رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

ميداليات مصر الأوليمبية «2» السيد نصير يحقق ميدالية ذهبية عام 1928.. عاقبه مديره لمصافحته ملكة هولندا

السيد نصير
السيد نصير

يقوم " الكابتن " بإلقاء الضوء على الأبطال المصريين الذين حققوا ميداليات في الدورات الأوليمبية، والبداية ستكون مع نجوم الذهب وبالتحديد السيد نصير، أول مصري وعربي يفوز بميدالية ذهبية في الألعاب الأوليمبية.

ولد السيد محمد نصير وشهرته السيد نصير بقرية شوبر التابعة لطنطا بمحافظة الغربية يوم 31 أغسطس عام 1905وبدأ ممارسة رفع الأثقال في مولد السيد البدوي بمدينة طنطا، وذلك عندما شاهد البطل عبد الحليم المصري، صاحب الفضل الأول في انتشار اللعبة بمصر واتجه السيد نصير إلى المدرسة التي كان يدرس بها، وهي مدرسة طنطا الثانوية، وقام بتكوين فريق لرفع الأثقال.

 

بدأ السيد نصير مشواره مع البطولات عام 1925، عندما شارك في بطولة مصر وتوج بلقب وزني الخفيف والثقيل واحتفظ باللقب حتى عام 1928الذي شارك خلاله في دورة أمستردام الأوليمبية، ليحقق

أبرز إنجازاته، ويصبح أول لاعب مصري وعربي يفوز بالميدالية الذهبية في تاريخ الدورات الأوليمبية بعدما تفوق على 17 رباعًا، وقام برفع 355.5 كيلو جرام بواقع 100 كيلو في الضغط و110 كيلو في الخطف و145.5في النطر.

 

بعد الميدالية الأوليمبية ذاع صيت السيد نصير وانضم  للنادي الأهلي عن طريق محمد بسيوني مدربه في أوليمبياد أمستردام، ونجح في الفوز ببطولة العالم عامي 1930 في ميونيخ و1931 في لوكسمبورج، كما حقق رقما قياسيا برفع 167 كيلو جرامًا في منافسات النطر، وظل محتفظًا به لمدة 15 عامًا، حتى انتزعه منه قريبه محمد جعيصة الذي سجل 170.5 كيلو عام 1945.

كان نصير مدربًا لعدد من الأبطال، أمثال أنور مصباح وخضر التوني ومحمود فياض وإبراهيم شمس وكمال محجوب، وحصل نصيرعلى وسام النيل من الملك فاروق عام 1949ووسام اللوتس عام 1956ووسام الرياضة من الدرجة الأولى عام 1956 من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان مسئولا عن مجموعات الكشافة والمرشدات في تطهير مدينة بورسعيد قبل العدوان الثلاثى عام 1956.

أمير الشعراء أحمد شوقي أنشد قصيدة في مدح السيد نصير قال فيها:

 

شرفًا نصير ارفع جبينك عاليا.. وتلق من أوطانك الإكليلا

 

يا قاهر الغرب العنيد ملأته.. بثناء مصر على الشفاة جميلا

 

قلبت فيه يدًا تكاد لشدة.. في البأس ترفع في الفضاء الفيلا

 

إن الذي خلق الحديد وبأسه.. جعل الحديد لساعديك ذليلا

 

زحزحته فتخاذلت أجلاده.. وطرحته أرضًا فصل صليلا

 

لم لا يلين لك الحديد ولم تزل.. تتلو عليه وتقرأ التنزيلا

سيد نصير كان موظفا بسيطا فى وزارة الشئون الاجتماعية وفور عودته إلى عمله بعد انتهاء الدورة الأوليمبية تم إخباره بأن رئيس الأرشيف "مديره المباشر" يسأل عنه يوميا تاركا رسالة له بضرورة الحضور إليه فورا، وظن نصير أن مديره يريد الاحتفاء به، فهو الذي كان في الليلة الماضية نجم حفل بنادي الجزيرة حضره رئيس الوزراء والوزراء والنبلاء من الأسرة المالكة على شرف الميدالية الأوليمبية التى حصدها، إلا أنه وجد استجوابا من المدير عن سبب الغياب، وعندما أجاب بأنه كان يلعب فى هولندا قرر رئيس الأرشيف معاقبته بخصم شهر من راتبه  فأخبره نصير بأن كل الصحف نشرت صورته وهو يصافح ملكة هولندا، فما كان من المدير إلا أن قام بخصم نصف شهر آخر بسبب عدم الحصول على إذن رسمى من المصلحة لمقابلة ملكة هولندا.

ولم يكن مدير نصير المباشر يعلم بالأمر، ولم يكن يعلم ما هى الأوليمبياد، وكان يتحدث بحسن نية ويصدر قراراته بناء على عدم معرفة، وعندما خصم المدير راتب نصف شهر آخر لعدم حصوله على إذن رسمى لمقابلة ومصافحة ملكة هولندا اشتد غيظ البطل الأوليمبي وأخبر مديره أنه التقى رئيس الوزراء والوزراء والنبلاء وصاحب المعالي وزير الحربية وخرج المدير مسرعا من مكتبه متوجها إلى مكتب زملائه ووجدهم ينشدون أشعار أحمد شوقي فخرج لغرفة أخرى ووجد الزملاء يتهامسون عن بطولة نصير، ولم يتحمل المدير الصدمة فوقع على الأرض مغشيًا عليه ليطلب فور إفاقته السفر إلى أمستردام.

توفي السيد نصير عام 1974عن عمر يناهز 69 عامًا وكان متزوجا ولديه 3 أولاد.