رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

من حياتو إلى موتسيبى.. التحكيم الإفريقى "آلة" تحركها مصالح الرئيس

موتسيبي رئيس الكاف
موتسيبي رئيس الكاف

قُدر لقارة إفريقيا معاناة فرقها من المهازل التحكيمية التي قد تصل أحيانًا لجرائم وفضائح، فمباريات إقصائية معدودة جدًا التي تنتهي دون أخطاء تحكيمية جسيمة سواء كانت متعمدة أم لا.

 

فعلى الرغم من فوز النادي الأهلي على نظيره ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي، بهدفين دون رد، في ذهاب دور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال إفريقيا للنسخة الجارية 2021، إلا أن الأحمر تقدم بشكوى ضد الحكم السنغالي ماجيتي نداي، الذي تغاضى عن احتساب ركلة جزاء صحيحة لصالح الأحمر بعد تدخل عنيف من دينيس أونيانجو حارس مرمى صن دوانز على محمد شريف مهاجم النادي الأهلي.

 

وبحسب ما ورد في الموقع الرسمي للأهلي، فإن النادي الأحمر أشار في شكواه لكاف إلى أن الحكم ارتكب العديد من الأخطاء في مواجهة صن داونز، ولم يقم بتوفير الحماية الكافية للاعبين.

 

شكوى الأهلي لناداي لم تكن الأولى، حيث قام الوداد المغربي هو الآخر بشكوى الحكم الإثيوبي باملاك تسيمبا بسبب تغاضيه عن احتساب هدف صحيح للفريق المغربي أمام مولودية الجزائر في ذهاب ربع نهائي الأبطال الذي انتهى بالتعادل بهدف لمثله، قبل أن يلحق الرجاء بمواطنه الوداد وكذلك النادي الأهلي، في شكوى حكم لقاء مباراته أمام أورلاندو بايراتس الجنوب إفريقي في ذهاب ربع نهائي الكونفيدرالية الذي انتهى بتعادل الفريقين بهدف لكل فريق، وبسبب ارتكاب الحكم أخطاء تحكيمية جسيمة في حق نادي الرجاء وفقًا لما جاء في بيان النادي.

 

هل هناك علاقة بين تولي موتسيبي رئاسة "كاف" والأخطاء التحكيمية لصالح الفرق الجنوب إفريقية؟

تقدم كل من النادي الأهلي وأيضًا الرجاء بشكوى حكام مبارياتهما أمام كل من صن داونز وأورلاندو بايراتس الجنوب إفريقيين، فتاريخ القارة التحكيمي السيئ والذي طالته الشبهات في بعض الأحيان، يجعلنا نتساءل هل هناك علاقة بين تولي باتريس موتسيبي رئيس نادي ماميلودي صن داونز السابق، رئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وبين المجاملات التحكيمية للفرق الجنوب إفريقية في مباريات ربع النهائي؟

 

وكانت قد طالت الشبهات التحكيمية رؤساء الاتحاد الإفريقي السابقين وهم الملجاشي أحمد أحمد، وكذلك الكاميروني عيسى حياتو.

 

أزمة عمرو مراد فهمي وأحمد أحمد

بالرغم من رحيله عن عالمنا بعدما قاوم، إلا أن الرائحة الوردية لذكرى محاربته لفساد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في عهد الملجاشي أحمد أحمد، تبقى خالدة، ونستشهد بها على حقبة من حقب الرشاوي والفساد التحكيمي بالقارة السمراء.

 

وكان قد تولى عمرو فهمي مهمة سكرتير عام كاف، خلفًا للمغربي هشام العمراني، قبل أن يتعرض للإقالة بسبب اتهام أحمد أحمد بالفساد.

 

وفجر عمرو فهمي قضية فساد أحمد أحمد، وقاده إلى الوقوع في قبضة السلطات الفرنسية، بعدما تقدم ببلاغ اتهمه فيه برشوة لرؤساء الاتحاد الوطني بمبلغ قدره 20 ألف دولار، وطلب معدات كرة قدم لكاف بقيمة 830 ألف دولار من شركة يملكها أحد أصدقائه، وشراء سيارتين جديدتين على حساب "كاف" بمبلغ 400 ألف دولار.

 

وكان قد أكد عمرو مراد فهمي في أكثر من مناسبة، على تعمد الاتحاد الإفريقي، التلاعب في خياراته التحكيمية للمباريات، ومجاملة دول على حساب أخرى، ومستشهدًا بتولي الحكم الجامبي بكاري جاساما، مسئولية إدارة عدد كبير من المباريات للفرق المغربية في فترة قصيرة.

 

حياتو و29 عامًا من الأزمات التحكيمية

خسر الكاميروني عيسى حياتو انتخابات رئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) التي أجريت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في 16 مارس 2017، بعدما تمكن من التربع على عرش كرسي رئاسة الاتحاد الإفريقي لمدة 29 عامًا، منذ أن تولى منصب رئاسة الاتحاد عام 1988.

 

العديد من الأزمات والأزمات، حدثت خلال فترة أزمة كبيرة تسببت في تحويل عيسى حياتو، للنيابة من أجل التحقيق معه بعد بيع حقوق الرعاية والبث لشركة لاجاردين الفرنسية حتى عام 2028، في صفقة أثارت علامات الاستفهام بشكل كبير وتم وضعه على قوائم ترقب الوصول.

 

أزمة مع الاتحاد التونسي لكرة القدم

خروج منتخب نسور قرطاج، من دور الثمانية لنهائي كأس أمم إفريقيا عام 2015، أمام غينيا الاستوائية، بأخطاء تحكيمية جسيمة، جعل الإعلام والمسئولون التوانسة يشنون حينها حملة ضد الكاميروني عيسى حياتو، واتهموه بالفساد ومقايضة عبور البلد المستضيف لموافقته على احتضان البطولة، وهو الأمر الذى قابله حياتو بتوقيع غرامة مالية ضخمة عليهم وطالبهم بالاعتذار لكاف أو مواجهة عقوبات إضافية على الأندية والمنتخبات التونسية بجميع مراحلها، حيث اشتعلت الأمور بين الطرفين بشكل كبير.

 

حرمان مصر من مونديال 2010

حرم الاتحاد الإفريقي لكرة القدم برئاسة عيسى حياتو، الجيل الذهبي لمنتخب مصر من خوض منافسات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، بتغيير معايير حسم المتأهل لنهائيات كأس العالم بعد تساوي مصر مع الجزائر في عدد الأهداف، واستثناء المواجهات المباشرة التي ترجح كفة مصر، من معايير الحسم، ليخوض المنتخبان مباراة فاصلة بالسودان حسمت تأهل الجزائر على حساب مصر في نهائيات كأس العالم.