رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف حقق توخيل حلمه القديم مع تشيلسى؟

توخيل
توخيل

الإسباني بيب جوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، هو من يتحمل مسئولية ضياع لقب دوري أبطال أوروبا من مانشستر سيتي، عقب هزيمته على يد تشيلسي في النهائي بهدف نظيف، ليس لأنه بدأ المباراة بتشكيل خاطئ فقط، ولكن لأنه لم يدر المباراة الأهم في تاريخه، وفي تاريخ مانشستر سيتي بشكل جيد، وظهر غياب حضوره الذهني إلى حد كبير، فلم يستطع فك شفرة تشيلسي، وخطط الألماني توماس توخيل، ولم يستطع أن يعيد لاعبيه إلى المباراة التي ظلوا بعيدين عنها ذهنيا وفنيا من أول دقيقة إلى نهايتها، وخسر جوارديولا أن يكون المدير الفني الذي قاد مانشستر سيتي لتحقيق لقبه الأوروبي الأول.

ودليل غيابه الذهني أنه لم يستفد من الهزيمتين السابقتين أمام تشيلسي، الأولى تلقاها في دور قبل النهائي في كأس الاتحاد الإنجليزي بهدف دون رد، وقلنا وقتها إن الهزيمة واردة، خاصة وهو يلعب ضد فريق كبير، ومدير فني له سمعة هائلة، كما أن بطولات الكأس في كل العالم كثيرا ما تحمل مفاجآت.

والهزيمة الثانية  كانت في الأسبوع الـ35 في الدوري الإنجليزي الممتاز 1 – 2 على استاد الاتحاد، وأرجعنا الهزيمة إلى أنه ضمن لقب البريميرليج، وأن هذه المباراة لم تعد تمثل له أهمية، وباتت بلا قيمة، فهي تحصيل حاصل، ولا تحتاج إلى بذل مجهود كبير، وأن من الأفضل أن يدخر مجهود فريقه لنهائي التشامبيونزليج الأهم على الاطلاق.

أما أن يتلقى جوارديولا 3 هزائم متتالية أمام الألماني توماس توخيل، المدير الفني لتشيلسي في 3 بطولات مختلفة معناه أن هناك مشكلة، ومشكلة كبيرة عند جوارديولا أنه لم يستوعب الطريقة التي يلعب بها توخيل، ولم يضع حلولا لاختراق التنظيم الدفاعي المميز جدا لتشيلسي، لدرجة أن مانشستر سيتي لم يخلق فرصة تقول إنها محققة للتهديف، ولم يهدد مرمى تشيلسي إلا قليلا، وبخطورة ليست كبيرة.

على أي حال أبت أوروبا أن يكون لها بطل جديد مثلما حدث في الدوري الأوربي، وخابت أغلبية ترشيحات الخبراء لتتويج مانشستر سيتي باعتباره من أفضل الأندية في أوروبا في هذا الموسم، وقد آن أوان اللقب النفيس، لكن تشيلسي قلب الطاولة في وجه مانشستر سيتي وخطف منه اللقب ليكون الثاني في تاريخه بعد 2012.

المدهش أن توخيل في هذا الموسم أقيل من منصبه كمدير فني لباريس سان جيرمان، وكان الفريق بعد الأسبوع الـ17 في المركز الثالث، وفي رصيده 35 نقطة، ولا يفصله سوى نقطة عن المتصدر أولمبيك ليون، ويبدو أن السبب هو خوف إدارة النادي الباريسي من فشل توخيل في الفوز بالتشامبيونزليج، بالرغم من تصدره مجموعته كما هو حال في العام الماضي، حين خسر توخيل النهائي أمام بايرن ميونيخ.

المدهش أن مانشستر سيتي هو الذي أقصى باريس سان جيرمان من دور الـ4 بعد رحيل توخيل منه، الذي أخذ تشيلسي إلى البطولة على حساب السيتي.

انضم توخيل إلى قائمة المدربين الأبطال في أوروبا من بوابة تشيلسي بعد أن درب فريقين، ولم يفز معهما باللقب، وهما بوروسيا دورتموند الألماني موسمين، الأول 2015 – 2016، ولم يتأهل في هذا الموسم إلى التشامبيونزليج؛ لأن دورتموند تراجع ترتيبه إلى السابع في الدوري الألماني في الموسم الذي يسبقه لكنه شارك في الموسم التالي، لكنه خرج من دور الـ8 على يد موناكو الفرنسي.

وبعد عام كامل من الراحة انتقل إلى تدريب باريس سان جيرمان، وفي موسم 2018 – 2019 في التشامبيونزليج أطاح به من دور الـ16 مانشستر يوناتيد بسيناريو غريب جدا، حيث تغلب على مانشستر يوناتيد بهدفين دون مقابل في مباراة الذهاب على ملعب أولد ترافورد، وانهزم 1 – 3 في مباراة العودة على ملعب بارك دي برانس، وفي الموسم التالي وصل بباريس سان جيرمان إلى النهائي لأول مرة في تاريخه لكنه خسر بهدف نظيف أمام بايرن ميونيخ الألماني.

أخطاء جوارديولا، وإجادة توخيل هما ما حولا اللقب من مانشستر سيتي إلى تشيلسي.