رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا تفوق سويسرا في يورو 2020؟

منتخب سويسرا صاحب
منتخب سويسرا صاحب أكبر مفاجأة في يورو 2020

يستحق المنتخب السويسري كل التقدير قبل التحية، فهو لم يقص المنتخب الفرنسي بالمصادفة أو بالحظ، حتى لو كان بضربات ترجيحية، فقد كانت له أفضلية في أوقات كثيرة من المباراة، حتى والمنتخب الفرنسي متقدما بفارق هدفين، ولهذا كان من السهل تعويضهما في 10 دقائق، ويستعيد المباراة بعد أن هربت منه أمام بطل العالم، وكان يمكن أن ينهيها في الدقيقة 55 لو أحرز لاعبه ريكاردو رودريجيز ضربة الجزاء، وكان متقدما بهدف أحرزه هاريس سيفيروفيتش في الدقيقة 15 مستغلا سوء تمركز المدافعين الفرنسيين، لكن رودريجيز أضاعها، وهو الفعل الذي سبب تراجعا معنويا لفترة استطاع فيها المنتخب الفرنسي أن يتعادل ويتقدم .

لكن السويسريين انتفضوا فجأة، وعادت لهم الروح، خاصة بعد تغييرات مهمة، وفاعلة أجرها مدربهم السويسري فلادمير بيتكوفيتش، في مقابل أخطاء وقع فيها الفرنسي ديديه ديشان، المدير الفني للمنتخب الفرنسي، حين تصور أن المباراة انتهت، فأجرى تغييرات للمحافظة على النتيجة بلاعبين أقل في المستوى من اللاعبين الذين استبدلهم، فجاء العقاب السويسري سريعا، خاصة وهم يلعبون بتناسق جيد، دفاعا وهجوما.

ويبدو أن المنتخب السويسري في حالة تقدم، فإذا كان قد اكتفي بتجاوز دور المجموعات لأول مرة في البطولة الماضية فرنسا 2016، فإنه تخطي في البطولة الحالية واحدا من أفضل فرق العالم في يورو 2020، والمرشح الأول لها في دور الـ16.

ولم يتوقع أحد من الخبراء والمحللين أن يحدث هذا على الإطلاق، إذ أيقن الجميع بعد تسجيل الفرنسي بول بوجبا الهدف الثالث في الدقيقة 75 أن المباراة انتهت إكلينيكيا، وتأهل المنتخب الفرنسي إلى دور الـ8 لملاقاة المنتخب الإسباني، لكن المنتخب السويسري كان له قرار آخر، فتعادل.

وفي الوقتين الإضافيين لم يتمكن أي من المنتخبين  تغيير الأوضاع من فرط المجهود المبذول في الوقت الأصلي، وانحازت ضربات الترجيح إلى المنتخب السويسري المجتهد المقاتل 5- 4.  

وفي البطولة الماضية فعل المنتخب السويسري نفس الشئ أمام المنتخب البولندي في نفس الدور حيث تأخر عن المنتخب البولندي بهدف في الدقيقة 39 أحرزه جاكوب بواشتشيكوفسكي، واستطاع أن يدرك التعادل في الدقيقة 82 بهدف سجله شيردان شاكيري، ولم يتمكن أي من المنتخبين من احراز هدف الانتصار في الوقتين الإضافيين ليتم الاحتكام لضربات ترجيحية لكن في هذه المرة أدارت ظهرها للمنتخب السويسري، وخسر بنفس النتيجة 4 – 5.

تجاوز المنتخب السويسري دور المجموعات في هذه البطولة بصعوبة بالغة ضمن أفضل الثوالث بعد أن جمع في المجموعة الأولى 4 نقاط من تعادل في الجولة الأولي مع المنتخب الويلزي بهدف لكل منهما، بعده تغلب على المنتخب التركي 3 – 1، ثم اختتم مبارياته في المجموعة بالهزيمة أمام المنتخب الإيطالي بثلاثية نظيفة.

على الجانب الآخر تصدر المنتخب الفرنسي المجموعة السادسة الحديدية بـ5 نقاط حصدها من انتصار على المنتخب الألماني بهدف دون رد أعقبه تعادلان ايجابيان مع المنتخبين المجري والبرتغالي بهدف لمثله وبهدفين لكل منهما على الترتيب.

وهذه المرة الثالثة التي يخرج المنتخب الفرنسي فيها من الدور الأول في الأدوار الإقصائية، الأولى كانت في بطولة البرتغال 2004، وأقصاه المنتخب اليوناني الذي فاز باللقب فيما بعد في دور الـ8 بالهزيمة بهدف دون مقابل، والثانية في بطولة بولندا وأوكرانيا 2012، وأطاح به من دور ربع النهائي المنتخب الإسباني بعد أن خسر بهدفين نظيفين.

وبالمناسبة في هذين البطولتين كان عدد المنتخبات المشاركة 16 منتخبا فقط، أي أن دور الـ8 هو الدور التالي لدور المجموعات.

على أي حال إقصاء المنتخب الفرنسي هو المفاجأة الكبيرة الثانية في البطولة بعد خروج المنتخب الهولندي على يد المنتخب التشيكي من نفس الدور، والمفارقة أن المنتخب الهولندي كان محتلا مقدمة المجموعة الثالثة، في حين المنتخب التشيكي كان محتلا المركز الثالث في المجموعة الرابعة.