 وكانت أول دورة أوليمبية تقام عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية وبعد وصول البعثة المصرية إلي لندن بأسبوع أصيب خضر التوني وأمر طاهر باشا رئيس البعثة بدخوله المستشفي للعلاج وعدم السماح له بالاشتراك في مسابقة رفع الأثقال وبعد دخوله المستشفي، رفض خضر التوني إجراء عملية جراحية في الزائدة الدودية وطلب من الأطباء العلاج فقط وهو ماحدث بالفعل وأجري عملية الميزان في وزن المتوسط وهو مريض وقام بثلاث رفعات فقط في الخطف والضغط والنطر ثم سقط بعد ذلك  وكانت هذه الرفعات رغم هذا المرض سببا في حصوله علي المركز الرابع  وقال إن حبه لوطنه مصر دفعه للاشتراك رغم المرض ومنع الأطباء.




التوني بطل العالم

فاز خضر التوني عام 1949 ببطولة العالم واحتفظ باللقب عام 1950 ووصفته الصحف العالمية بالبطل الذي لا يقهر وأطلق اسمه على أحد شوارع القرية الأوليمبية في ميونخ تكريمًا له كما أطلق اسمه على أحد شوارع منطقة مدينة نصر وأحد شوارع منطقة سيدي جابر بالإسكندرية، وكذلك أحد ميادين منطقة حلوان.

وتصدر اسم خضر التوني قائمة أعظم 50 بطلا في تاريخ رفع الأثقال لمدة 48 عاما وهى القائمة التي يصدرها الاتحاد الدولي لرفع الأثقال سنويا.

وفي الثاني والعشرين من سبتمبر عام 1956 توفي خضر التوني  بسبب صعق الكهرباء نتيجة حدوث ماس كهربائي أثناء محاولته إصلاح إضاءة غرفة أبنائه لكي يتموا مواصلة مراجعه دروسهم الخاصة بهم.