رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذكاء موسيمانى؟! .. العناية الإلهية وحدها أنقذت الأهلى أمام صن داونز

مباراة الأهلي وصن
مباراة الأهلي وصن داونز

هل ما شاهدناه أمام ماميلودي صن دوانز الجنوب إفريقي في ذهاب دور الـ8 في دوري أبطال إفريقيا على استاد السلام هو فعلا الأهلي حامل اللقب، والذي يتزعم الأندية الإفريقية بـ9 ألقاب، ويتطلع بجدية إلى لقبه العاشر؟

والسؤال بالرغم من تمكن الأهلي من الانتصار بهدفين نظيفين، الأول من تسديدة بمهارة فردية من طاهر محمد طاهر في الدقيقة 23، والثاني كان بمثابة الهدية الثمينة من حارس المرمى الأوغندي دينيس أونيانجو الذي أخطأ خطأ فادحا بخروجه من مرماه دون داع، وسوء تقديره للكرة العالية، فتسقط خلفه، وتتهيأ على صدر صلاح محسن الذي يجد نفسه أمام شباك خالية، فيودعها بكل سهولة في الدقيقة 89.

بغض النظر عن الهدفين، فالأهلي كان سيئا جدا، فمنذ متى والأهلي يتراجع بهذا الشكل، ويدافع على ملعبه أمام فريق إفريقي أيا كان خاصة في الشوط الثاني، وكأن اللاعبين حمدوا ربهم أنهم سجلوا هدفا في الشوط الأول، ويدعون الله أن تنتهي المباراة بهذه النتيجة؟!

واتضح رضا اللاعبين عن النتيجة في الشوط الثاني من عدم وجود الحمية، ومن تفاصيل صغيرة مثل البطء في تنفيذ رميات التماس، والضربات الثابتة، والمشي في الملعب، وكان هذا عكس كل التوقعات إذ توقع الجميع عقب تسجيل الهدف الأول أن يكتسب اللاعبون الثقة، وترتفع روحهم المعنوية، ويتحسن الأداء كثيرا، ويزداد الضغط، وترتفع وتيرة الهجوم من أجل تسجيل مزيد من الأهداف خاصة في الشوط الثاني الذي كان أسوأ حالا.

في وسط هذا التراجع غير المبرر من الأهلي كان طبيعيا أن يتفوق صن داونز على الأهلي في الملعب، وهذا شىء نادر الحدوث للأهلي على ملعبه حيث فقد الاستحواذ على الكرة بنسبة 46%، ومرر الكرة 443 تمريرة أي أقل من تمريرات صن داونز بـ54 تمريرة، وقيل أن دقة التمريرات وصلت إلى 81%، وهو رقم مبالغ فيه، ربما تكون صحيحة في التمريرات إلى الخلف، وما أكثرها، لكن التمريرات الأمامية يستحيل ان تتجاوز 70% على أكثر تقدير.

باختصار كانت السيطرة معظم أوقات المباراة لصن داونز، والمدهش أن الأهلي لم يحصل سوى على ركنية وحيدة مقابل 7 ركنيات لصن داونز، وهذا دليل آخر على أن الأهلي كان مضغوطا، وبالنسبة للتسديدات، سدد الأهلي 6 تسديدات منها 3 شكلت خطورة على المرمى أما صن داونز، فصوب 7 تصويبات 2 منها فقط هددت المرمى.

بهذا المكسب مع الأداء السىئ جدا يهدر الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني شخصية الأهلي، وهيبته سواء في إفريقيا أو في الدوري الممتاز، فهو خسر أمام غزل المحلة الصاعد حديثا إلى دوري الأضواء والشهرة، والمباراة أمام صن داونز لم تكن السيئة الوحيدة للأهلي مع موسيماني، فالأداء السيئ معه تكرر كثيرا لكن الفوز يشفع له، ويغطي على الأداء والأخطاء، وهذا الأمر لن يستمر طويلا ربما يساندك الحظ في بعض المباريات لكن بالتأكيد سوف يتخلي عنك إذا لم ترجع إلى الطريق الصحيح.

والمدهش أن محللا قد تحدث عقب انتهاء المباراة عن ذكاء موسيماني في التعامل مع المباراة، وهذه مبالغة كبيرة، وليس حقيقيا لأن العناية الإلهية وحدها هي ما أنقذت الأهلي، فلولا القائم، وبراعة محمد الشناوي، وقدرات المالي أليو ديانج الدفاعية ما خرج الأهلي من هذه المباراة فائزا، ولا ننسي أن الهدف الثاني هدية مجانية من الحارس بإرداة الله.

كثيرون يشعرون بالطمأنينة، ويتصورون أن الأهلي بهذين الهدفين ضمن تأهله إلى دور قبل النهائي، وهذا ليس صحيحا على الإطلاق لأن أداء الأهلي يثير المخاوف كما أن صن داونز على ملعبه سوف يكون أشد شراسة، وهجوما، وضغطا.

إذا كان اللاعبون يشعرون بالإجهاد، وهو موضوع مبالغ فيه جدا، يبدو أن ثمة مشكلة في الحمل التدريبي، والاستشفاء بعد المباريات، وعموما أمامهم أسبوع، وسوف نرى.