رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أبناء العاملين".. لم ينجح أحد في البيت الأبيض (3-4)

نادي الزمالك
نادي الزمالك

 

 عرف قطاع الناشئين بنادي الزمالك طريق المجاملات منذ زمن بعيد، برغم قلة عدد أبناء النجوم القدامى في القلعة البيضاء، قياساً عليه في النادي الأهلي الذي عاني لسنوات طويلة بسبب زيادة عدد أبناء اللاعبين في كل مرحلة سنية، ومع كل ذلك فكانت المجاملات داخل قطاع الناشئين على الملأ والمشاركة في المباريات محجوزة لأبناء اللاعبين القدامى.

 

لكن الأمر الجيد في الزمالك أن هناك شبه إجماع على أن هؤلاء اللاعبين مصيرهم الرحيل عن النادي، بمجرد وصولهم للسن القانونية، يقينا من الجميع سواء المسئولين عن قطاع الناشئين أو حتى الآباء بأن مستوى أبناءهم لا يؤهلهم لارتداء تيشيرت نادي الزمالك، ومن ثم البحث عن إعارة والانتقال لناد آخر.


وباستثناء حازم إمام وهشام يكن، نستطيع القول أنه لم ينجح أحد من أبناء النجوم في نادي الزمالك، برغم تقديم قطاع الناشين مواهب كروية عديدة طوال العقدين الأخيرين، على رأسهم محمود عبد الرازق "شيكابالا" ومحمد إبراهيم لاعب فريق سيراميكا حاليا.

 


 

1-بداية مبشرة ونهاية قاتمة

كانت تجربة هشام يكن نجم الزمالك السابق ونجل المرحوم يكن حسين كابتن الزمالك فى الخمسينيات ونفس الأمر حازم إمام نجل حمادة إمام كابتن الزمالك فى ذلك الوقت، بمثابة بداية مبشرة لأبناء قدامى اللاعبين، بعدما ظهر الثنائي بمستوى رائع مع الزمالك ومنتخب مصر وكانا على قدر المسئولية، حتى أطلق عليهما مثل ابن الوز عوام .

وبمرور الزمن تغير الوضع تماما وبات الأمر أشبه بالكابوس، بعدما تحول أبناء اللاعبين القدامى فى الزمالك من نماذج مبشرة وامتدادا لآبائهم فى الملاعب إلى أشباح، بداية من كريم حسن شحاتة الذى فشل حتى فى استكمال مسيرته في نادي المقاولون العرب واعتزل في عام 2005 وأحمد غانم سلطان الذي أنهى مسيرته مبكرا.

ولم يستمر أمير عزمي مجاهد، مدافع الزمالك الأسبق، كثيرا داخل القلعة البيضاء، رغم أنه كان مدافع جيد منذ الصغر إلا أن مستواه تراجع بشكل ملحوظ بمرور الوقت، حتى رحل إلى باوك اليوناني، قبل أن ينتقل إلى العديد من الأندية الأوروبية، ثم فشل في تجربته مع الزمالك حين عودته ليصبح بلا ناد وتنتهى مسيرته سريعاً.

وهناك أيضا عمر إسماعيل يوسف، لاعب فريق الشباب، في الزمالك والذي شارك لعدة مباريات أثناء تولي أحمد حسام «ميدو» مسؤولية تدريب الفريق فى عام 2014، لكنه اختفى كرويا، بعدما انتقل إلى صفوف فريق إتحاد الشرطة، وشادي المأمور نجل عادل المأمور، حارس مرمى الزمالك ومنتخب مصر الأسبق ولم يستمر في القلعة البيضاء، وتوجه لنادي المقاولون العرب ثم اختفى سريعًا عن الأنظار.

حرم التعليم أحمد طارق يحي من الاستمرار فى الزمالك الذى تربي فيه وشارك بقطاع الناشئين لمدة 7 سنوات، حيث ابتعد عن الملاعب بسب دراسته تعليم بريطاني وكان من الصعب المواظبة على الكرة والتعليم ثم اتجه إلى عالم الموسيقى.

وشملت قائمة ناشئي نادي الزمالك من أبناء النجوم أيضا هشام نصر إبراهيم  وعمرو سامي منصور ومحمود بدر حداد وخالد غانم سلطان وطارق منير كمال، وأحمد فاروق جعفر، ويوسف أيمن عبد العزيز وأيمن أمير عبد العزيز ومصطفى طارق مصطفى مواليد 2001 ويوسف أسامة نبيه مواليد 2000 وأدهم محمود الخواجة وعلي عبدالحليم علي ويوسف خالد الغندور ونجل تامر عبد الحميد ونجل كريم حسن شحاتة.

2- الحسنة الوحيدة لمجلس مرتضى

ربما كانت الحسنة الوحيدة لمجلس إدارة نادى الزمالك السابق برئاسة مرتضى منصور، هى فرض شيء من العدالة داخل قطاع الناشئين بنادى الزمالك خلال السنوات الأخيرة، وذلك من خلال توجيه الشكر لأبناء اللاعبين القدامى وعدم منحهم فرصة الانضمام للفريق الأول، برغم الاستعانة بأى لاعب جيد من قطاع الناشئين .

وشهد الفريق الأول لنادى الزمالك انضمام عدد كبير من قطاع الناشين خلال السنوات الماضية، ليس من بينهم أي لاعب من أبناء اللاعبين القدامى، الأمر الذى يؤكد أن قرار تصعيدهم للفريق الأول بعيد تماما عن المجاملات.


وفى مقدمة هؤلاء اللاعبين الذين تم تصعيدهم للفريق الأول أحمد عيد الظهير الأيمن للزمالك، وثنائى الهجوم أسامة فيصل وحسام أشرف، والثلاثى متواجد مع الفريق الأول حالياً، وهناك بعض نجوم المنتخب الأوليمبى من ناشئي نادي الزمالك أمثال مصطفى محمد وأحمد أبو الفتوح والحارس محمد صبحي وغيرهم من النجوم الذين رحلوا عن الفريق الأبيض على سبيل البيع أو الإعارة.

ورغم وجود مواهب جيدة داخل قطاع الناشئين بالزمالك، إلا أن إدارة النادي كانت تدعم قائمة الفريق الأول عن طريق شراء اللاعبين، لعدم قناعتها بمستوى لاعبي الناشئين لدرجة أنه فى بعض المواسم كانت إدارة الزمالك تتعاقد مع ما يقرب من 20 لاعبا.

 

3-غياب أصحاب النفوذ

 

كانت مهمة مسئولي نادي الزمالك في إبعاد أبناء النجوم القدامى عن قائمة الفريق الأول، سهلة للغاية علي عكس الوضع في النادي الأهلي، وذلك بسبب غياب أصحاب النفوذ، سواء في اتحاد الكرة أو مجلس إدارة النادي أو حتي النفوذ الإعلامي مثل وضع أحمد شوبير في الوقت الحالي .

 

ولم يجرؤ أي نجم علي مهاجمة مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك السابق، بسبب إبعاد نجله عن الفريق الأول، وفي مقدمتهم أسامة نبيه وكريم حسن شحاته الذي اضطر لنقل ابنه إلي صفوف فريق الجونة برغم أنه كان ضمن التشكيلة الأساسية لفريق الناشئين بالزمالك، برغم تواضع مستواه .

 

وربما تعود ريما لعادتها القديمة مع بداية الموسم المقبل، خاصة بعد رحيل مرتضي منصور عن إدارة نادي الزمالك بشكل نهائي، مما يمنح أولياء الأمور للضغط على مسئولي النادي من أجل الموافقة على تصعيد أبناءهم للفريق الأول، وإعارتهم لأندية أخري كنوع من الحفاظ على التواجد داخل الزمالك.