رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

بل على رأسك يا شيكابالا

شيكابالا
شيكابالا

أحمد درويش يكتب.. بل على رأسك يا شيكابالا

قديمًا كان هناك ممثلٌ عبقريٌّ وصفه النقاد العالميون بأنه أكثر الفنانين موهبة، واختير من قبل مجلة (باري باتش) كواحد من أفضل 10 ممثلين في العالم اسمه زكي رستم أعظم من أدى أدوار الشر في السينما المصرية، ولكنه في الحقيقة عاش حياته عازبا متمردًا على حياة عائلته الأرستقراطية وأجمع كل من عاصره على موهبته وطيبته الشديدة خارج الشاشة، وهو ما قد أجده مثلًا مشابهًا للاعب محمود عبدالرازق شيكابالا.

شيكابالا واحد من هؤلاء الطيبين خارج الملعب الذي يتحول إلي الشرير بأهدافه ولمساته والأهم والمؤسف تصرفاته فهو الفريسة الأسهل لأي صياد مبتدئ لاستفزازه وخروجه عن شعوره وارتكاب ردود أفعال لا تناسب أبدًا وحجم موهبة هذا اللاعب الذي خسر كثيرًا وابتعد كثيرًا بسبب تلك التصرفات التي كان من المفترض أن تتوارى مع السنوات والخبرة والنضوج. 

أحزن بشدة على شيكابالا لأني قد عاملته عن قرب وعرفت عنه الكثير من المقربين له، أحزن على موهبة كانت تستطيع أن تحلق بعيدًا وتحقق أضعاف أضعاف ما تحقق، أحزن على الرجل النوبي الذي ظهر في أصعب موقف حدث بعد مذبحة بورسعيد، وكيف كان رد الفعل وقتها من جماهير الأهلي تجاه هذا العمل النبيل ويصعب عليَّ جدًا أن يسابق شيكابالا الزمن لمحو هذا العمل الإنساني العظيم بتصرفات لا ترتقي لولد صغير سينتقل من المرحلة الإعدادية للصف الأول الثانوي. 

في كل مرة يخطئ شيكابالا كنت أقول إنها الأخيرة هو بشر يخطئ ويصيب، فالنهاية قد اقتربت ومشهد الختام قد أوشك ومن المؤكد أنه سيعيد حساباته ويراجع أموره وسيعلم أنه قد أهدر الوقت والفرص في استعراض زائف مع قلة لا تعبر إلا عن نفسها في مدرجات أصبحت خاوية أو تعليقات صفحات يمتلكها صبية يبحثون عن اللايك والشير ولكني أجده يكرر ما يزيد النار اشتعالًا.

شيكابالا.. أطلب منك الآن طلبًا أن تجلس مع نفسك لتسألها وتقف أمام مرآة غرفتك وتحدثها بصوت مرتفع.. ماذا كسبت من معارك في الملعب؟ صدقني ستجد الإجابة: لا شيء فجماهير الزمالك في كل الأحوال تحب موهبتك وتلك التصرفات لن تجعلك بطلًا شعبيًا عندهم لأنك بالفعل لديك موهبة كروية جعلتهم يحبونك ولم تكن بحاجة إلي مجارة صبية صغار أو قلة متجاوزة وليدة السوشيال ميديا.

بقى أن أخبرك قبل أن تنتهي رسالتي أن جماهير الأهلي على رأسك وليست على حذائك، لأننا لم نعهد بأهل النوبة الطيبين بأنهم هكذا وكذلك لأن جماهير الأهلي ليسوا العشرات الذين أشرت لهم على حذائك بل ملايين لهم كل الحب والتقدير. وأخيرًا  لا يفوتني أن أذكرك أن الشرير زكي رستم مثلما كان المعلم أبوزيد في الفتوة والمعلم بيومي في رصيف نمرة خمسة كان الرجل الطيب في العديد من الروايات فلا تترك الملعب دون أن ترى الجماهير الوجه الآخر لك ولو في مشهد الوداع بعيدًا عن مناوشات المدرجات وسذاجة حسين الشحات الذي يحتاج الكثير من الكلمات والسطور لعله يستفيق قبل فوات الأوان.