رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذكريات يورو «2».. 1976.. كأس الجعة الذى خلد «بانينكا» وتوج تشيكوسلوفاكيا

أنطونين بانينكا
أنطونين بانينكا

أيام قليلة وتفصلنا عن البطولة رقم 16 في تاريخ بطولات أمم أوروبا حيث تقام النسخة الجارية الاستثنائية في العديد من بلاد أوروبا.

بطولة ينتظرها الجميع بعدما تأجلت لمدة عام بسبب انتشار وباء كورونا في العالم، حيث يدخلها منتخب البرتغال للدفاع عن لقبه الأخير في 2016 والذي كان الأول في تاريخه.

ودائمًا ما ترتبط البطولات المجمعة بالذكريات والمواقف، لذلك في سلسلة تقارير "ذكريات يورو" نستعرض لكم أبرز هذه الذكريات التي مرت على مدار تاريخ يورو.

وفي الحلقة الثانية من سلسلة «ذكريات يورو» يعود «الكابتن» بالزمن إلى المباراة النهائية للنسخة الخامسة من بطولة أمم أوروبا؛ والتي أقيمت عام 1976.

بطولة عام 1976؛ أقيمت بمشاركة 4 منتخبات؛ وهي ألمانيا الغربية؛ وهولندا، وتشيكوسلوفاكيا، ويوغسلافيا؛ وأقيمت في مدينتي بلجراد وزغرب في يوغسلافيا.

الوضع السياسي والجغرافي لتلك الفترة شهد اندماج أكثر من دولة معًا؛ فكانت يوغسلافيا تضم دول: "صربيا، كرواتيا، سلوفينيا، البوسنة والهرسك، مونتنيجرو، مقدونيا"؛ بينما عرفت دولة تشيكوسلوفاكيا التي قُسمت فيما بعد إلى دلوتي التشيك، وسلوفاكيا؛ فيما أنشئت ألمانيا الغربية في عام 1940؛ واستمرت لخمسين سنة قبل أن تنضم لجارتها الشرقية ويكونان دولة ألمانيا بوضعها الحالي.

التفاصيل كثيرة؛ ولكن ماسبق ذكره كان لمجرد العلم بوقائع الأمور؛ وأسماء الدول آنذاك وماوصلت إليه الآن.

وشهدت بطولة أمم أوروبا واقعة غريبة؛ إذ أنه كان من المفترض أن تعاد المباراة حال انتهاء وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل؛ ولكن قبيل المباراة ببضعة ساعات تم إبلاغ الفريقين بالاحتكام لركلات الترجيح في حالة التعادل.

وأقيمت المباراة النهائية بين منتخبي تشيكوسلوفاكيا، وألمانيا الغربية على ستاد كرفينا زفيزدا؛ وانتهى الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق؛ وافتتح يان زفيهليك التسجيل لمنتخب تشيكوسلوفاكيا في الدقيقة الثامنة؛ ثم أضاف زميله كارول دويباس الهدف الثاني بالدقيقة 25؛ ثم قلص تيرد مولر النتيجة للمنتخب الألماني في الدقيقة 28؛ وسجل بيرند هولسبانين التعادل بالدقيقة 89.

احتكم الفريقان لركلات الترجيح، وسجل كل منتخب أول 3 ركلات بنجاح؛ حتى جاء أولي هونيس، رئيس نادي بايرن ميونخ الحالي، وسدد الركلة الرابعة أعلى العارضة.

11 مترًا  وكرة؛ دقيقة أو اثنتين بالكثير يفصلون بانينكا ابن الثمانية وعشرين عامًا عن المجد، اللقب الأوروبي الأول لبلاده؛ اسمه يملع في كل الصحف؛ صورته معلقة بكل شبر في البلاد؛ هكذا ظن بانينكا ستكون الأمور إذا سجل الهدف؛ لكنه لم يعلم أنه سيخلد اسمه بالتاريخ.

"فقط البطل الحقيقي هو من يوجد حلًا كهذا في مثل هذه الأوقات" فرانز بيكنباور، قائد منتخب ألمانيا في تلك البطولة عن تسديدة أنطونين بانينكا.


دخل بانينكا بخطوات مسرعة أوهمت حارس المرمى أنه سيسدد الكرة بقوة؛ فاختار الارتماء جهة اليسار ولكن بانينكا رفع الكرة قليلًا عن الأرض بوجه قدمه وأرسلها تتهاود نحو الشباك ليعلن فوز تشيكوسلوفاكيا باللقب الأوروبي الأول؛ وتعرف تلك الطريق بـ"تسديدة بانينكا" نسبة له كأول من استخدمها في مباراة رسمية.


«كنا أنتظر أنا وحارس فريقي بعد المران؛ ونلعب ركلات الترجيح على قطع من الشيكولاتة أو كأس من الجعة، وأسدد الكرة برفعها قليلًا عن الأرض في منتصف المرمى؛ لقد بدأ وزني في الزيادة لأنني كنت أفوز بالرهانات؛اخترت لعب الكرة بهذه الطريقة لأنني رأيت أنها الطريقة الأفضل والأسهل للوصول للمرمى؛ إنها خطة بسيطة» أنطونين بانينكا؛ في تصريح لموقع الاتحاد الأوروبي.



هكذا كشف بانينكا عن الطريقة التي اكتشف بها طريقة الـ"بانينكا"؛ وكيف تسبب كأس الجعة الذي فاز به في رهاناته مع حارس فريقه في فوز تشيكوسلوفاكيا بلقبها الأول بأمم أوروبا.