رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحليل.. كيف يلعب جوارديولا وتوخيل نهائي الأبطال؟

جوارديولا وتوخيل
جوارديولا وتوخيل

يحتضن ملعب  "دو دراجاو" بمدينة بورتو البرتغالية، مساء السبت، وفي تمام الساعة التاسعة مساءً بتوقيت القاهرة المباراة الأهم في الموسم الكروي، حينما يلعب تشيلسي مع نظيره مانشستر سيتي في نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2020-2021، والذي سيشهد حضورًا جماهيريًا كبيرًا يصل إلى 50 ألف متفرج.

 

البلوز بقيادة الألماني توماس توخيل أطاح بريال مدريد الإسباني من نصف النهائي، بعدما تغلب عليه في مجموع اللقاءين بنتيجة 3-1، بينما تأهل السيتي لأول مرة في تاريخ بقيادة المدرب الإسباني بيب جوارديولا إلى نهائي المسابقة العريقة، بعدما أطاح بوصيف النسخة الماضية باريس سان جيرمان الفرنسي بنتيجة 4-1 في مجموع المواجهتين، ليضرب الفريقان موعدًا ونهائيًا إنجليزيًا ليكون الثالث في تاريخ دوري الأبطال عدما توج مانشستر يونايتد باللقب عام 2008 بفوزه على تشيلسي بركلات الترجيح في النهائي الذي جرى بالعاصمة الروسية موسكو، وكذلك عقب فوز ليفربول بالبطولة عام 2019، إثر تغلبه 2- 1 على توتنهام هوتسبير في العاصمة الإسبانية مدريد.

 

مباراة تكتيكية أخرى ستجمع جوارديولا وتوخيل بعد آخر لقاء جمع بين المدربين في نهائي كأس الرابطة، والذي تفوق فيه المدرب الألماني على نظيره الإسباني وتوج بالبطولة، ويدخل الفريقان متكملي الصفوف، حيث يعتمد توخيل على تشكيلة 3- 4-3  تتحول أحيانًا إلى 3-4-2-1، بينما يعتمد جوارديولا على طريقته المعتادة 4- 3- 3.

 

توخيل يعتمد على التمركز الدفاعي ولامركزية ثلاثي الهجوم

 

سيعتمد توماس توخيل في مواجهة السبت على سلاحه الأقوى منذ توليه مهمة تشيلسي، وهو ثلاثي الدفاعي، حيث يعتمد على الثلاثي تياجو سيلفا، أنطونيو روديجير، وسيكون الخيار بين الدنماركي كريستيان كريستنسن أو القائد سيزار أزبيليكوتا وأمامهم رباعي وسط، على أن يقوم نجولو كانتي بالعودة في قلب الدفاع ليصبح التكتل برباعي دفاعي، وهو ما يصعب المهمة على فريق يلعب على الاستحواذ مثل جوارديولا ليصل إلى المرمى بسهولة، ويتمركز جيدًا تشيلسي في حالة فقدان الكرة، حيث نرى في بعض الأوقات أن الفريق يدافع بسبع لاعبين وهم ثلاثي الدفاع ورباعي الوسط.

 

لكن ما يعيب ثلاثي دفاعات تشيلسي هو الكرات الطويلة المرسلة من الخصم، والتي تضرب دائمًا الخطوط بين الثلاثي وثنائي الوسط كانتي والإيطالي جورجينيو، وهو الذي سيعمل عليه توخيل مع وسط ملعب رائع للسيتي يقوده البلجيكي كيفين دي بروين.

 

ويميز خطة الألماني دائمًا ثلاثي الهجوم، والذي يعتمد على اللامركزية وتبادل المراكز كثيرًا في أوقات المباراة، حيث يعتمد توخيل على الثلاثي الأمريكي كريستيان بوليسيتش أو المغربي حيكم زياش، الألماني تيمو فيرنر والقطعة الأهم في كتيبة المدرب توخيل ماسون ماونت ودائمًا ما يشكل ماونت جبهة نارية يسرى مع الظهير الأيسر بن تشيلول، كما أنه يدخل دائمًا في وسط الملعب ويشكل خطورته، كما أنه مرتدة يساند جورجينيو وكانتي كثيرًا في الجانب الدفاعي، أما فيرنر يعتمد عليه توخيل في مركز المهاجم الوهمي رقم "10"، حيث يمتلك سرعة رائعة في الهجمات خاصًة البينما يعتمد على بوليسيتش في الجناح الأيمن، لكن ما يميز ثلاثي توخيل الهجومي هو اللامركزية بينهم في مجريات اللعب طوال المباراة، حيث سنرى فيرنر يلعب في الجناح الأيسر ويدخل بدلًا منه ماونت في مركز المهاجم الوهمي، وهو ما يربك مدافعي الخصم خلال اللقاء، وقد يفاجئ توخيل الجميع كما فعل في لقاء ريال مدريد، ويبدأ بالألماني كاي هافيرتز في مركز المهاجم الوهمي، على أن يلعب تحته كل من ماونت وفيرنر، وهو ما أعطى فعالية كبيرة أمام النادي الملكي، وظهر انسجام كبير بين فيرنر ومواطنه هافيرتز في الثلث الهجومي.

 

الأجنحة سلاح جوارديولا وخيسوس قد يكون حلًا

 

في الجانب الآخر سيعتمد جوارديولا على أجنحته الفتاكة وهي الجزائري رياض محرز والشاب المتألق هذا الموسم فيل فودين، بجانب مشاركة القائد كيفين دي بروين كمهاجم وهمي بينهم، والاعتماد على ثلاثي وسط خلفهم رودري، جوندجان وبيرناردو سيلفا، وتتحول أحيانًا طريقة جوارديولا إلى 4- 4-2  في بعض الأحيان بمشاركة محرز على جناح اليمين وفودين على اليسار، وأمامهم مهاجمان دي بروين وسيلفا، وقد يراهن بيب على سلاح آخر وهو اللعب بمهاجم صريح وهو البرازيلي جابرييل خيسوس، على أن يلعب المخضرم سيرجيو أجويرو في التلت الأخير من اللقاء حال التأخر في النتيجة، وكان جوارديولا يجهز خيسوس المباريات الماضية للعب بجوار محرز وفودين، خاصًة في وجود ثلاثي دفاعات تشيلسي ليكون المهاجم "المحطة" الذي يستلم الكرات وتوزيعها للجناحين، مما يعطي حرية أكبر للبلجيكي دي بروين في وسط الملعب وتحت الثلاثي الهجومي ليشكل خطورة أكبر على الخصم.

 

وما يعيب خطة جوارديولا هي الظهيرين والذي بنسبة كبيرة سيلعب فيها المخضرم كاي ووكر في الظهير الأيمن والأوكراني زينتشنكو في الظهير الأيسر، نزعة الثنائي الهجومية الكبيرة تسببت في الكثير من المساحات التي خلفهم في كثير من المواقف، وستكون أخطر في وجود لاعبين ذات سرعة من أجنحة البلوز وهم فيرنر، بوليسيتش أو زياش بجانب ماونت، مما يضع أيضًا عبأ كبيرًا على مدافعي الفريق البرتغالي روبن دياز وجون ستونز في تغطية مساحات أكبر من الملعب.